الرابطة المحمدية للعلماء

كُبرى توصيات ندوة الإمام الشاطبي في فاس

كُبرى توصيات ندوة الإمام الشاطبي في فاس

في الحاجة إلى ربط البحث في التراث الإسلامي بحاجات المجتمع

 

في إطار دوراته السنوية المخصصة للمخطوط العربي في المغرب والأندلس، نظم مركز الدراسات الأندلسية المغربية ووحدة الدكتوراه حول تحقيق تراث الغرب الإسلامي، بتعاون مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، وبدعم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، وولاية فاس ومجلس مدينة فاس والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة فاس- بولمان والمجلس العلمي المحلي لمدينة فاس، ندوة علمية دولية في موضوع: ” أبو إسحاق الشاطبي: الدراسة والتوثيق”، وذلك أيام 5-6-7 جمادى الثانية 1431هـ الموافق ل: 19-20-21 ماي 2010 في قصر المؤتمرات بفاس، أسهم فيها نخبة متميزة من العلماء والباحثين المختصين من داخل المغرب وخارجه.

وقد استهلت الندوة أعمالها بآيات بينات من الذكر الحكيم, تلتها كلمات افتتاحية للسادة ممثلي الجهات المتعاونة والداعمة لعقد الندوة؛ نوهت بموضوع الندوة وأهميتها في إبراز تراث الإمام الشاطبي بصفته أحد أعلام الأندلس البارزين الذين أغنوا الخزانة الإسلامية بمؤلفات في شتى علوم المقاصد والوسائل جعلته علاَمة مميزة لعصره وعلاَّمة سابقاً لزمانه. وقد تناول الكلمة في هذه الجلسة كل من:

الدكتور السرغيني فارسي، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله

الدكتور محمد بنصالح، ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-

الدكتور عبد الرحمان طنكول، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس

الدكتور عبد الحي عمور، رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة فاس

الأستاذة كنزة الغالي، نائبة رئيس مجلس مدينة فاس

الدكتور عبد العزيز احميد، رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس

الدكتورة سعيدة العلمي، رئيسة مركز الدراسات الأندلسية المغربية.

 

وعلى إثر الجلسة الافتتاحية، عقدت ثمان جلسات علمية على مدى ثلاثة أيام، وانصبت على عرض ومناقشة جملة من المحاور العلمية القيمة التي تناولت عطاء الإمام الشاطبي في مجالات الفقه وأصول الفقه والأدب والنحو والتصوف والبدع وغيرها. وأكد  خلالها المشاركون على أهمية اعتماد مؤلفات الإمام الشاطبي، وبخاصة كتاب “الموافقات”، في المقررات الجامعية في مراحل الإجازة والماجستير والدكتوراه، في تخصصات العلوم الشرعية، كما دعوا إلى إعادة تحقيق كتاب “الاعتصام” للإمام الشاطبي، بعد الوقوف على نسخه الخطية الموجودة في المكتبات المغربية، وأشاد المشاركون أيضا بجهود المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في مجال المحافظة على التراث الإسلامي، وبعملها في تجديد التراث وإبراز آثار أعلام الفكر الإسلامي والتعريف بإسهامهم في مسيرة الحضارة الإسلامية.

 ثم انتهت أعمال الندوة بجلسة ختامية تناول الكلمة فيها كل من السيد نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، والسيد ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، والسيدة رئيسة مركز الدراسات الأندلسية المغربية، كما ألقيت فيها كلمة للمشاركين شكروا فيها الجهة المنظمة والجهات الداعمة على التنظيم المحكم للندوة، قبل أن تتلى التوصيات التالية التي أصدرها المشاركون:

1. شكر الجهات المنظمة والداعمة لتنظيم هذه الندوة على اختيارها للإمام الشاطبي ومنهجه ومؤلفاته موضوعاً للندوة، وحثها على الإسراع في طباعة البحوث وأوراق العمل المقدمة خلالها تعميماً للفائدة وإسهاماً في نشر المعرفة.

2.الإشادة بجهود المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في مجال المحافظة على التراث الإسلامي، وبعملها الدؤوب في تجديد التراث وإبراز آثار أعلام الإسلام والتعريف بإسهامهم في مسيرة الحضارة الإسلامية، وذلك من خلال البرامج التي تنفذها والأنشطة العلمية والثقافية والتربوية التي تنظمها أو تدعمها مادياً ومعنوياً، ودعوة الباحثين والمؤسسات والمراكز العلمية المشتغلة في مجال تحقيق التراث وتجديده إلى الاستفادة من جهود الإيسيسكو في هذا الإطار.

3. التأكيد على ضرورة ربط البحث في التراث بحاجات الواقع، وذلك حتى يؤدي مهمته الوظيفية لتسهم نفائس التراث، من قبيل موافقات الشاطبي، في معالجة قضايا الحاضر وبناء المستقبل.

4.التأكيد على أهمية اعتماد مؤلفات الشاطبي، وبخاصة كتاب الموافقات، في المقررات الجامعية في مراحل الإجازة والماجستير والدكتوراه في تخصصات العلوم الشرعية.

        5. الدعوة إلى تحقيق كتاب “الاعتصام” بعد الوقوف على نسخه الخطية الموجودة في الخزانات المغربية.

        6.الدعوة إلى تحقيق وطبع مراسلات الإمام الشاطبي العلمية مع علماء المغرب وإفريقية.

        7.الدعوة إلى الاهتمام بالبناء المنهجي للشاطبي من خلال الكليات ونظام الأولويات، والاستفادة منه في فقه الواقع وواقع الاجتهاد.

        8. العمل على بث جلسات الندوة في القنوات الفضائية المغربية والعربية التي تعنى بالثقافة الإسلامية.

9.الدعوة إلى إنشاء مركز للماستر والدكتوراه خاص بتراث الإمام الشاطبي وسبل الاستفادة من علمه المنبث في مؤلفاته في تنشيط الحركة الثقافية والعلمية.

10.الحث على متابعة تحقيق ما لم يحقق بعد من مخطوطات الإمام الشاطبي.

        11.العزم على عقد الدورة الرابعة للمخطوط العربي في المغرب والأندلس في السنة المقبلة، على أن تكون خاصة بشخصية علمية مغربية وأن ينظم في إحدى المدن المغربية أو الأندلسية.

 يذكر أن هذه الندوة عقدت بدعوة من مركز الدراسات الأندلسية المغربية ووحدة الدكتوراه حول تحقيق تراث الغرب الإسلامي، وبتعاون مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وبدعم من “الإيسيسكو” ووزارة الثقافة المغربية والمجلس العلمي لمدينة فاس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق