الرابطة المحمدية للعلماء

كيف نعيد الاعتبار للفظ القرآني مدخلا للتفسير؟

د. فريدة زمرد: الألفاظ
والمفردات والمصطلحات مداخل لبيان القرآن

 
قالت
د. فريدة زمرد، الباحثة والأستاذة بدار الحديث الحسنية، إن جنوح التفسير إلى خدمة
المفسِّر على حساب المفسَّر، والتمكين للمذهب والثقافة الخاصة للهيمنة على القرآن،
لا لهيمنة القرآن على ذلك المذهب وتلك الثقافة، يجعل قيمة هذا التفسير اليوم،
تنحسر لتصير مجرد قيمة تاريخية، لا تأثير لها في واقع الناس، ولا في تلقي معاني
القرآن الكريم الملائمة لهذا الواقع.
 
وأشارت
الباحثة في بحث بعنوان: “تفسير القرآن من التوجيه المذهبي إلى المدخل
المصطلحي”، نشر في العدد الجديد (27) من مجلة الإحياء، إلى أن “الألفاظ
والمفردات والمصطلحات مداخل لبيان القرآن الكريم كله، على اعتبار أن المصطلحات هي
مفاتيح العلوم والمداخل الطبيعية لها”.

وأوضحت
الباحثة مؤلفة كتاب: “مفهوم التأويل في القرآن والحديث”، أن هَمَّ
التفسير الفقهي الأساس هو “بيان الأحكام الفقهية والتدليل عليها مما جعل هذا
التفسير مدخلا للفقه، والقرآن الكريم خادما للمذهب الفقهي وليس العكس”، أما
فكرة التفسير الموضوعي، فرغم اعتراف زمرد بكونه أهم مظاهر التجديد في التفسير في
العصر الحاضر، إلا أن هذا النوع من التفسير، تقول الباحثة، لم “يمتلك من
الأدوات المنهجية ما يجعله وفيا للبنية الداخلية للنص المفسَّر أكثر من الرؤية
الخاصة للمفسِّر”.

وفي المقابل رأت زمرد أن الدراسة المصطلحية توفر
“الأرضية الموطأة للعملية التفسيرية التي لا تستقيم لمن يجهل طبيعة المفردات
ودلالاتها اللغوية”، وأن أهم ما يميزها هو انطلاقها “من المصطلح إحصاء
وتصنيفا ودراسة معجمية”، وأكدت الباحثة أن “المقاربة المصطلحية تبدو
الأقرب إلى إعادة الاعتبار للفظ القرآني مدخلا للتفسير”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق