أخبار الرابطة

“قيادات دينية” تلتئم بالرباط لتعزيز قدرات الشاب في محاربة التطرف والعنف

دعا فضيلة الأستاذ الدكتور، أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الى تمنيع الشباب والأطفال ضد خطابات الكراهية والمفاصلة، والتطرف، من خلال بناء “جهاز مناعاتي” لديهم مشكل من “مضادات حيوية” تقيهم من أفكار الغلو، والتطرف”، باعتماد مقاربات مختلفة، على رأسها “التثقيف بالنظير” التي أثبتت فعاليتها في نقل السلوكيات السليمة والايجابية، علاوة على تمليك الشباب مهارات في انتاج الأسناد الرقمية وتوظيفها.

This image has an empty alt attribute; its file name is 02.jpg

وأكد الدكتور عبادي، الذي كان يتحدث اليوم الجمعة بالرباط، في افتتاح المنتدى الإقليمي الثاني حول “دور القيادات الدينية في تعزيز قدرات الشباب لمواجهة التطرف العنيف والعنف المبني على النوع الاجتماعي، تحت شعار: الانتقال من الوقاية والتحصين إلى التملك والتمنيع”، أن ” الباعث وراء موضوع المنتدى هو أن طفولة اليوم منخرطة بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتلقى سيلا عارما من المعطيات والمعلومات، التي تحتاج الى مصفاة لتمييز الغث من السمين”، مشددا على ضورة الرجوع للدراسات السياقية العامة لخطاب التطرف العنيف بغية معرفة أسسه، ومن ثم نقضها، ودحضها من خلال اشراك الشباب”.

واعتبر فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في المنتدى، الذي ينظمه مركز “الدراسات والأبحاث في القيم”، التابع للرابطة بشراكة مع “صندوق الأمم المتحدة للسكان، مكتب المغرب”، أن من أهم ميكانيزمات تعزيز قدرات الشباب في التصدي لخطاب التطرف العنيف، هو ضرورة أن تكون مجموعة الشباب الممنعة، عصية عن الاختراق”، مشددا على ضرورة الانتقال من وقاية الشباب والناشئة ضد التطرف العنيف، إلى تمنيعهم ضد هذا الخطاب، وهو ما لن يتأتى، يضيف أحمد عبادي، ” دون بناء قدرات ومهارات هذه الفئة الاجتماعية في التصدي لخطاب التطرف العنيف، وجعلها تتملك هذه القدرات والمهارات بشكل “وظيفي إجرائي”.

This image has an empty alt attribute; its file name is 03.jpg

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد عبادي، وهو يدقق في مداخلته المنطلقات والمفاهيم المحورية للمقصود بالوقاية والتحصين والتملك والتمنيع، ان “بناء قدرات الشباب في مجال محاربة التطرف العنيف، من خلال تملكهم لمجموعة من القدرات، والمهارات، تمكنهم من بلورة مضامين، وأسانيد اعلامية ورقمية قادرة على دحض خطابات الكراهية والمفاصلة، و توفير خطاب بديل لما يروج في المصفوفات الرقمية المعاصرة من خطابات الكراهية والمفاصلة”، لافتا الانتباه الى أهمية و دور “القيادات” الدينية في تعزيز قدرات الشباب لمحاربة التطرف العنيف المبني على النوع الاجتماعي، من خلال العمل المستدام على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي لإنتاج خطابات بديلة تلبي انتظارات الشباب والناشئة، وقمينة بصد وتفكيك خطابات الجماعات المتطرفة”.

فضيلة السيد الأمين العام، أوضح أن ” ما يميز التجربة المغربية في مجال محاربة التطرف العنيف، هو انتقالها من مستوى “الوقاية من التطرف العنيف والإرهاب” الى مستوى “تمنيع الناشئة والشباب، وتمليكهم مجموعة من المهارات والكفايات، لبلورة مضامين وخطابات مضادة لخطاب الكراهية والتطرف والعنف، أخذا بعين الاعتبار مقتضيات السياق المعاصر، المتسم بـانتشار “المصفوفات الرقمية المعاصرة”.

ويروم المنتدى، الذي تنتظم أشغاله في يومين، فتح حوار بين الهيئات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، ووكالات منظومة الأمم المتحدة المعنية بالنساء والشباب، والقيادات الدينية. كما يشكل لقاء تواصليا تجتمع فيه خبرات من الدول العربية والإفريقية، لتبادل التجارب في مجالي التمنيع ضد التطرف العنيف، والعنف المبني على النوع الاجتماعي، قصد وضع برامج تثقيفية وإرساء شبكات تعاون، لتفعيل أدوار القادة الدينيين، بمختلف مشاربهم وأطيافهم، فيما يخص بناء خطاب ديني إيجابي، يقوم على احترام حقوق الإنسان، في مختلف مجالات الحياة.

ويتوخى المنتدى، بحسب الرابطة المحمدية للعلماء، استبيان وفهم جوهر نصوص القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وما يرتبط بها من أصول مرجعية، وتوظيفها في دعم دور النساء والشباب، من أجل ترسيخ قيم السلم والأمن والعيش المشترك.

This image has an empty alt attribute; its file name is 05.jpg

وتتخلل المنتدى، ورشات تطبيقية لبناء قدرات التملك والتمنيع لدى الشباب المشاركين، من خلال تملكيهم مهارات انتاج الأسناد الرقمية وتوظيفها، وبناء وتوظيف المنهجيات التفاعلية، عبر ألعاب الفيديو وأفلام التحريك، القصص المصورة، والتصميم الغرافيكي، وكذا التلعيب والمسرح التفاعلي.

وتتوزع أشغال الملتقى بين محاضرات علمية نظرية وشهادات حية بالإضافة إلى ورشات تطبيقية عملية، سيتم خلالها تبادل التجارب الفضلى، والاضطلاع على مختلف الوسائل والتقنيات التي تمت بلورتها وإعدادها عبر الشراكة التي تجمع الرابطة المحمدية للعلماء وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

ويعرف الملتقى مشاركة قادة دينيين يمثلون مجموعة من الدول العربية، ودول الساحل، بالإضافة إلى متدخلين ميدانيين ينتمون لمختلف الهيئات والمؤسسات الحكومية والمدنية الوطنية منها والدولية، من قبيل أحمد تركي، مدير عام بوزارة الاوقاف، مكلف بتدريب الأئمة بجمهورية مصر العربية، وديالو محمدوموسى، من علماء جمهورية مالي، موسى عومرو، المنسق العام لمجلس الأئمة المسلمين بالكاميرون.

ومن المنتظر أن يتمخض الملتقى عن وضع استراتيجيات عملية، ترسم معالم مساهمة القيادات الدينية على المستويين الوطني والإقليمي في الارتقاء بوظيفية النساء والشباب من أجل السلم والأمن، في أفق بناء شبكة إقليمية متعددة الاختصاصات من قيادات دينية، ومتدخلين ميدانيين، ومسؤولي سياسات عمومية، لتتبع ومواكبة تنفيذ توصيات منتدى الرباط الثاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق