مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

قراءات علمية في تحقيق كتاب “سراج المريدين” لابن العربي بالمكتبة العامة بتطوان

 

شهدت المكتبة العامة
بتطوان يوم الجمعة 30 مارس 2018 حدث تقديم كتاب “سراج المريدين في سبيل
الدين” لأبي بكر ابن العربي المعافري الإشبيلي المتوفى سنة 543هـ، الذي
قامت بطبعه دار الحديث الكتانية وقام بتحقيقه “الدكتور عبد الله
التوراتي”، وشارك في قراءة الكتاب ـ الذي نظمته مكتبة التواصل بالتعاون
مع بعض الشركاء ـ زمرة من أعلام الفكر والبحث
بالمدينة. 
بتسيير من قبل الأستاذ
“مصطفى بنسباع” افتتِح اللقاء بالاستماع إلى الكلمات الترحيبية للجهات
المنظمة، فتحدث الأستاذ محمد مجاهد (مدير مكتبة التواصل) عن ارتياحه
لاختيار المنظمين لمكتبته للإشراف على هذا اللقاء، وتوقف لإبراز القيمة
العلمية للكتاب، فيما ذهب الأستاذ “خالد السباعي” (مدير دار الحديث
الكتانية) إلى الحديث عن الظروف التي أحاطت بنشر كتاب “السراج” قبل
التحقيق وأثناءه، وعرف بالنسخ المخطوطة وأماكن تواجدها، وشكر في الآن
نفسه الجهات المتعددة التي مكنته من الحصول عليها. ولم يفوّت الدكتور
“جمال علال البختي” (مدير مركز أبي الحسن الأشعري) الفرصة للتعبير عن
سروره بتهييء سبل عقد هذه الندوة العلمية احتفالا بهذا السفر العظيم
“سراج المريدين” لأبي بكر ابن العربي، وبالمجهود المبذول لإخراجه،
مقترحا جملة من الأفكار العلمية والمنهجية في سبيل المزيد من التمحيص
فيه وتجويد دراسته وتحقيقه، أما كلمة المسير الأستاذ “مصطفى بنسباع”
(الأستاذ بكلية الآداب بتطوان) فاقتصرت على بيان محاولاته الشخصية
الأولى لتحقيق هذا السفر، مبينا أنه صرف النظر عن تحقيقه بسبب توفره على
نسخة يتيمة منه وأيضا لما بلغ إلى علمه من أن بعض الباحثين قد اختاره
موضوعا لأطروحته الجامعية، ثم ركز الحديث في تقديمه لهذا اللقاء على
جانب الدراسة من هذا التحقيق التي لم تشمل وضع فرش تاريخي له مع العلم
أن فترة التأليف كانت تشوبها أحداث جسام  تمثلت في تحول الأمر
من يد المرابطين إلى الموحدين وما أفرزه هذا الوضع السياسي من أحداث
أهمها تنامي التيار الصوفي ممثلا في ثورة المريدين.
أما المداخلات العلمية
فابتدأها الدكتور “جعفر بن الحاج السلمي” بملحة بلاغية هنأ بها عالم
الأندلس والمغرب ـ ابن العربي ـ أن وجد من عقبه من يبعث كتبه من مرقدها،
باعتبار ما قام به محقق باقة منها ـ الدكتور عبد التوراتي ـ من جهد في
ذلك كدليل على تنامي جيل جديد من الشباب يعمل جاهدا في سبيل تحقيق ما
تيسر له من أصول كتب الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية، بعد أن طغى عمل
السالفين على التأليف في الردود والفتاوى والنوازل حتى عدّ المذهب
المالكي مذهبا يعارض الاشتغال بالحديث النبوي. واعتبر المتدخل كتاب
“السراج” كتابا نفيسا من جوانب متعددة لأنه كتب في فترة حرجة من قيام
حملات الحروب الصليبية في المشرق وكان ابن العربي شاهدا علىها بالشام
والأندلس، وقد شمل الكتاب أيضا – إلى جانب كتب ابن العربي
الأخرى- إلماما بالسيرة الذاتية لهذا العالم الأندلسي، ثم ختم المحاضر
مداخلته بالوقوف على مجموعة من الملاحظات على قسم الدراسة من هذا
التحقيق.
الدكتور “محمد مفتاح”
بدوره أشاد في مداخلته بالمجهود الكبير الذي بذله التوراتي في تحقيقه
للسراج سيرا على نهج الأقدمين في طريق التحقيق عند آل شاكر والأهواني
وغيرهم، من خلال كثرة النسخ المخطوطة المتوفرة للمحقق من هذا السفر
العظيم، مكنته من إخراجه على الوضع المطلوب؛ مضبوطا ضبطا علميا سليما،
مخرجا للأحاديث النبوية رغم كثرتها، وموثقا لنقوله المتعددة وخاصة منها
الشواهد الشعرية الكثيرة وأسماء الأعلام الواردة فيه والتعريف بهم،
مذيلا كل ذلك بتعاليق اتسمت بوساطتها ما بين الإطالة والاقتصار، زادت من
تجويد عمل المحقق في هذا الكتاب.
فيما ركز الأستاذ
“مصطفى ازرياح” في مداخلته على قراءة الكتاب قراءة خارجية، مشيدا أولا
بعمل المحقق الفريد فيه من حيث الإشارة إلى زمن التأليف وبواعثه وبيان
موضوعاته والوقوف على الناقلين منه، ومعقبا من جهة ثانية بالوقوف على
بعض الملاحظات المنهجية عليه؛ والمتمثلة أولا في قلة العناية بالناهلين
من هذا السفر العلمي النافع على كثرتهم كما تخبرنا بذلك جل المصادر
التاريخية، وثانيا بعدم الإلمام بالصنعة الحديثية عند ابن العربي
لاشتمال “السراج” على أكثر من ألفي حديث شرحا لطريقته في تخريجها وبيانا
لأوجه الصحة والضعف والاشتهار فيها بالطريقة التي تفرد بها ابن العربي،
ثم توضيحا لمسلك المحقق في فهرستها بالطريقة الأسلم ألا وهي الاعتبار
بأطراف الحديث تسهيلا للبحث فيها والرجوع إليها عند الضرورة، وثالثا
وأخيرا بالوقوف على الطريقة المتبعة في ترجمة الأعلام
المذكورين.
وبعد أن فسح مسير
الجلسة لجمهور الحاضرين التعليق على مداخلات المشاركين أعطى الكلمة
للمحقق الدكتور “عبد الله التوراتي” الذي عبر في البداية عن سعادته بهذا
اللقاء، مثنيا في الوقت ذاته على ما بذله المنظمون من جهد في تيسير
تنظيمه، ثم ثنّى بالحديث عن “السراج” معتبرا أن الكلام عنه هو كلام طويل
لما صاحب ظروف تحقيقه من صعاب؛ أولها ما يمتاز به ابن العربي نفسه من
طباع في تآليفه عامة و”السراج” خاصة، ومبينا ثانيا أن الدراسة المصاحبة
للكتاب التي أعدها كانت ستخرج في مجلدين اثنين لكنه غض الطرف عن جملة
منها حتى لا تزيد من حجم هذا التحقيق، وموضحا ثالثا ما توارد في تحقيقه
من مواقف خاصة؛ متمثلة فيما بثه السليماني- في حديثه عن محاولته تحقيق
السراج- من صعوبة أسلوب ابن العربي، ووقوفه كذلك على من حاول الافتراء
على ابن العربي بسبب احتجاجه بالحديث الضعيف، فبيّن المحقق أنه اختار
طريقة خاصة في هذا التحقيق لأن نيته كانت الإسراع بتحقيق هذا النص حتى
لا يفوت على الباحثين إخراجه باعتبار الكتاب خزان معارف وبرنامجا من
مشكاة برنامج ابن العربي في تقسيمه للمعارف وفق الأقسام الستة التي
وضعها ابن العربي في تقسيم علوم القرآن، وختم كلمته أخيرا بشكر الأساتذة
الذين احتفوا بهذا الكتاب قراءة ونقدا.

شهدت المكتبة العامة بتطوان يوم
الجمعة 30 مارس 2018 حدث تقديم كتاب “سراج المريدين في سبيل الدين” لأبي
بكر ابن العربي المعافري الإشبيلي المتوفى سنة 543هـ، الذي قامت بطبعه
دار الحديث الكتانية وقام بتحقيقه “الدكتور عبد الله التوراتي”، وشارك
في قراءة الكتاب ـ الذي نظمته مكتبة التواصل بالتعاون مع بعض الشركاء ـ
زمرة من أعلام الفكر والبحث بالمدينة. 

بتسيير من قبل الأستاذ “مصطفى بنسباع”
افتتِح اللقاء بالاستماع إلى الكلمات الترحيبية للجهات المنظمة، فتحدث
الأستاذ محمد مجاهد (مدير مكتبة التواصل) عن ارتياحه لاختيار المنظمين
لمكتبته للإشراف على هذا اللقاء، وتوقف لإبراز القيمة العلمية للكتاب،
فيما ذهب الأستاذ “خالد السباعي” (مدير دار الحديث الكتانية) إلى الحديث
عن الظروف التي أحاطت بنشر كتاب “السراج” قبل التحقيق وأثناءه، وعرف
بالنسخ المخطوطة وأماكن تواجدها، وشكر في الآن نفسه الجهات المتعددة
التي مكنته من الحصول عليها. ولم يفوّت الدكتور “جمال علال البختي”
(مدير مركز أبي الحسن الأشعري) الفرصة للتعبير عن سروره بتهييء سبل عقد
هذه الندوة العلمية احتفالا بهذا السفر العظيم “سراج المريدين” لأبي بكر
ابن العربي، وبالمجهود المبذول لإخراجه، مقترحا جملة من الأفكار العلمية
والمنهجية في سبيل المزيد من التمحيص فيه وتجويد دراسته وتحقيقه، أما
كلمة المسير الأستاذ “مصطفى بنسباع” (الأستاذ بكلية الآداب بتطوان)
فاقتصرت على بيان محاولاته الشخصية الأولى لتحقيق هذا السفر، مبينا أنه
صرف النظر عن تحقيقه بسبب توفره على نسخة يتيمة منه وأيضا لما بلغ إلى
علمه من أن بعض الباحثين قد اختاره موضوعا لأطروحته الجامعية، ثم ركز
الحديث في تقديمه لهذا اللقاء على جانب الدراسة من هذا التحقيق التي لم
تشمل وضع فرش تاريخي له مع العلم أن فترة التأليف كانت تشوبها أحداث
جسام  تمثلت في تحول الأمر من يد المرابطين إلى الموحدين وما
أفرزه هذا الوضع السياسي من أحداث أهمها تنامي التيار الصوفي ممثلا في
ثورة المريدين.

أما المداخلات العلمية فابتدأها
الدكتور “جعفر بن الحاج السلمي” بملحة بلاغية هنأ بها عالم الأندلس
والمغرب ـ ابن العربي ـ أن وجد من عقبه من يبعث كتبه من مرقدها، باعتبار
ما قام به محقق باقة منها ـ الدكتور عبد التوراتي ـ من جهد في ذلك كدليل
على تنامي جيل جديد من الشباب يعمل جاهدا في سبيل تحقيق ما تيسر له من
أصول كتب الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية، بعد أن طغى عمل السالفين على
التأليف في الردود والفتاوى والنوازل حتى عدّ المذهب المالكي مذهبا
يعارض الاشتغال بالحديث النبوي. واعتبر المتدخل كتاب “السراج” كتابا
نفيسا من جوانب متعددة لأنه كتب في فترة حرجة من قيام حملات الحروب
الصليبية في المشرق وكان ابن العربي شاهدا علىها بالشام والأندلس، وقد
شمل الكتاب أيضا – إلى جانب كتب ابن العربي الأخرى- إلماما
بالسيرة الذاتية لهذا العالم الأندلسي، ثم ختم المحاضر مداخلته بالوقوف
على مجموعة من الملاحظات على قسم الدراسة من هذا التحقيق.

الدكتور “محمد مفتاح” بدوره أشاد
في مداخلته بالمجهود الكبير الذي بذله التوراتي في تحقيقه للسراج سيرا
على نهج الأقدمين في طريق التحقيق عند آل شاكر والأهواني وغيرهم، من
خلال كثرة النسخ المخطوطة المتوفرة للمحقق من هذا السفر العظيم، مكنته
من إخراجه على الوضع المطلوب؛ مضبوطا ضبطا علميا سليما، مخرجا للأحاديث
النبوية رغم كثرتها، وموثقا لنقوله المتعددة وخاصة منها الشواهد الشعرية
الكثيرة وأسماء الأعلام الواردة فيه والتعريف بهم، مذيلا كل ذلك بتعاليق
اتسمت بوساطتها ما بين الإطالة والاقتصار، زادت من تجويد عمل المحقق في
هذا الكتاب.

فيما ركز الأستاذ “مصطفى ازرياح” في
مداخلته على قراءة الكتاب قراءة خارجية، مشيدا أولا بعمل المحقق الفريد
فيه من حيث الإشارة إلى زمن التأليف وبواعثه وبيان موضوعاته والوقوف على
الناقلين منه، ومعقبا من جهة ثانية بالوقوف على بعض الملاحظات المنهجية
عليه؛ والمتمثلة أولا في قلة العناية بالناهلين من هذا السفر العلمي
النافع على كثرتهم كما تخبرنا بذلك جل المصادر التاريخية، وثانيا بعدم
الإلمام بالصنعة الحديثية عند ابن العربي لاشتمال “السراج” على أكثر من
ألفي حديث شرحا لطريقته في تخريجها وبيانا لأوجه الصحة والضعف والاشتهار
فيها بالطريقة التي تفرد بها ابن العربي، ثم توضيحا لمسلك المحقق في
فهرستها بالطريقة الأسلم ألا وهي الاعتبار بأطراف الحديث تسهيلا للبحث
فيها والرجوع إليها عند الضرورة، وثالثا وأخيرا بالوقوف على الطريقة
المتبعة في ترجمة الأعلام المذكورين.

وبعد أن فسح مسير الجلسة لجمهور
الحاضرين التعليق على مداخلات المشاركين أعطى الكلمة للمحقق الدكتور
“عبد الله التوراتي” الذي عبر في البداية عن سعادته بهذا اللقاء، مثنيا
في الوقت ذاته على ما بذله المنظمون من جهد في تيسير تنظيمه، ثم ثنّى
بالحديث عن “السراج” معتبرا أن الكلام عنه هو كلام طويل لما صاحب ظروف
تحقيقه من صعاب؛ أولها ما يمتاز به ابن العربي نفسه من طباع في تآليفه
عامة و”السراج” خاصة، ومبينا ثانيا أن الدراسة المصاحبة للكتاب التي
أعدها كانت ستخرج في مجلدين اثنين لكنه غض الطرف عن جملة منها حتى لا
تزيد من حجم هذا التحقيق، وموضحا ثالثا ما توارد في تحقيقه من مواقف
خاصة؛ متمثلة فيما بثه السليماني- في حديثه عن محاولته تحقيق السراج- من
صعوبة أسلوب ابن العربي، ووقوفه كذلك على من حاول الافتراء على ابن
العربي بسبب احتجاجه بالحديث الضعيف، فبيّن المحقق أنه اختار طريقة خاصة
في هذا التحقيق لأن نيته كانت الإسراع بتحقيق هذا النص حتى لا يفوت على
الباحثين إخراجه باعتبار الكتاب خزان معارف وبرنامجا من مشكاة برنامج
ابن العربي في تقسيمه للمعارف وفق الأقسام الستة التي وضعها ابن العربي
في تقسيم علوم القرآن، وختم كلمته أخيرا بشكر الأساتذة الذين احتفوا
بهذا الكتاب قراءة ونقدا.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق