الرابطة المحمدية للعلماء

فيلم يسيء لمسلمي أمريكا قد يطيح برئيس شرطة نيويورك

طالبت جماعات أمريكية مسلمة معنية بالدفاع عن الحقوق المدنية، باستقالة قائد شرطة نيويورك، راي كيلي، وسط جدل حول فيلم مسيء للمشاعر.

وأعلن كيلي، بحسب ما ذكرت وكالات أنباء، أسفه للتعاون مع منتجي فيلم “الجهاد الثالث: رؤية إسلامية متطرفة لأمريكا”، والذي يعَرض لقطات لهجمات انتحارية، ويقول إن “الأجندة الحقيقية لمعظم قيادات المسلمين في أمريكا هي اختراق أمريكا والسيطرة عليها”.

وتعرض كيلي لانتقادات شديدة بعد ظهور تقارير عن عرض الفيلم لعدد من المرات أكبر مما تم الاعتراف به من قبل، وحين خرج إلى النور منذ عام قالت الشرطة “إنه لم يعرض إلا لبضع مرات”.

إلى ذلك ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، مؤخرا، أن الفيلم عرض على 1400 ضابط على مدى عدة أشهر، كما كشفت ذلك وثائق تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات.

وكانت الأيام الأخيرة شهدت احتجاج عدد من رؤساء مؤسسات إسلامية على سلطات ولاية نيويورك، لاسيما عندما رفض هؤلاء حضور مأدبة إفطار نظمها، مايكل بلومبيرج، رئيس بلدية نيويورك، في إطار الحوار بين الأديان، بسبب ما تردد عن قيام الشرطة بـ”التضييق” على الأمريكيين من أصول إسلامية منذ هجمات الحادي عشر من شتنبر سنة 2001.

وبحسب نيويورك تايمز فقد كشفت وثائق عن أن دائرة الشرطة في نيويورك استخدمت فيلما عن الإسلاميين لتدريب عناصرها من مختلف تخصصاتهم، بدءا من ضباط برتبة ملازم إلى محققين وحتى شرطة الدورية.

ويروي صاحب الفيلم، وهو بالمناسبة طبيب مسلم وضابط سابق في الجيش الأمريكي يدعى زهدي جاسر، أن “هذه هي الأجندة الحقيقية للإسلام في أمريكا”، مضيفا أن “الإستراتيجية تنطوي على التسلل والهيمنة على أمريكا؛ هذه هي الحرب التي لا تودون أن تعرفوا شيئا عنها”.

وكان الفيلم الذي يحمل عنوان “الجهاد الثالث”، تم تمويله من منظمة غير ربحية، وشاهده أكثر من ألف شرطي كجزء من التدريب في دائرة شرطة نيويورك.

وتشير الصحيفة إلى أن مسؤولا رفيع المستوى في الدائرة نفا الأنباء التي تحدثت عن عرضه في السنة الماضية أمام عناصر الشرطة، وقال حينها “إن الفيلم عرض بالخطأ لبعض الضباط”.

غير أن الوثائق التي حصل عليها مركز برينان للعدالة في جامعة نيويورك، ضمن قانون حرية المعلومات، كشفت حقيقة مختلفة، وهي أن “الجهاد الثالث” الذي يتضمن مقابلة مع المفوض ريموند كيلي عرض بشكل مستمر لفترة تتراوح بين ثلاثة أشهر وعام من التدريب.

وتأتي الأنباء عن عرض الفيلم في وقت يشهد علاقة توتر بين دائرة الشرطة والجالية المسلمة، ولاسيما أن الدائرة لم تقدم أي اعتذار لقيامها بالتجسس على جمعيات مسلمي أمريكا، وتقول لهم إنها أحبطت عدة مؤامرات إرهابية.

غير أن أعضاء في مجلس المدينة وحقوقيين وقادة من مسلمي أمريكا يقولون إن الدائرة داست الحقوق المدنية وطمست الخطوط بين التجسس المحلي والأجنبي، وزرعت الخوف في أوساط المسلمين.

نور الدين اليزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق