الرابطة المحمدية للعلماء

على إثر وفاة مؤسس وكالة المغرب العربي للأنباء

رسالة تعزية ملكية إلى أفراد أسرة المرحوم المهدي بنونة

على إثر وفاة المشمول برحمة الله تعالى، الأستاذ المهدي بنونة، بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم الذي انتقل إلى عفو الله، اليوم الثلاثاء 23 مارس الجاري، عن عمر يناهز 92 عاما، حيث عَبّرَ جلالته في هذه البرقية، لأرملة الفقيد ورفيقة عمره الحاجة خديجة السلاوي، ولأبنائه البررة، وكافة ذويه وأصدقائه ومحبيه، عن أحر تعازي جلالته، وأصدق مواساته، في هذا المصاب الجلل الذي لا راد لقضاء الله فيه.

وأضافت برقية التعزية أن “وفاة الفقيد الكبير لا تعد خسارة فادحة لأسرتكم المحترمة وحدها، وإنما هي رزء جسيم لوطنه المغرب، الذي فقد برحيله مقاوما ومناضلا رائدا في العديد من الميادين التي خاضها رواد الحركة الوطنية بشمال المملكة، وبحاضرتها العريقة، مدينة تطوان، في إطار حزب الإصلاح الوطني بقيادة الزعيم الوحدوي المرحوم عبد الخالق الطريس”، كما توقفت رسالة التعزية عند انخراط الراحل “منذ ريعان شبابه، للكفاح من أجل التحرر والاستقلال، واسترجاع السيادة الوطنية والمشروعية، كما ظل يناضل، “في إباء وعزة نفس، من أجل بناء مغرب الوحدة والتقدم والديمقراطية، سواء في عهد جدنا ووالدنا المنعمين، جلالة الملكين، محمد الخامس والحسن الثاني، أكرم الله مثواهما، أو في عهدنا الميمون، حيث كان، رحمه الله، مثالا يحتدى للولاء والوفاء والإخلاص لثوابت الأمة ومقدساتها، والتفاني في العمل، والنزاهة والحنكة والاقتدار ونكران الذات، في القيام بمختلف المهام والمسؤوليات التي تقلدها، سواء في خدمة الأعتاب الشريفة، أو في مجال التربية والتعليم، والكتابة التاريخية والعطاء الفكري أو في مجال العمل الإنساني”.

ويعتبر الراحل بنونة الذي ازداد بتطوان في 22 فبراير 1918، من الرواد الأوائل الذين ساهموا بقسط وافر من جهدهم في التأسيس للإعلام المغربي، وكان يعامل الأجيال الجديدة بمنتهى العطف والتوجيه والرعاية بكل أبوة وعيا وإدراكا منه،رحمه الله، أنهم هم الذين سوف يواصلون حمل المشعل من بعده، كما أنه لم يكن المهدي بنونة رجل إعلام فقط، بل كان أيضا رجل دبلوماسية وتربية وتعليم وفكر، ورجل نضال وطني حقوقي ونقابي، ويتجلى مثلا في مساهمته في القاهرة في تأسيس لجنة الدفاع عن المغرب الأقصى، وفي ممارسته للتعليم بمدينة تطوان، مسقط رأسه، وفي إنشاء نقابة العمال التابعة لحزب الإصلاح الوطني، وفي تأليفه لكتاب باللغة الإنجليزية بعنوان “مغربنا، القصة الحقيقية لقضية عادلة” سنة 1951، حين كان بلده يرزح تحت نير الاستعمار الفرنسي، كما أسس بالأمم المتحدة، التي اشتغل فيها فترة من عمره، مكتب الربط بين الحركات الاستقلالية لبلدان شمال إفريقيا، وتحديدا في المغرب والجزائر وتونس.

ورغم أنه أصدر وأسس العديد من الصحف المغربية، مثل “الأمة” و”لاديبيش” (بالفرنسية)، فإن إنشاءه لوكالة الأنباء المغربية تحت اسم “وكالة المغرب العربي للأنباء” سنة 1959، ظل هو الإنجاز المهني الأكبر الأكثر التصاقا بمسيرته الإعلامية، قبل أن يساهم بعدها في تأسيس وكالات الأنباء في تونس وليبيا والجزائر والسنغال ومالي، وكذا وكالة أنباء منظمة المؤتمر الإسلامي.

وفي الشق الفكري، فقد ألف المهدي بنونة العديد من الكتب، كان أولها باللغة الانجليزية تحت عنوان “مغربنا، القصة الحقيقية لقضية عادلة”، وقد تم إصداره سريا في المغرب سنة 1951، وختم سلسلة مؤلفاته بكتاب “المغرب، السنوات الحرجة” الذي صدر سنة 1989.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق