مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينغير مصنف

كتاب المقامات العلية في كرامات الصحابة الجلية

 

 

 

إعداد: عبداللطيف السملالي

 من الكتابات الجليلة التي عكف عليها العلماء في سالف الدهور، وشغلوا أنفسهم بالتأليف فيها والتدقيق في جوانب موضوعاتها، سير الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وتتبع أحوالهم وتسجيل مواقفهم في مختلف أطوار دعوة الاسلام، والاهتمام بتدوين أخبارهم والبحث عن مروياتهم، والاستنباط من سيرهم معالم الاقتداء والاهتداء بالرسول المعلم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

وقد تنوعت تآليف العلماء في شأن الصحابة، وتباينت الموضوعات المطروقة من قبلهم في شأنهم، وتفننوا في إبراز جوانب مضيئة من سيرهم، ملقين الأضواء على رفعة درجاتهم في التضحية والبلاء الحسن في نصرة الدين الحنيف.

 ومن لطيف ما ألف في أحوال الصحابة، كتاب: (المقامات العلية في الكرامات الجلية، في ذكر جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، رُوِيَتْ لهم كرامات ظاهرة وأحوال باهرة)، الذي اعتنى بتأليفه العلامة الأديب المؤرخ أبو الفتح ابن سيد الناس اليعمري (ت 734 هـ ).

وهذا الكتاب على صغر حجمه، ضم فوائد كثيرة، ومعلومات غزيرة عن الصفوة المجتباة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وموضوعه بيّن من خلال عنوانه، فهو في ذكر كرامات بعض الصحابة مع بيان أحوالهم السنية، وقد اجتهد المؤلف في إبداع قصيدة شعرية تتألف من نيف وثمانين بيتا، نظم فيها بأسلوب أدبي جميل كرامات كثيرة التي حفلت بها كتب الحديث والسير والتراجم، استهلها بمدح النبي الكريم ومذكرا ببعض معجزاته صلى الله عليه وسلم، باثا فيها هيامه وشوقه إلى أرض الحجاز.  ومما جاء في مطلعها:

سِـرْ في الظـلام بجـذوة من أضلـعـي*** وإذا عدمـتَ الوِرد حـسـبـك أدمـعـي

وصِـل السُّـرَى بالسـيــر لا متـوانيـاً*** واجْف الكرى من بعد لين المضجع

وإذا حــلـلــت بطـيـبــة فـلــك الهـنــا*** ءُ بـما حـللـت مـن الجـناب المُمْـرع

وادٍ يـهــيـــم بــه الفــؤاد مــقــــدسٌ*** كم لـي لبـعـديَ عـنـه أنَّـةَ مـوجــــع

فانشــر بـه نـشـر العـبــيـر تحـيـتـي*** وابـثـث كمـا بـثّ السقـام تفـجـعـــي

واقــر السـلام عـلـى النـبـي فطـالمـا*** حَـمّـلْـتــه نـسـمات بـان الأجــرع

واحـبـس فـؤادك إن تـكـن مثـلي فما*** أَلـقـى فـــؤادي عـنـد ذكـراه معــي

وعسـاك تبـدي ما ترى مـن لهـفتـي*** وعساك تجري ما جرى من مدمعي[1]

ومما استحضره من كرامات الصحابي الجليل العلاء الحضرمي رضي الله عنه  قوله:

وبجيشه شقّ العلاء البحر للبحــ *** ــرين في مثل الطريق المهيع

وشكا له أصحابه ظمأ بهم*** فدعا فبودر بالسحاب الأرفع

وقضى فألقوه دفينا ثم ما*** ألفوه مدفونا بذاك الموضع[2]

وعن كرامة أبي الدرداء رضي الله عنه، المتمثلة في تسبيح القدر بين يديه يقول ابن سيد الناس:

وحديث قدر عويمر إذ سبحت*** عند السقوط فقال: سلمان اسمع

ثم أورد الخبر المسند لكرامته قائلا:

(عويمر: أبو الدرداء رضي الله عنه.

أنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن عبدالرحمن الموصلي بقراءتي، أنا أبو منصور الفهري، أنا السلفي، أنا الطربيثي، ثنا أبو القاسم اللالكائي، ثنا جعفر بن عبدالله بن يعقوب، أنا محمد بن هرولت الروياني، ثنا يحيى عن أبي بكر بن الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة قال: كان أبو الدرداء رضي الله عنه، يصلح قدرا له فوقعت على وجهها، فجعلت تسبح. فقال: يا سلمان تعال إلى ما لم بسمع أبوك مثله قط)[3].

والملاحظ في النسخة المطبوعة من هذا الكتاب أنها لا تتضمن مقدمة المؤلف التي عادة ما يُذكر فيها دواعي التأليف أو الأسباب الموضوعية التي أملت عليه الاشتغال بجمع مواد الكتاب، أو الطريقة التي انتهجها في صياغة مصنفه، ولا يستبعد أن تكون هذه المقدمة متضمنة في النسخ الخطية الأخريات من الكتاب، التي غابت على المحققة معرفة نسخها في مكتبات العالم. وبالرغم من ذلك يمكن تلمس منهج ابن سيد الناس في كتابه (المقامات العلية في الكرامات الجلية)، من خلال إمعان النظر في فقراته، والتأمل في أجزاء الكتاب، فنجد المؤلف يعمد أولا إلى إدراج نتفا من قصيدته الشعرية المتضمنة كرامات أحد الصحابة الكرام، ويعقب ذلك برواية الآثار المسندة عن شيوخه (بالقراءة، أو بالسماع، أو بالرواية…)، فنلفي رواياته تتصدر غالبا بالعبارات التالية:

   * قرأت على الإمام أبي محمد عبدالمحسن بن هبة الله….

   * قرئ على عبدالرحيم بن يوسف الموصلي وأنا أسمع…

   * روينا عن طريق الطبراني….

كتب إلينا الشيخ الراوية أبو الفضل محمد بن محمد بن عبدالله….الخزرجي من مدينة تونس….

و كان يذكر بعد ذلك نخبة من كرامات ظاهرة وأحوال باهرة للصفوة من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، وأبانت تلك الكرامات عن رفعة فضلهم وحسن مناقبهم، وجليل ما نالوه رضوان الله عليهم من جميل التأسي والاقتداء، والتمسك بالشرع الحنيف، وهي في مجملها دليل على معجزة صاحب الرسالة عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وهذا المعنى قرره ابن السبكي (ت 771هـ) بقوله: (اعْلَم .. أَن كل كَرَامَة ظَهرت على يَد صحابى أَو ولى، أَو تظهر إِلَى يَوْم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين، فَإِنَّهَا معْجزَة للنبى صلى الله عَلَيه وَسلم، لِأَن صَاحبهَا إِنَّمَا نالها بالاقتداء بِهِ صلى الله عَلَيه وَسلم، وَهُوَ معترف لَهُ بِأَنَّهُ مقدم خَلِيقَة الله وصفوتهم وَسيد الْبشر، الذى من بحره تستخرج الدُّرَر)[4].

ويلاحظ أن المؤلف لم يتعرض إلى تعريف الكرامة، وإلى مناقشة العلماء في مسألة جوازها، كما لم يلتفت إلى ما أثاره المتكلمون من نقاش حول الكرامة والمعجزة، ويبدو أن ابن سيد الناس كان قصده من هذا الكتاب جمع المرويات المسندة الكثيرة من طريقه، للتدليل على فضيلة أولئك الرجال العظام، وإظهار مزيتهم. وأحيانا كان يروي أكثر من خبر مسند عن كرامة صحابي، دون أن يتكفل بإعمال النقد الحديثي للسند والمتن، أو الإشارة إلى صحة أو ضعف الرواية.

ولا يخلو الكتاب من لفتات تاريخية تجلي جوانب حياة الصحابي، وبعض الأعمال التي اضطلع بها، استند فيها المؤلف على ما كتبه المتقدمون في طبقات الصحابة وتراجمهم.

وأورد ابن سيد الناس في كتابه (المقامات العلية في كرامات الصحابة الجلية)، جملة من الصحابة وبعض من التابعين، بلغ مجموعهم 33اسما، مع بيان كرامات كل واحد منهم، وهم حسب ترتيب الكِتاب :

1. أبو بكر الصديق:  شهود الملائكة الحروب ـ الإخبار بجنس المولود المنتظر.

2. عمر ابن الخطاب: المناداة على سارية ووصول ندائه إليه رغم بعد المسافة ـ حديث إلى نيل مصر.

3. عثمان بن عفان: تسبيح الحصا في كفه.

4. علي بن أبي طالب: الإخبار بمقتله ـ دعاؤه على أتباعه.

5.الحسين بن علي بن أبي طالب: دعاء على رجل بالنار.

6. سعد بن أبي وقاص: مجاب الدعوة.

7. سعيد بن زيد: دعاؤه على أروى بنت أوس.

8. عبد الله بن جحش: مجاب الدعوة.

9. العباس بن عبد المطلب: الاستسقاء به زمن القحط.

10. أبي بن كعب: مجاب الدعوة.

11. أبو الدرداء: تسبيح القدر بين يديه.

12. سلمان الفارسي: الحديث إلى ملك الموت: (يا ملك الموت ارفق بأخي..)

13. أهبان بن صيفي: وجود قميصه على المشجب بعد تكفينه.

14. العلاء الحضرمي: جواز البحر بجنوده دون سفن ـ مجاب الدعوة ـ حماية مدفنه من السباع.

15. عامر بن فهيرة: لم يوجد جسده حيث دفن،

16. أسيد بن حضير: عصاه أضاءت له الطريق.

17. عباد بن بشر: عصاه أضاءت له الطريق

18. الطفيل بن عمرو الدوسي:  وقع النور فوق رأس سوطه.

19. عاصم بن ثابت: حفظ جثمانه من أي أذى بعد استشهاده.

20. زيد بن حارثة: ملك حماه من الردى.

21. البراء بن مالك: البرور بقسمه.

22. أنس بن مالك: مجاب الدعوة.

23. تميم الداري: إخماد نار عظيمة وإرجاعها من الباب الذي انطلقت منه.

24. أبو أمامة الباهلي: نال بركة التصدق في سبيل الله.

25. جنادة ابن أبي أمية: مجاب الدعوة (الدعاء بسكين هيجان البحر).

26. أبو ريحانة: مجاب الدعوة.

27. حجر بن عدي: عبور دجلة دون سفينة.

28. حمزة بن عمرو الأسلمي: إضاءة أصابعه.

29. حذيفة بن اليمان: إخبار الملك له بنصر المسلمين.

30. سفينة مولى رسول الله: الأسد يدله على الطريق

31. عمران بن حصين: مصافحة الملائكة له.

32. خالد بن الوليد: عدم تأثير السم في جسده.

33. عقبة بن نافع: حديث السباع.

لقد اعتمد ابن سيد الناس في صياغة كتابه: (المقامات العلية في كرامات الصحابة الجلية) على مصادر كثيرة وراجع مصنفات متنوعة، أفصح عن بعضها بين صفحات كتابه، ومن أهم المصادر التي أفاد منها في معرفة كرامات الصحابة، وجعلها من موارده في هذا التأليف:

   * الطبقات الكبرى. لأبي عبد الله محمد بن سعد بن منيع البغدادي (ت 230هـ).

   * التاريخ الكبير. لأبي بكر أحمد بن أبي خيثمة (توفي حوالي 279هـ).

   * المعجم الكبير. لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360هـ).

   * كرامات الأولياء. لأبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي (ت 418هـ).

   * الكشف والبيان في تفسير القرآن. لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي (ت 427هـ).

   * الاستيعاب في معرفة الأصحاب. لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي (ت 463هـ).

   * سير السلف الصالحين: لأبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني الملقب بقوام السنة (ت 535هـ).

ومما تجب الإشارة إليه أن العلامة ابن سيد الناس لم يكن أول من طرق موضوع كرامات الصحابة واعتنى بالتأليف فيها، بل تناولها علماء كثيرون قبله، ونجد الكثير منها ورد خبرها في كتب دلائل النبوة، وكتب تراجم وطبقات ومناقب الصحابة، وقد سبق ذكر بعضها في المصادر التي اعتمدها ابن سيد الناس في (المقامات الجلية..)، ومن أهم الكتب المصنفة في هذا الموضوع، وأدرجت أخبار الصحابة وكراماتهم:

1. الزهد. للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ).

2. الأولياء. لابن أبي الدنيا (ت 281هـ).

3. كرامات أولياء الله. لأبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي (ت 418هـ).

4. حلية الأولياء. لأبي نعيم الأصبهاني (ت 430هـ).

5. كرامات الأولياء. لأبي محمد الحسن بن محمد الخلال (ت 439هـ).

6. دلائل النبوة ومعرفة أحوال الصحابة. للبيهقي (ت 458هـ).

7. صفة الصفوة. لابن الجوزي (ت 597هـ).

8. السلك المثنى النظام بما للصحابة الكرام على جميعهم الرضوان والسلام من الكرامات والمكرمات العظام. لأبي علي الحسن ابن القطان (ت القرن 7هـ).

لقد حظي كتاب (المقامات الجلية في كرامات الصحابة الجلية) باهتمام العلماء ابتداء من تلاميذ ابن سيد الناس، الذين بادروا إلى قراءته وسماعه منه، وأبدوا الرغبة في نيل الإجازة في روايته على العادة المتبعة في تسلسل الكتب والأنظام بالرواية، ومن أبرز رواة هذا الكتاب:

   * العلامة صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت 764هـ): ذكر في ترجمة شيخه ابن سيد الناس جملة من مؤلفاته، منها:(المقامات العلية في كرامات الصحابة الجلية)، وصرح أنه سمع الكتاب منه، وسمع أيضا قصيدته العينية التي عدد فيها كراماتهم رضي الله عنهم [5] .

   * العلامة عبدالقادر بن محمد القرشي الحنفي (ت 775هـ): قرأ (المقامات العلية) على شيخه، وأجازه على نسخته من الكتاب، وهو أقدم سماع معروف اليوم لهذا الكتاب، وأرخت تلك الإجازة في خامس عشر شعبان عام 732هـ. ونص السماع والإجازة محفوظ في النسخة الخطية من الكتاب، وهو محفوظ بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة. رقم 303/39 فقه[6].

ولم يفت المتأخرين الاهتمام بعينية الإمام ابن سيد الناس التي بنى عليها كتابه، وهي من عيون قصائد المديح النبوي، وشعره كما وصفه تلميذه الصفدي: (رقيق سهل التركيب منسجم الألفاظ عذب النظم)، وقد انتخب منها العلامة يوسف النبهاني (ت 1350هـ) 28 بيتا، مقتصرا فيها فقط على ما يجلي الجناب النبوي، والتنويه بمقامه السني، والتذكير بمعجزاته الباهرات، وأدرجها في موسوعته الشعرية (المجموعة النبهانية في المدائح النبوية)[7].

وهذا الكتاب ظهر إلى عالم المطبوعات بمبادرة من الدكتورة وصال عفت حمزة التي اعتنت بتقديمه وتحقيقه، معتمدة ـ كما كانت تظن ـ على نسخة وحيدة من هذا الأثر المحفوظ في مكتبة شهيد علي. تركيا. تحت رقم: 1951 (2). ونشرته دار الملاح للطباعة والنشر بالقاهرة، سنة 1406هـ / 1986م، و هو يقع الكتاب في 110 صفحة.

ومما يجدر التنويه به في هذه الورقة التعريفية أن هذا الأثر العلمي النفيس ما زالت الخزانات والمكتبات العالمية تحتفظ بنسخ منه، وبعضها نُسِخَ في حياة المؤلف، ومن أهم النسخ الخطية المعروفة اليوم توجد في المكتبات التالية:

1. المكتبة العباسية. البصرة. رقم 35/ ج. تم النسخ في جمادى 731هـ. ( ضمن مجموع: 5 ـ 25). 

2. مكتبة جامعة برنستون. ولاية نيو جيرسي. رقم 4153. (ضمن مجموع: 43ب ـ 59ب).

3. المتحف الأسيوي. ليننغراد. رقم 146/10.

4. المكتبة المحمودية. المدينة المنورة. رقم 303/ 39 فقه. وتوجد نسخة منه على الميكروفيلم في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة. رقم: 350 التوحيد والملل والنحل.

5. المكتبة السليمانية. استنبول. رقم: 4221/5.

وجملة القول إن هذا الأثر النفيس في بابه، ضم أخبارا مسندة، ومواقف مشرفة للصحابة الكرام رضي الله عنهم، اعتنى بجمعها وفحص رواياتها علامة محدث هو ابن سيد الناس الذي أبان عن خبرته في تتبع الآثار والرجوع إلى المصادر المتنوعة، وانتخاب أجودها.

 وحري ـ اليوم ـ بالغيورين على تراث الصحابة، والحرصين على تجلية مقاماتهم ورفعة شأنهم، أن يضطلعوا بإعادة نشر هذا الكتاب، والاعتناء بتوثيق نصوصه، ووضع دراسة وافية عن مضمونه، مبرزين في الآن نفسه المواقف الإيمانية والتربوية من سير أولئك الرجال الأفذاذ.


[1] . المقامت الجلية. ابن سيد الناس. ص 14.

[2] . المقامات العلية. ص 64.

[3] . المقامت العلية. ص 61ـ62.

[4] . طبقات الشافعية الكبرى. ابن السبكي. 2/321.

[5] . أعيان العصر وأعوان النصر. الصفدي.5/207 ـ الوافي بالوفيات. الصفدي.1/221.

[6] . أبو الفتح اليعمري، حياته وآثاره وتحقيق أجوبته. محمد الراوندي. 1/ 387.

[7] . المجموعة النبهانية. يوسف النبهاني. 2/338ـ340.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق