مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةدراسات عامة

فرقة الإمامية الإثنا عشرية (النشأة-الاعتقادات-الانتشار)

يقول خالد بن أحمد الزهراني في رصده وتتبعه لموقف الطاهر بن عاشور من الإمامية الإثنا عشرية من خلال كتابه: “موقف الطاهر بن عاشور من الإمامية الإثنا عشرية”[1]:
«قال الجرجاني رحمه الله في التعريفات: «الشيعة: هم الذين شايعوا عليا رضي الله عنه، وقالوا: إنه الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج عنه وعن أولاده»[2].
وقال الشهرستاني رحمه الله في كتابه الملل والنحل: «الشيعة: هم الذين شايعوا عليا رضي الله عنه على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصية، إما جليا وإما خفيا، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقية من عنده، وقالوا: ليست الإمامة قضية مصلحية، تناط باختيار العامة، وينتصب الإمام بتنصيبهم، بل هي قضية أصولية.. وهي ركن الدين لا يجوز للرسل عليهم الصلاة والسلام إغفاله وإهماله، ولا تفويضه إلى العامة وإرساله.. يجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص، وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوبا عن الكبائر والصغائر، والقول بالتولي والتبرؤ قولا وفعلا وعقدا إلا في حال التقية»[3].
وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله-في صدد ذكره للشيعة-: «وإنما قيل لهم الشيعة: لأنهم شايعوا عليــا -رضوان الله عليه- ويقدمونه على سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم»[4].
وقال شيخهم المفيد في كتابه “العيون والمحاسن”: «الإمامية هم القائلون بوجوب الإمامة والعصمة ووجوب النص، وإنما حصل لهم هذا الاسم في الأصل لجمعها في المقالة هذه الأصول، فكل من جمعها فهو إمامي»[5]، ويقول في كتابه أوائل المقالات: «الإمامية عَلَمٌ على من دان بوجوب الإمامة ووجودها في كل زمان، وأوجب النص الجلي، والعصمة والكمال لكل إمام، ثم حصر الإمامة في ولد الحسين بن علي، وساقها إلى الرضا علي بن موسى عليه السلام»[6].
وفي انقسامها إلى فرق يقول صاحب “الفرق بين الفرق”: «وأما الإمامية المفارقة للزيدية والكيسانية فإنها خمس عشرة فرقة»[7]، لكن لقب الإمامية بعد ذلك اشتهر إطلاقه على إحدى هذه الفرق، وهي الإثنا عشرية.
 قال السمعاني رحمه الله: « وعلى هذه الطائفة-يشير إلى الإثنا عشرية- يطلق الآن الإمامية»[8].
وقال ابن خلدون رحمه الله: «وأما الإثنا عشرية فربما خُصُّوا باسم الإمامية عند المتأخرين منهم»[9]. فالإثنا عشرية هي إحدى فرق الشيعة الإمامية، وقد ذكر عبد القاهر البغدادي رحمه الله أنهم سُمُّوا بالإثنا عشرية لدعواهم أن الإمام المنتظر هو الثاني عشر من نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
 وقال شيخهم محمد جواد مغنية: «الإثنا عشرية نعت يطلق على الشيعة الإمامية القائلة باثني عشر إماما تعينهم بأسمائهم»[10].
وإلى ذات الأمر يشير محمد أبو زهرة بقوله: «هذه الطائفة التي تحمل اسم”الشيعة الإمامية” يدخل في عمومها أكبر مذاهب الشيعة القائمة الآن في العالم الإسلامي في إيران والعراق وما وراءها من باكستان، وغيرها من البلاد الإسلامية، ويدخل في عمومها طوائف لم تنحرف اعتقاداتها إلى درجة أن تخالف نصا من نصوص القرآن الكريم أو أي أمر علم من الدين بالضرورة، وطوائف أخرى أخفت اعتقاداتها، وأعمالها لا تدخل في الإسلام على انحراف شديد..والجامع لهؤلاء هو ما تدل عليه التسمية بعبارة”الإمامية” فإنهم يقولون إن الأئمة لم يُعرفوا بالوصف  كما قال الإمام زيد بن علي-رضي الله عنهما-بل عُينوا بالشخص، فعين الإمام علي من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يعين من بعده بوصية من النبي صلى الله عليه وسلم، ويسمون بالأوصياء، فقد أجمع الإمامية على أن إمامة علي-رضي الله عنه- قد ثبتت بالنص عليه بالذات من النبي صلى الله عليه وسلم نصا ظاهرا، ويقينا من غير تعريض بالوصف بل بإشارة العين.. وهكذا يستدلون على تعيين علي بالذات بأخبار اعتقدوا صحتها، وبأعمال قد اعتقدوا أنها في معنى النص على إمامته-رضي الله عنه- وخالفهم الجمهور في صحة الأخبار، كما قد خالفوهم في صحة استنباطهم من الوقائع المجمع عليها.. وكما اتفق الإمامية فيما بينهم على أن عليا وصي النبي صلى الله عليه وسلم، وبالنص، قرَّروا أن الأوصياء من بعد علي هم أولاده من فاطمة، الحسن ثم الحسين-رضي الله عنهما- وهؤلاء هم المجمع عليهم، وقد اختلفوا من بعد ذلك على فرق مختلفة في الأئمة بعد هؤلاء..»[11].
ويقول أحمد جلي في معرض حديثه عن الشيعة الإثنا عشرية وفرقها: « وقد أطلق عليهم هذا الاسم، لأنهم جميعا جعلوا من الإمامة القضية الأساسية التي شغلتهم، ودارت حولهم معظم عقائدهم، وتعلقت بها أبحاثهم. كما أجمعوا على القول بأن عليا رضي الله عنه يستحق الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنهم افترقوا فيما وراء هذا إلى فرق عدة؛ إذ منهم من ذهب إلى أن عليا استحق هذا المنصب عن طريق ما ورد عن النبي صلوات الله وسلامه عليه، من أوصاف لا تنطبق إلا عليه (وهم الزيدية)، ومنهم من ذهب إلى أن عليا استحق منصب الإمامة عن طريق الوصية والتعيين بالاسم (وهم الرافضة) وهؤلاء اتفقوا في الأئمة حتى إمامهم السادس جعفر الصادق، ولكنهم اختلفوا فيمن بعده، فذهبت طائفة منهم إلى القول بإمامة إسماعيل بن جعفر وهؤلاء (هم الإسماعيلية)، ومنهم من قال بإمامة موسى الكاظم بن جعفر، وساق الإمامة فيمن بعده حتى الإمام الثاني عشر فسموا (الإثنا عشرية).. ويتميز الإثنا عشرية، كما سبق أن أشرنا، بسوقهم الإمامة في اثني عشر إماما، رتَّبوهم تاريخيا على النحو التالي:
1-علي بن أبي طالب، 2-الحسن بن علي، 3-الحسين بن علي، 4-علي زين العابدين بن الحسين، 5-محمد الباقر بن علي، 6-جعفر الصادق بن محمد، 7-موسى الكاظم بن جعفر، 8-علي الرضا بن موسى، 9-محمد الجواد بن علي، 10-علي الهادي بن محمد، 11-الحسن العسكري بن علي، 12-محمد المهدي بن الحسن..»[12]، ويضيف قائلا: «يعتقد الإثنا عشرية بأن الإمام الثاني عشر محمد المهدي دخل سردابا في دار أبيه بسامراء وغاب غيبة صغرى بدأت عام256هـ أو بعده بقليل وانتهت سنة329هـ، ثم غيبة كبرى بدأت في هذا التاريخ ولم يعرف متى تنتهي، ولم يخرج حتى الآن»[13].
 ويختم خالد الزهراني كلامه في التعريف بهذه الفرقة وبأصول نشأتها فيقول: «جماع القول في النشأة: أن الآراء التي نطق بها ابن سبأ في علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أواخر عهد عثمان رضي الله عنه وبعده هي الطلائع التي يرتكز عليها الفكر الشيعي الآن، وهي التي يدافع عنها علماء الشيعة الإثنا عشرية، ويؤولون لها آيات القرآن الحكيم، وما شاءوا من السنة المطهرة..»[14] ويضيف: « فالحاصل: أنه في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه انبثقت روائح التشيع السياسية، ثم وضعت في الخفاء بذوره العقائدية، وفي عهد علي رضي الله عنه نمت البذور وعلت قليلا، ومع مرور الزمن وتتابع الأحداث اشتد عودها، وطالت فروعها، وخرجت الثمار من أكمامها، خاصة بعد مقتل الحسين رضي الله عنه، حيث تفاعل الجانب الديني والعقائدي مع الجانب السياسي، فتمخض هذا التفاعل عن فكر مذهبي متكامل، عرف بعد ذلك بالفكر الشيعي..»[15]

تعاليم الشيعة الإمامية الإثنى عشرية:

يورد محمود سامي النشار في عقائد الإمامية الإثنا عشرية نصا لعالم الشيعة الكبير ابن المطهر الحلي فيقول: «ذهبت الإمامية إلى أن الله عدل حكيم لا يفعل قبيحا ولا يخل بواجب، وأن أفعاله إنما تقع لغرض صحيح، وأنه لا يفعل الظلم ولا العبث، وأنه رؤوف بالعباد، يفعل بهم ما هو الأصلح لهم والأنفع، وأنه تعالى كلفهم تخييرا لا إجبارا، ووعدهم الثواب وتوعدهم العقاب على لسان أنبيائه ورسله المعصومين بحيث لا يجوز عليهم الخطأ ولا النسيان ولا المعاصي، وإلا لم يبق وثوق بأقوالهم وأفعالهم. فتنتفي فائدة البعثة، ثم أردف الرسالة بعد موت الرسول بالإمامة فنصب أولياء معصومين منصوصين ليأمن الناس من غلطهم وسهوهم وخطئهم، فينقادون إلى أوامرهم لئلا يخلي الله العالم من لطفه ورحمته، وأنه لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم، قام بنقل الرسالة، ونصَّ على أن الخليفة بعده علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم من بعده ولده الحسن الزكي، ثم ولده الحسين الشهيد، ثم على علي بن الحسن زين العابدين، ثم على محمد بن علي الباقر ثم على جعفر بن محمد الصادق، ثم على موسى بن جعفر الكاظم، ثم على علي بن موسى الرضا، ثم على محمد بن علي الجواد، ثم على علي بن محمد الهادي، ثم على الحسن بن علي العسكري، ثم على الخلف الحجة محمد بن الحسن المهدي (عليهم الصلاة والسلام) وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت إلا عن وصية بالإمامة»[16].
ويقول أحمد جلي في نفس الموضوع: «تدور معظم تعاليم الشيعة الإمامية وعقائدهم حول الإمامة، وما يتصل بها من قضايا كعصمة الأئمة ورجعتهم بعد الغيبة، والقول بمهديتهم واستخدام التقية في الدعوة إليهم. وقد أدى بهم السعي لتأكيد هذه المعتقدات إلى الطعن في القرآن الكريم، والشك في السنة المطهرة، وتجريح الصحابة رضوان الله عليهم، والطعن فيهم، كل ذلك ليثبتوا أن الإمام عليا قد عينه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه ومن بعدَه من الأئمة لهم صفات اختصوا بها دون غيرهم من المسلمين»[17]، ويضيف كذلك: « كان لمعتقد الشيعة في الإمامة، ومحاولة الدفاع عنه أثر كبير في دفع بعض الشيعة إلى تبني أفكار خطيرة حول القرآن والسنة والصحابة رضوان الله عليهم، فشككوا في القرآن، وأنكروا كثيرا من الأحاديث الثابتة، وطعنوا في الصحابة وجرَّحوهم، ونسبوا إليهم تعمد الكذب وتحريف كتاب الله تعالى»[18]ويفصل خالد الزهراني في كتابه هذه التعاليم تحت عنوان مستقل هو:”أهم عقائدهم التي خالفوا بها أهل السنة والجماعة”[19]فيقول: «هناك كثير من العقائد خالفت بها الشيعة الإمامية الإثنا عشرية الإسلام السني وأهله، ونحوا بأتباعهم منحى بعيدا عن جادة الحق والصواب.. وسنورد عقائدهم في النقاط التالية:

أولا: عقيدتهم في القرآن:

بعض الشيعة الإمامية الإثنا عشرية يقولون بتحريف القرآن الكريم، ويعتقدون أن القرآن الكامل هو عند الإمام المهدي المنتظر، وأنه سيظهره عند ظهوره..وبلغ الأمر بهم في تقرير وإثبات هذا القول أن ألف أحد شيوخهم وعلمائهم وهو النوري الطبرسي-من كبار علماء النجف- كتابا في أواخر القرن الثالث عشر الهجري أسماه”فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب” سرد فيه أكثر من ألفي رواية عن أئمته دالة على هذا القول-أي: تحريف القرآن..
     وللشيعة الإثنا عشرية عقائد أخرى في كتاب الله سبحانه وتعالى، منها : أن القرآن ليس بحجة إلا بقيِّم: ففي الكافي للكليني أن جعفر الصادق رحمه الله قال: «القرآن لا يكون حجة إلا بقيِّم..ثم قال: فأشهد أن عليا عليه السلام كان حجة القرآن، وكانت طاعته مفترضة، وكان الحجة على الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله»[20]ومن عقائدهم فيه: أن علم القرآن ومعرفته محصور بالأئمة: فقد ورد في “الكافي” للكليني وغيره أن جعفر الصادق رحمه الله قال:« إن الناس يكفيهم القرآن لو وجدوا له مفسرا، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله فسره لرجل واحد وفسر للأمة شأن ذلك الرجل، وهو علي بن أبي طالب»[21]ومن عقائدهم فيه أيضا: أن له-أي: القرآن-ظاهرا وباطنا، وأن معانيه الباطنة تخالف معانيه الظاهرة، ولهذا تراهم ينزلون جل ما في القرآن الكريم من أخبار وأحداث على أئمتهم الإثنا عشرية وعلى أعدائهم، محتجين بأن هذه المعاني هي المعاني الباطنة المرادة.

ثانيا: عقيدة الإمامة:

أهم عقائد الشيعة الإمامية الإثنا عشرية هي عقيدة الإمامة، فهي الأصل الذي تدور عليه أحاديثهم، وترجع إليه عقائدهم، ويلمس أثره في فقههم وأصولهم، وتفاسيرهم وسائر علومهم. وهي أن الله سبحانه وتعالى عهد بالخلافة وولاية أمر المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم لأحد عشر إماما من بعده كلهم من نسله.. ويعتقدون كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على ذلك في عدة مواطن، وأنه نصب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأخذ البيعة له بإمرة المؤمنين يوم غدير خم، كما أنه صلى الله عليه وسلم بيَّن أن الأئمة من بعده اثنا عشر، ونص عليهم جميعا بأسمائهم، ثم نص المتقدم منهم على من بعده..
ولهذه العقيدة عندهم شروط وأحكام وتفصيلات عديدة..يقول ابن بابويه القمي مبينا مفهوم الإمامة عندهم، واعتقادهم لهذا المفهوم: «يعتقدون بأن لكل نبي وصيا أوصى إليه بأمر الله تعالى»[22].. وجاء في بعض عناوين الأبواب في الكافي: باب أن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود من واحد إلى واحد، وباب ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة واحدا فواحدا..»[23].
ويزيد محمد عمارة توضيح هذه العقيدة  فيقول: « لقد جعل الشيعة “الإمامة” دينا، بل أصلا من أهم أصول الدين، ورووا في ذلك عن أئمتهم نصوصا ومأثورات، ورغم انحيازهم إلى “الاجتهاد” وعدم إغلاق بابه عندهم، إلا أن الاجتهاد عندهم، كما هو الحال عند غيرهم، غير جائز ولا وارد فيما هو من “أصول الدين”، وما رويت فيه النصوص. بل لقد اعتبروا أن ما يميزهم عن غيرهم هو أنهم قد أخذوا نصوص الدين فتعبدوا بها، على حين اجتهد فيها الآخرون.. ففي رأيهم أن الاتجاهين الرئيسيين اللذين رافقا الأمة الإسلامية في حياة النبي منذ البدء هما:
أولا: الاتجاه الذي يؤمن بالتعبد بالدين وتحكيمه، والتسليم المطلق للنص الديني في كل جوانب الحياة..
وثانيا: الاتجاه الذي لا يرى أن إيمانه بالدين يتطلب منه التعبد إلا في نطاق خاص من العبادات والغيبيات، ويؤمن بإمكانية الاجتهاد، وجواز التصرف على أساسه بالتغيير والتعديل في النص الديني، وفقا للمصالح في غير ذلك النطاق من مجالات الحياة..
فلقد رأت الشيعة في الإمامة: دينا وعبادة وغيبا، فتعبدوا بما رووا فيها من نصوص، وما قدموا لبعض النصوص من تفسيرات ربطت هذه النصوص بالإمامة.. على حين رأى غيرهم في الإمام: المنفذ للأحكام والقانون، تختاره الأمة لمصالح الدنيا، أساسا، فهو القائم على منصب هو من المصالح العامة المفوضة إلى نظر الخلق كما يقول ابن خلدون»[24].

ثالثا: التقية:

يعرف المفيد التقية عندهم قائلا: «التقية كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، وكتمان المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا في الدين أو الدنيا»[25].ويتتبع خالد الزهراني تعريفات أئمتهم لها قائلا: «التقية عند الشيعة الإثنا عشرية هي ركن من أركان دينهم كالصلاة أو أعظم، ومما يدل على ذلك المنقولات التالية:
 قال ابن بابوية القمي في اعتقاداته: «اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها بمنزلة من ترك الصلاة»[26]، وجاء في مستدرك الوسائل: «عن جعفر الصادق رحمه الله أنه قال: لو قلت : إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا»[27].. وجاء في أصول الكافي وغيره: أن جعفر الصادق رحمه الله قال: «إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له»[28]..والتقية عندهم حالة مستمرة، وسلوك جماعي دائم، لا يمكن التخلي عنها إلا بالتخلي عن الإسلام، قال ابن بابويه في كتابه”الاعتقادات”المسمى دين الإمامية: «والتقية واجبة، لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله تعالى وعن دين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمة»[29].

رابعا عقيدة الرجعة:

الرجعة هي الرجوع إلى الحياة الدنيا بعد الموت كما صرح بذلك علماء اللغة. أما معنى الرجعة عند الإمامية الإثنا عشرية فسنأخذه من أفواههم؛لأنهم أصحابها المعتقدين لها، والداعين إليها.. وقد نقل أيضا إجماع  الإمامية الإثنا عشرية على القول بالرجعة الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في كتابه “الإيقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة” والذي استدل فيه باثنتي عشر  دليلا على صحتها فقال: «اعلم أن الرجعة هي الحياة بعد الموت قبل القيامة، وهو الذي يتبادر من معناها [والدليل عليها] إجماع جميع الشيعة الإمامية وإطباق الطائفة الإثنا عشرية على اعتقاد صحة الرجعة، فلا يظهر منهم مخالف يعتد به من العلماء السابقين ولا اللاحقين»[30].. وقال شيخهم محمد رضا المظفر: «عقيدتنا في الرجعة: أن الله تعالى يعيد قوما من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعز فريقا ويذل فريقا آخر، ويديل المحقين من المبطلين، والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام مهدي آل محمد-عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام- ولا يرجع إلا من علت درجته في الإيمان، أو من بلغ الغاية من الفساد، ثم يصيرون بعد ذلك إلى الموت»[31]..

خامسا: عقيدة الطينة:

ملخص عقيدتهم هذه: هي أن الشيعي خلق من طينة خاصة، والسني خلق من طينة أخرى، فجرى المزج بين الطينتين، فما يكون في الشيعي من معاص وجرائم هو من تأثره بطينة السني، وما في السني من صلاح وأمانة هو بسبب تأثره بطينة الشيعي، فإذا كان يوم القيامة فإن سيئات وموبقات الشيعة توضع على أهل السنة، وحسنات أهل السنة تعطى للشيعة.

سادسا : عقيدتهم في المتعة:

من المعلوم أن الشريعة لم تنزل دفعة واحدة، وإنما نزل تشريعها تدريجيا، كالتدرج في افتراض الصلاة، والصيام وتحريم الخمر ووجوب القتال، وغيرها من الأحكام، ومن هذه الأحكام التي نزل تشريعها تدريجيا تحريم المتعة، فقد كانت جائزة في مبدأ الإسلام، ثم حرمت، وانتهى الأمر بتحريمها. فلا يصح شرعا للمسلم أن يتمسك بحكم هذه المسألة في مبدأ الأمر، لأنه قد جاءت نصوص تخرج عنه، وإلا لما اجتنب حرام ولا فعل واجب. لكن نجد أن الشيطان قد لبس على الشيعة الإثنا عشرية، فأبوا إلا العكوف على هذا الأمر، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل جعلوه دينا يدينون لله سبحانه به، ويتقربون إليه، ويتعبدون بفعله وإقامته، حتى جعلوه من ضروريات مذهبهم، وتبرأوا ممن لم يؤمن به »[32]ويضيف أحمد جلي معتقدات أخرى على التي ذكرها ابن عاشور وهي:

سابعا: ولاية الفقيه:

«ذهب بعض الشيعة إلى أن العمل كجماعة وقيام الأحكام وتنفيدها وتنظيم المجتمع وشؤون الدولة لا يكون إلا مع الإمام، وعلى يديه، ومن ثم عطل هؤلاء إلى عهد قريب صلاة الجمعة، بل حرم بعضهم أداءها حتى يخرج الإمام المنتظر، كما أنهم علقوا الجهاد بظهور الإمام، ولم يجيزوه إلا معه. بينما ذهب جمهور الشيعة إلى أن غيبة الإمام لا تعني تعطيل الأحكام، وعدم إقامة الدين والإسلام في الدولة والمجتمع. وقد دعا هؤلاء إلى ما يعرف عند الشيعة “بولاية الفقيه”، بمعنى أن الفقيه الشيعي له الولاية العامة في إقامة الأحكام وتنفيذها، وتدبير أمور الدولة وتنظيمها، بينما يرى الآخرون أن الفقهاء لا يتجاوزون حدود الإفتاء، والقضاء إلى ما هو من اختصاص الحاكم أو الإمام»[33].
ويزيد محمد عمارة هذه الفكرة توضيحا فيقول:«وعلى حين قصر بعض مجتهدي الشيعة ولاية المجتهد ونيابته عن الإمام الغائب في أمور الدين والفقه، وجعلوا شؤون الثورة والدولة والسياسة مؤجلة حتى يظهر الإمام، فإن مجتهدين آخرين، وخاصة في القرون الأخيرة، قد عمموا-استجابة للضرورات، وخاصة بعض تطاول الزمن دون أن يظهر الإمام الغائب- ولاية الفقيه المجتهد في كل ما هو للإمام، وقالوا: إن المجتهد ليس مرجعا في الفتيا فقط، بل له الولاية العامة، فيرجع إليه في الحكم والفصل والقضاء، وذلك من مختصاته، ولا يجوز لأحد أن يتولاها دونه، إلا بإذنه، كما لا تجوز إقامة الحدود والتعزيرات إلا بأمره وحكمه، ويرجع إليه في الأموال، التي هي من حقوق الإمام ومختصاته»[34].

ثامنا: عقيدة المهدي:

يقول أحمد جلي: « استفادت الشيعة من فكرة المهدي..ونسبوها إلى أئمتهم، وأول من فعل ذلك الكيسانية الذين زعموا بأن محمد بن الحنفية الذي يقولون بأنه غاب في جبل رضوى، هو المهدي المنتظر.. أما الشيعة الإثنا عشرية، فقد أسندوا”المهدية” إلى آخر أئمتهم محمد بن الحسن العسكري، الذي يقولون بأنه دخل السرداب بسامراء بعد موت أبيه، وعمره إما سنتان، وإما ثلاث، وإما خمس-علما بأن بعض المؤرخين وعلماء الأنساب كالطبري وغيره يشكون في وجود محمد بن الحسن أساسا، ويذهب إلى أن الحسن بن علي العسكري لم ينسل ولم يعقب..وعلى كل، فإن عقيدة أهل السنة الصحيحة في المهدي المنتظر تختلف عن عقيدة الشيعة فيه، إذ إنهم لا يذهبون كما ذهب الشيعة إلى أن المهدي وجد في لحظة تاريخية، ثم غاب في سرداب، أو اختفى بجبل رضوى ثم يظهر بعد غيبته، بل يلتزمون بما ورد في الأحاديث من أن المهدي رجل مصلح يظهر في آخر الزمان وأنه سيجدد أمر الدين، ويملأ الأرض عدلا، ويتولى إمرة المسلمين، ويخرج في زمانه الدجال، وينزل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، كما أن المهدي عند أهل السنة غير معصوم»[35].

تاسعا: عقيدتهم في الصحابة وفي زوجات النبي:

يقول خالد الزهراني حول هذا المعتقد: « إن موقف الشيعة الإثنا عشرية من زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم يتضح جليا بما رووه من روايات تقدح في بعضهن خصوصا، أو تقدح فيهن كلهن عموما، بدخولهن في جملة المذمومين..لقد روى الشيعة الإثنا عشرية روايات في كتبهم المعتمدة تحكي ارتداد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، إلا نفرا يسيرا أوصله بعضهم إلى ثلاثة، وجعله بعضهم أربعة، وزاد بعضهم على ذلك، وكان أقصى حدًّ وصلت إليه رواياتهم لم يتجاوز السبعة عشر شخصا هم الذين بقوا على الإيمان، أما ما عداهم في ذلك الزمان فهم كفار مرتدون على زعم الإثنا عشرية، ولم يكن من هؤلاء النفر الذين نجوا أمهات المؤمنين. وقد وصفوا أمهات المؤمنين رضي الله عنهن بالحشايا في القصة التي اختلقوها..وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل أمر نسائه بيد علي رضي الله عنه بعده..بل ادعى الشيعة الإمامية الإثنا عشرية أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كلهن قد طلقن وأخلي سبيلهن بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لما حرم الله الأزواج عليهن لم يجز لهن النكاح، وهذه الدعوى أسندها ابن رستم الطبري وابن بابويه القمي إلى محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر عندهم..
ولقد كان لأم المؤمنين وزوجة النبي الأمين عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق في روايات الشيعة الإمامية الإثنا عشرية من الذم والقدح نصيب الأسد، فلقد أوردوا الروايات في تكفيرها ولعنها والتبرؤ منها وقذفها بنسبتها للفاحشة رضي الله عنها وأرضاها..»[36]
ويزكي أحمد جلي هذه الفكرة فيقول: «وضع الشيعة صورة قاتمة لحياة الصحابة فيها كثير من التجني والتجريح لشخصياتهم، واستخدموا في ذلك أقبح الأوصاف وأقذع الألفاظ مما يعف اللسان عن ذكره، فاتهموا الصحابة بأنهم تآمروا على إبعاد علي عن الخلافة، بل وتآمروا على قتله والتخلص منه، وأنهم حاربوا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكادوا يحرقوا عليها منزلها، وهموا بنبش قبرها بعد وفاتها ودفنها، إلى غير ذلك من الترهات والأباطيل..»[37] ويضيف أيضا: « كان لنظرة الشيعة ورأيهم في الصحابة أثر كبير في موقفهم من السنة النبوية، إذ أنكر الشيعة كل الأحاديث التي وردت عن طريق هؤلاء الصحابة، بل إنهم شنوا هجوما عنيفا على رواة الحديث، كأبي هريرة وسمرة بن جندب وعروة بن الزبير وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وغيرهم، واتهموهم بالوضع والتزوير والكذب. ولم يقبل الشيعة من ثم إلا الأحاديث الواردة عن طريق الأئمة من أهل البيت أو ممن نسبوهم إلى التشيع كسلمان الفارسي وعمار بن ياسر. ويقول في ذلك أحد الشيعة المعاصرين: «إن كل من قرأ كتب الشيعة الإمامية الإثنا عشرية ومؤلفاتهم في مختلف العلوم الإسلامية كالحديث والفقه والتفسير وجد نقولها تكاد تنحصر عن النبي صلى الله عليه وآله، عن الإمام علي(عليه السلام) عن شيعة الإمام الأربعة: سلمان الفارسي، أبي ذر الغفاري، عمار بن ياسر، المقداد بن الأسود، وغيرهم من الصحابة الكرام أمثال جابر بن عبد الله الأنصاري، وابن التيهان، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم, وغيرهم وعلى رأسهم حبر الأمة عبد الله بن عباس»[38] .

الجانب السياسي من فكر الإمامية الإثنا عشرية: 

يقول محمود إسماعيل: «بخصوص الإشكالات المتعلقة بدراسة المذهب الإثنا عشري ننبه إلى أن نشأة هذا المذهب وتطوره ارتبطا بالعصرين الأموي والعباسي، ومعلوم أن الإثنا عشرية في العصرين معا ناصبوا الأمويين والعباسيين العداء، لذلك تحامل عليهم مؤرخو السنة إلى حد وصمهم بأنهم رافضة وغلاة، بينما الواقع أن الإثنا عشرية كانوا أكثر فرق الشيعة اعتدالا، إلى حد أن أحد شيوخ الأزهر المعاصرين اعتبر هذا المذهب مذهبا سنيا خامسا»، [وأضاف]: «يرتبط الفكر السياسي عند الإثنا عشرية بمسألة الإمامة، ومعلوم أن سائر فرق الشيعة تقول بالنص والتعيين وليس بالاختيار عن طريق الشورى، فالإمامة تكون في أبناء علي وفاطمة، وإن أجازها الكيسانية في محمد بن الحنفية ونسله، ومفهوم الإمام عند الشيعة عموما يدخل ضمن أصول العقيدة، وتأخذ الإثنا عشرية بهذا المفهوم، فالإمام عندهم هو الهادي الأكبر والمعلم المعصوم..وارتباطا بمسألة الإمامة عند الإثنا عشرية تأتي مسألة العصمة، ويدلل فقهاء الإثنا عشرية على عصمة أئمتهم بآيات قرآنية..فضلا عن أحاديث نبوية وردت في كتبهم، ويعتقدون أن عصمة الأئمة وجدت في علي بن أبي طالب وسائر الأئمة من بعده.. ويعبِّر أخذ الإثنا عشرية بمبدأ التقية عن هذا الواقع الصعب الذي أشرنا إليه.. وبديهي أن الظروف الصعبة التي أحاطت بنشأة وتطور المذهب الإثنا عشري في ظل النظام الأموي أولا ثم الخلافة العباسية في أوج قوتها جعلت بعض الأئمة الإثنا عشرية يلوذون بالتقية أحيانا.. أما عن أخذ مجتهدي المذهب الإثنا عشري بمبدأ ولاية الفقيه بعد غيبة الإمام المهدي، فينم عن حصافة وبعد نظر من جانب ما عرف عن المذهب الإثنا عشري من فتح باب الاجتهاد فيما لا يمس الأصول..»[39] [وكتلخيص لهذه الآراء يقول محمود إسماعيل]: «خلاصة القول: إن الفكر السياسي الإثنا عشري في نشأته وتطوره جاء تعبيرا عن جدلية العلاقة بين الفكر والواقع، وأن فتح باب الاجتهاد لفقهاء المذهب أعطى مرونة وزخما للتعديل والتطوير وفق مقتضى الحال ومن ثم لا نرى مبررا أو مسوغا للتحامل على المذهب الإثنا عشري واتهامه بالغلو، خصوصا وأنه من أكثر مذاهب الشيعة اعتدالا وأقربها إلى مذهب أهل السنة. وما وجد بين المذهبين من خلاف- باستثناء مسألة الإمامة- إنما هو رسوم وشكليات تمس أبواب العبادات والمعاملات، وكلها لا تتعارض مع الأصول»[40]  
[ثم يختم رأيه بالقول] : «ومع ذلك قدر للمذهب الإثنا عشري الانتشار في إيران على نطاق واسع، بفضل الاعتصام بمبدأي التقية والتقليد، لقد عصمت التقية الإثنا عشرية من الاصطدام بالمد السني الجارف، كما أسفر التقليد-ويعني طاعة أولياء الإمام- عن استمرارية النشاط السياسي الإثنا عشري وسط الظروف الصعبة، كما كان لتبني الإثنا عشرية فكرة العدل الاجتماعي خلال عصور اتسمت بالطغيان والظلم أثر في اكتساب المذهب الإثنا عشري في إيران طابعا تحرريا، وكان ما كان من ظهور الدولة الصفوية التي كان قيامها تعبيرا-ولو شكليا- عن انتصار المذهب الإثنا عشري، ذلك أن الصفويين- الذين ادعوا انتسابهم بالباطل لموسى الكاظم- اتخذوا من المذهب الإثنا عشري إيديولوجية لمواجهة الإيديولوجية السنية المحافظة التي تبناها خصومهم من العثمانيين» [41].
ويقول محمد أمحزون في هذا الجانب السياسي ما نصه: «ليس من قبيل المبالغة القول بأن قيام الدولة الصفوية في إيران شكل كارثة لإيران والعالم الإسلامي معا، إذ ظلت إيران قرابة تسعة قرون تتبع مذهب أهل السنة والجماعة، فكانت الصبغة السنية واضحة في جميع ألوان النشاط البشري لأهلها، ما مكن هذا القطر من المساهمة في بناء صرح الحضارة الإسلامية بواسطة علمائها أمثال: البخاري ومسلم وسيبويه والفراهيدي والبيروني.. وغيرهم»، [ويضيف]: «لكن بقيام الدولة الصفوية في إيران تغير مسار النشاط البشري فيها تغيرا جذريا في جميع مجالات الحياة العقدية والفكرية والفنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ووجه الإيرانيين إلى وجهة مغايرة تتسم بالعداء الصارم لكل ما له صلة بأهل السنة. فقد كان قيام هذه الدولة مقترنا بالقضاء على مذهب أهل السنة في إيران، كما تزامن وارتكاب مذابح ومظالم بحقهم، والتضييق عليهم في أغلب عهود الحكم الصفوي..»[42]

الانتشار:

يقول محمد أبو زهرة: « والإثنا عشرية يوجدون الآن في العراق، فالشيعة في العراق، وهم عدد كثير يقارب النصف، يسيرون على مقتضى المذهب الإثنا عشري في عقائدهم، ونظمهم في الأحوال الشخصية والمواريث والوصايا والأوقاف والزكوات والعبادات كلها، وكذلك أكثر أهل إيران، ومنهم من ينبثون في بقاع من سوريا ولبنان وكثير من البلاد الإسلامية..»[43] ويقول سامي النشار أيضا: «يعيش الشيعة الإثنا عشرية الآن في العراق، وينتشرون حول المشاهد الشيعية المقدسة في بغداد والنجف وكربلاء، ثم منهم جاليات كبيرة العدد في القوقاز، ثم العامليون في جبل بني عامل في لبنان وفي سوريا أيضا عدد قليل من الشيعة، وبعض سكان الكويت والأحساء والبحرين، ثم عدد كبير في الهند وباكستان، وليس في مصر ولا شمال إفريقيا شيعة على الإطلاق، وعدد الشيعة الإمامية في العالم الآن ثمانون مليونا.[44]

الهوامش:

 

[1] موقف الطاهر بن عاشور من الإمامية الإثنا عشرية-تأليف: خالد بن أحمد الزهراني-تقديم: الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي-مركز المغرب العربي للدراسات والتدريب-الطبعة الأولى/2010-مطبعة النجاح/الدار البيضاء-ص:63 فما بعد
[2] كتاب التعريفات للجرجاني-ص:215-حققه وعلق عليه: نصر الدين تونسي-شركة القدس للتصدير/القاهرة-الطبعة الأولى/2007
[3] كتاب الملل والنحل لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني-دار ابن حزم-الطبعة الأولى/2005 -ص:145
[4] مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين للإمام أبي الحسن الأشعري-تحقيق: أحمد جاد-دار الحديث/القاهرة-طبعة/2008-ص:13
[5] محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد- كتاب: العيون والمحاسن-ج/2-ص:91-(وعليه تلخيص لتلميذه الشريف المرتضى سماه: الفصول المختارة من العيون والمحاسن)وانظر:الفهرست للنجاشي-ص:283/287-والفهرست للطوسي-ص:157/158
[6] أوائل المقالات في المذاهب والمختارات-تأليف الشيخ المفيد محمد بن النعمان العكبري-ص:44
[7] الفرق بين الفرق-عبد القاهر البغدادي-تحقيق:محمد محيي الدين عبد الحميد-مكتبة دار التراث/القاهرة-طبعة/2007-ص:23
[8] انظر الأنساب لأبي سعيد السمعاني- ج/1-ص:344
[9] تاريخ ابن خلدون-ج/1- ص:201
[10] الإثنا عشرية وأهل البيت عليهم السلام-محمد جواد مغنية-ص:15
[11] تاريخ المذاهب الإسلامية-محمد أبو زهرة-دار الفكر العربي/القاهرة-طبعة/2009-ص:54
[12-13] دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين(الخوارج والشيعة)-أحمد محمد جلي-مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية/الرياض- الطبعة الثالثة/2008-ص:200
[14-15] موقف الطاهر بن عاشور من الإمامية الإثنا عشرية-تأليف: خالد بن أحمد الزهراني-ص: 88 فما فوق
[16] نشأة الفكر الفلسفي في للإسلام-علي سامي النشار-دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة-الطبعة الأولى/- 2008- ص: 910
[17] دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين(الخوارج والشيعة)-أحمد محمد جلي –ص:203
[18-19-20-21-22-23] موقف الطاهر بن عاشور من الإمامية الإثنا عشرية-تأليف: خالد بن أحمد الزهراني-ص:88 فما فوق
[24] تيارات الفكر الإسلامي-محمد عمارة-دار الشروق/مصر-الطبعة الثالثة/2008-ص:218
[25] شرح عقائد الصدوق، أو تصحيح الاعتقاد بصواب الانتقاد لابن بابويه القمي-ص:261
[26] كتاب الاعتقادات في دين الإمامية للشيخ محمد بن علي بن بابويه القمي الصدوق-ص:114-
[27] مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل للحسين النوري الطبرسي-ج/12-ص:274
[28] الأصول من الكافي للشيخ الكليني-ج/2-ص:217
[29] كتاب الاعتقادات في دين الإمامية للشيخ محمد بن علي بن بابويه القمي الصدوق -ص:114-115
[30] كتاب الإيقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي–ص:19
[31] عقائد الإمامية للشيخ محمد رضا المظفر-ص:118
[32] موقف الطاهر بن عاشور من الإمامية الإثنا عشرية-تأليف: خالد بن أحمد الزهراني-ص:88 فما فوق
[33] دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين(الخوارج والشيعة)-أحمد محمد جلي ص:-237
[34] تيارات الفكر الإسلامي-محمد عمارة –ص:213
[35] دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين(الخوارج والشيعة)-أحمد محمد جلي- ص:250
[36] موقف الطاهر بن عاشور من الإمامية الإثنا عشرية-تأليف: خالد بن أحمد الزهراني-ص: 294/ 320
[37-38] دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين(الخوارج والشيعة)-أحمد محمد جلي-ص:256
[39-40-41] فرق الشيعة بين الدين والسياسة-محمود إسماعيل-رؤية للنشر والتوزيع/القاهرة الطبعة الأولى- ص:115- فما فوق
[42] الفرق الباطنية(التاريخ والمنهاج) محمد أمحزون-سلسلة:(لتستبين سبيل المجرمين)-نشر هذا الكتاب بالتنسيق مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس المغرب-الطبعة الأولى/2010-ص:199
[43] تاريخ المذاهب الإسلامية-محمد أبو زهرة -54
[44] نشأة الفكر الفلسفي في للإسلام-علي سامي النشار -ج2-  679  

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق