الرابطة المحمدية للعلماء

في زيارته الأخيرة للمملكة المغربية

الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى يزور الرابطة المحمدية للعلماء

أشاد الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك وزير الأوقاف والشؤون الدينية الأسبق بموقف المملكة المغربية الرسمي والشعبي الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، جاء ذلك في أعقاب زيارة قام بها الدكتور يوسف جمعة سلامة للمملكة المغربية بناء على دعوة من وكالة بيت مال القدس الشريف.

وقد التقى الدكتور سلامة موسى بفضيلة  الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء  وذلك في مقر الرابطة بالرباط، حيث بين الشيخ سلامة مكانة المسجد الأقصى المبارك وما يتعرض له من اعتداءات وكذلك المخططات الإسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة وفصلها عن محيطها الفلسطيني من خلال إقامة جدار الفصل العنصري، وما تقوم به سلطات الاحتلال من أجل تهويد المدينة المقدسة وهدم المسجد الأقصى المبارك لإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم بدلاً منه، حيث تم عرض عدد من الصور التي تبين الجرائم الإسرائيلية ضد القدس والمقدسات، وقد أثنى الدكتور عبادي على مواقف وثبات الشعب الفلسطيني بصفة عامة وأهالي مدينة القدس بصفة خاصة، معرباً عن دعم ووقوف الشعب المغربي وقيادته مع الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه كاملة إن شاء الله .

وقبل ذلك استقبل الشيخ الدكتور يوسف سلامة من طرف الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري؛ المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، حيث قدم الشيخ سلامة أسمى آيات الشكر والتقدير للمملكة المغربية الشقيقة ملكاً وحكومة وشعباً   على دعمهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني  والقضية الفلسطينية،  كما أشاد بمواقف وجهود الملك المغربي  على رأس لجنة القدس، وكذلك بالدور المميز لوكالة بيت مال القدس الشريف في  دعم ومساندة المقدسيين والمؤسسات الفلسطينية في المدينة المقدسة في شتى المجالات، الصحية والتعليمية والثقافية والإغاثية والإسكانية والرياضية، بالإضافة إلى صيانة المباني الأثرية من مساجد وبنايات قديمة وغير ذلك من الأعمال الخيرية في مختلف الميادين، كما تم مناقشة الأوضاع الحالية في المدينة المقدسة، والإجراءات التهويدية التي تتعرض لها القدس والمقدسات، وضرورة العمل على التصدي لهذه الإجراءات، ومساندة أبناء المدينة المقدسة كي يبقوا مرابطين فيها.

 كما ألقى الدكتور يوسف جمعة سلامة محاضرة  في جامعة عبد المالك السعدي بمدينة  تطوان  بعنوان ( المكانة الروحية للقدس في ظل تحديات التهويد والاستيطان) أعقبها حوار فكري، وقد حضر اللقاء رئيس الجامعة ونوابه والهيئتان الإدارية والأكاديمية وقادة الأحزاب ورجال العلم والدعوة وجمهور من الصحفيين والطلاب، حيث بين الشيخ سلامة، أن  فلسطين من أقدس البلاد وأشرفها، ولها في قلوب المسلمين جميعا مكانة سامية،  كما وظهرت المكانة الروحية لمدينة القدس من خلال حرص المسلمين على فتح فلسطين، والقدس، وذلك في خلافة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه -، ثم في أيام صلاح الدين الأيوبي، كما عملوا على صيانة معالمها والمحافظة عليها، كما تحدث عن ارتباطات المسلمين بالقدس والمسجد الأقصى المبارك .

 وبين سلامة أن مدينة القدس في هذه الأيام تتعرض لمحنة من أشد المحن وأخطرها، فالمؤسسات فيها تغلق، والشخصيات الوطنية تلاحق، والبيوت تهدم، والأرض تنهب، والهويات تسحب، وجدار الفصل العنصري يلتهم الأرض، وكل معلم عربي يتعرض لخطر الإبادة والتهويد، وسلطات الاحتلال تشرع في بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية لإحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة من أجل إضفاء الطابع اليهودي عليها، والمسجد الأقصى يتعرض لهجمة شرسة، فمن حفريات أسفله، إلى بناء كنس بجواره، إلى منع سدنته وحراسه وأصحابه من الوصول إليه،   وكذلك العمل على إقامة الهيكل المزعوم  على أنقاض المسجد الأقصى المبارك .

وخلال هذه الزيارة ألقى الشيخ الدكتور سلامة محاضرة  ثانية بعنوان ( واقع القدس ومتطلبات حماية المدينة ومقدساتها، الدعم السياسي والميداني المغربي نموذجاً) بالقاعة الكبرى لبلدية طنجة، حيث قدم الشيخ سلامة شرحاً  مفصلاً  عن الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، وما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من هدم للبيوت ومصادرة  للهويات وفرض لضريبة الأرنونا، وترحيل للمواطنين من المدينة المقدسة لإحداث تغيير ديموغرافي داخلها لصالح اليهود، وكذلك الحفريات والانتهاكات ضد المسجد الأقصى المبارك، وضرورة أن تقف الأمتان العربية والإسلامية عند مسؤولياتهما في الدفاع عن موطن الإسراء والمعراج، ومساعدة المقدسيين في الثبات والمرابطة على أرضهم،  وذلك بإقامة المساكن لهم، ودعم الجامعات والمدارس، ودعم القطاع الصحي والمستشفيات، ودعم التجار والمواطنين وحراس المسجد الأقصى المبارك، كما شدد  على إظهار مدى تمسك الفلسطينيين بأرضهم، ورفضهم لكل الإغراءات والتهديدات.

وفي ختام زيارته للمملكة المغربية بين الشيخ سلامة مدى اهتمام المغاربة بأوضاع المقدسيين والمدينة المقدسة،  حيث إنه يوجد في مدينة القدس أوقاف للمغاربة منها : وقفية الملك الأفضل ( أبو الحسن علي بن يوسف ) أكبر أولاد القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي جعل حارة للمغاربة في القدس سنة 588هـ وفق 1192م، كما وأنشأ المدرسة الأفضلية وجعلها وقفاً على فقهاء  المالكية المغاربة، وكذلك وقفية الشيخ عمر بن عبد الله بن عبد النبي المغربي المصمودي، ووقفية أبو مدين الغوث، ووقفية فاطمة المغربية، وغيرها من الوقفيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق