مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثأعلام

محمد المهدي الفاسي(ت1109هـ)

هو الإمام الحافظ المحقق المشارك المتقن المتفنن الورع، أبو عبد الله محمد المهدي بن أبي العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن يوسف الفاسي.

ولد بالقصر الكبير في آخر ليلة السبت السابع والعشرين من رجب عام ثلاثة وثلاثين وألف(1033هـ)، وبيته من أجل البيوتات العلمية في عصره، أنجب العديد من العلماء والصلحاء، وبهذا البيت نشأ مُترجَمنا، وتلقى فنونا من العلم، عن أبيه، وخاله أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف الفاسي(تـ1084هـ)، وعمه أبي محمد عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي(ت1091 هـ)، كما تتلمذ على يد علماء مشهود لهم برسوخ القدم في العلم، مثل: محمد بن أحمد الزموري(ت1057هـ)، وحمدون بن محمد بن موسى الأبار الفاسي(تـ 1071هـ)، وقاسم بن الحاج قاسم الخصاصي(ت1083هـ)،وآخرين.

وقد ظهرت علامات النبوغ  على محمد المهدي منذ صغره، واشتهر بالنسخ بالأجرة، ولا ينسخ لمن في ماله شبهة، وتصدى للتدريس فأقبل عليه طلاب العلم، للأخذ عنه، فكان ممن حصل لهم شرف الجلوس  في مجلسه: الطيب بن محمد بن عبد القادر الفاسي(ت1113هـ)، ومحمد بن قاسم المشهور  بابن زاكور(تـ1120هـ)، ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي(تـ1134هـ).

وكان محمد المهدي بارعا في علوم كثيرة؛ كالعربية والفقه والتفسير والحديث والتاريخ، شهد له بذلك العديد من العلماء،  مع الثناء عليه في علمه ودينه وفضله، ففيه قال محمد بن الطيب القادري في نشر المثاني: «كان من الأعلام الأكابر، والفضلاء المشاهير، رئيسا في الضبط والإتقان، مجددا لتدريس العلم والتأليف في ذلك الزمان»، وقال محمد بن جعفر الكتاني في سلوة الأنفاس: «الشيخ الإمام، الحافظ الحجة الأكبر، اللاَّفِظ المشارك، العلامة المحقِّق، الصوفي المدقِّق، ذو التآليف والمجالس المفيدة»، وقال محمد بن محمد مخلوف في شجرة النور الزكية: «العالم النحرير، الفقيه العمدة الشهير، المحدث البركة الخبير».

ومن أحصى عدد مؤلفات محمد المهدي أو اطلع عليها، فإنه حتما سينصفه، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: «كفاية المحتاج من خبر صاحب التاج واللواء والمعراج»، و« وسمط الجوهر الفاخر في سيرة سيد الأول والآخر»، منه تسع نسخ بالخزانة الملكية، وقد حقق في أطروحة جامعية بكلية الآداب – الجديدة-، و«معونة الناسك بالضروري من المناسك»، منه نسخة بالخزانة الملكية تحت رقم: (14065)، و«الدرة الغراء في وقف القراء»، و«الجواهر الصفية في المحاسن اليوسفية»، منه نسختان بنفس الخزانة، تحت رقم: (1288- 11324)، و«شفاء الغلة وانقشاع السحابة عن حكم السكران أول الملة»، منه نسخة بنفس الخزانة أيضا، تحت رقم: (6532- 13749- 14073).

توفي محمد المهدي يوم السبت التاسع من شعبان عام تسعة ومائة وألف(1109هـ)، ودفن بعد صلاة العصر بداخل قبة جده سيدي يوسف الفاسي، وراء ظهره من أعلاها.

مصادر ترجمته: صفوة من انتشر(352- 353)، ونشر المثاني(3/80-83)، والتقاط الدرر(2/282-283)، وطبقات الحضيكي (2/311-312)، وسلوة الأنفاس(2/355-357)، وشجرة النور الزكية (1/473).

Science

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جزاكم الله خيرا
    هل هو نفسه مؤلف كتاب مطالع المسرات بجلاء دلائل الخيرات

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق