الرابطة المحمدية للعلماء

كيف تتقدم الشعوب؟ وهل يختلف التقدم من قرن إلى أخر؟

  زويل: إن عشوائيات الفكر، وتراجع القيم والأخلاق لن يؤدي إلى نهضة!

نظم يوم الثلاثاء 17  فبراير 2009 صالون الأوبرا الثقافي ندوة فكرية لحائز جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل، شارك فيها الشاعر فاروق جويدة، د. محمد غنيم رائد زراعة الكلي في الشرق الأوسط، والمفكر السيد ياسين، وأدار الندوة الكاتب أسامة هيكل.

في البداية تساءل زويل كيف تتقدم الشعوب؟ وهل يختلف التقدم من قرن إلى أخر؟، قائلا أن هناك مثل صيني يقول “أوقد شمعة بدلا من أن تلعن الظلام”، وهذا ما أتمناه أن نوقد ولو شمعة واحدة في هذا الوقت المظلم.

وأوضح زويل، حسب ما نقلته شبكة محيط، أن كتاب “ثروة الأمم” لآدم سميث صاحب أول نظرية في الاقتصاد السياسي، كان يرى فيه أن السوق الحر أهم شيء في ثروات الأمم والشعوب وأن الناس تتنافس وتنتج أشياء مهمة لصالح الشعوب وفي هذا يقول سميث “إننا لا نتوقع أن يتكرم علينا الجزار أو الخباز بطعام العشاء، لكننا نتوقعه من اعتبارهما لمصلحتهما الشخصية”.

أيضا أشار زويل إلى أن هناك بعد سياسي بالإضافة إلى البعد الاقتصادي يساعد في تقدم الشعوب من حيث طبيعة الحكم، مضيفا “بدأت أغير تفكيري في السنوات الماضية ووجدت أن هناك بعد ثقافي يتمثل في عادات الشعوب وخواصها، وهذا يشمل بعد فكري يتمثل في ثقافة الشعوب”.

وتحدث عن الشفرة الجينية لكل منا والتي تحدد الشخصية والأمراض وكل شيء خاص بالإنسان، وعندما ننظر للمجتمع نجد أن هناك أفراد يتفاعلون سويا، وهذا التفاعل له قوة أكبر من قوة الجينات الشخصية، وقوة المجتمع هذه هي التي تحدد ثقافة المجتمع والتي قد تكون بناءه أو هدامة.

وأضاف أن العلماء أوجدوا وحدة للثقافة وأطلقوا عليها وحدة “ميم”، وهذه الوحدة تنتشر بنفس طريقة الجينات وهي التي تساعد علي التقدم أو العكس، فهناك قوة المعرفة وتتمثل في قوة التعليم والبحث العلمي وهذا ما فعلته مصر في عهد الفراعنة منذ آلاف السنين فاستطاعت بناء حضارة عظيمة.

وأكد زويل علي أهمية البعد المعرفي، ساردا لتاريخ الثورات بداية من “الثورة الزراعية” التي كانت تعتمد علي القوة الجسدية، و”الثورة الصناعية” التي كانت تحتاج إلى مهارات قائلا: “أما في عالم اليوم والمستقبل أرى أن الاحتياج لقوة العقل البشري، فلا تكفي القوة الجسدية والمهارات، وبغير هذا لن يكون لنا وجود علي خريطة القرن 21 “.

وأعطى مثالا لجامعة كالتيك التي يعمل بها وأنهم يريدون السيطرة على العالم غير المرئي، ويتم الآن عمل تليسكوب يصل حجمه إلى 30 مترا ويتكلف بليون دولار، وعن طريقه نستطيع لأول مرة أن نرى كواكب ومجرات تعود بالزمن إلى 10 بليون سنة في الماضي، لأنهم يريدون معرفة إذا كان هناك حياة على المريخ، وإذا كانت هناك مواد وقودية على كواكب أخرى، وبناء مستعمرات وما إلى ذلك.

كما تحدث زويل عن الثورة التكنولوجية الحديثة وانتهاك الخصوصية مؤكدا أننا لا نتخلص من أشياءنا الخاصة ولا ذكرياتنا حين نحذفها من على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا ومن يظن هذا فهو واهم، لأن هناك برامج يمكنها استعادة ما تصورنا أننا تخلصنا منه إلى الأبد!.

وقال زويل أن عشوائيات الفكر، وفساد المال والسلطة، تراجع القيم والأخلاق لن يؤدي إلى نهضة، مشيرا إلى أن كثير من المثقفين يعيشون في الماضي من خلافات وإيدلوجيات ” فلنترك هذا للتاريخ فهو قاس لا يترك أحد”.

الشاعر الكبير فاروق جويدة علّق أن زويل أرهق الشاعر بداخله كثيرا بحديثه عن صورة المستقبل العلمي وهذا التدخل الشديد في خصوصيات البشر.

 وأضاف أن “أجهزة الكمبيوتر ستقوم بدور ملايين من المراقبين والضباط، فسوف أجد في حجرة نومي عشرات الحراس الذين يطاردون أشعاري”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق