الرابطة المحمدية للعلماء

عرض “وحدة الحضارة الإسلامية رغم اختلاف الثقافات” في بروكسيل

يضم المعرض الدائم 340 قطعة أثرية نادرة

اختار المتحف الملكي في بروكسل طريقة فريدة لعرض مقتنياته من الفن الإسلامي التي اختار 340 قطعة من أصل إضعافها موجودة في مستودعه منذ أكثر من مئة سنة، في قاعة “تعكس وحدة الحضارة الإسلامية رغم اختلاف الثقافات”، على حد قول المسؤولة عن هذا المعرض الدائم.
فبدلا من تجميع أكبر عدد ممكن من مقتنياته لعرضها، انتخب القيمون على المعرض أميز قطع الفن الإسلامي التي يقتنيها ويمتد تاريخها من القرن السابع حتى السابع عشر.

وقد اختاروا لعرضها كسر الطريقة التقليدية عبر تخصيص حجرات غائرة في الجدران وشبه متوارية في صالة ممتدة على مساحة 850 مترا مربعا تبدو فارغة. وأثار ذلك استغراب زوار تساءلوا إن كانوا دخلوا بالخطأ “قاعة فارغة”، كما تقول لوكالة فرانس برس المسؤولة عن المعرض ميكا فان رامدونك.

وقد بنيت أرضية صالة الفن الإسلامي من الرخام وطليت بنوع خاص من الجص الطبيعي. وللحفاظ على مصدر للضوء الطبيعي اختار مصممو الصالة جعل أحد الجدارن من خشب الأرز المنفذ بكامله على هيئة زخارف فن “الخيط العربي” المفرغة المستوحاة من مشربيات الجوامع.

وقد استغرق تصميم الصالة وتنفيذه سنتين ونصف السنة. ويؤكد المصممان أن ميزانيته بلغت 5،2 مليون يورو، موضحين انها “ميزانية كبيرة جدا بالنسبة لصالة بهذه المساحة”.

ويجمع المتحف الملكي القطع الإسلامية منذ إنشائه سنة 1835. وقد اشترى معظمها من التجار وبعضها جاء هدايا.

وقبل افتتاح المعرض الدائم للفن الإسلامي العام الماضي الذي اجتذب في أول يومين له خمسة آلاف زائر، لم تكن هذه القطع عرضت إلا مرة واحدة سنة 1967.

ويضم المعرض الدائم 340 قطعة اثري من العراق وسوريا ومصر والمغرب وتركيا وإيران وجنوب اسبانيا وآسيا الوسطى.

وتؤكد القيمة على المعرض أن هذه القطع هي من أصل 1200 قطعة يقتنيها المتحف معظمها لا يزال في مستودعه وستعرض على مراحل وذلك دون احتساب آلاف القطع الخزفية من مدينة الفسطاط ومائتي قطعة سلاح إسلامية يعرضها المتحف العسكري في بروكسل.

ويضم المعرض مجموعة من السيراميك سليمة بينها طبق “1136 م” من مدينة الرقة السورية، يعتبر “نادرا لكبر حجمه” إذ يزيد قطره على النصف متر وقطع من مصر مشغولة بألوان النحاس الأحمر.

ومن مجموعة المعرض أنواع كثيرة من السجاد الأثري والقماش ومنها ثوب كامل من الكتان والحرير لامرأة مصرية يعود إلى القرن الثاني عشر واوان نحاسية وزجاجية.

ويضع المتحف في مقدمة المعرض قطعا نقدية إسلامية منها دينار فضي يعود إلى أواسط القرن التاسع للميلاد ويخص المعتز بالله المتوكل بن المعتصم. وهو القطعة النقدية الوحيدة التي تم اكتشافها على الأراضي البلجيكية قرب بروكسل وكانت في جرة تحوي أنواعا أخرى من النقود الأثرية.

وحسب المنظمين، فإن المعرض يؤكد على “وحدة الحضارة الإسلامية رغم اختلاف الثقافات والتقاليد في دول العالم الإسلامي”، وعدم تقسيم الصالة وتركها مجالا واحدا هو للتأكيد على هذه الوحدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق