مركز الدراسات القرآنيةقراءة في كتاب

فن التدبر في القرآن الكريم

كتاب: «فن التدبر في القرآن الكريم» للدَكتور عصام بن صالح العويد من إصدار (مركز تدبر) ضمن سلسلته العلمية الهادفة إلى تقريب فن تدبر القرآن إلى عموم المسلمين، والكتاب عبارة عن رسالة صغيرة الحجم صدرت طبعتها الرابعة في الرياض سنة 1431ه-2010م، وتقع في ثمانين صفحة، وهي المؤلَّف الأول في مشروع: «تقريب فهم القرآن» الذي يُعِدُّهُ المؤلِّف عصام بن صالح لبيان كيفية التعامل مع القرآن لمن أراد أن يكون من أهله.

ويتكون هذا الكتاب من المباحث الآتية:

* مقدمة الناشر، ومقدمة المؤلف اللتين تضمنتا معلومات تعريفية عن الكتاب التي أشرت إليها آنفا.

* تمهيد، أشار من خلاله المؤلف إلى أن أقسام الناس مع القرآن الكريم ثلاثة، وأن هذه الرسالة موجهة إلى القسم الثاني منها، وهم الذين يتلون القرآن إلا أنهم لا يشعرون بحلاوته، ولا بعظمته، ولا يعرفون إعجازه، وهؤلاء هم الذين تُثَارُ لديهم أسئلة حول كيفية التعامل مع القرآن، وعن المقصود بالتدبر…والجواب الإجمالي عن هذه الأسئلة يكمن في أن حسن التعامل مع القرآن الكريم، وتدبره هو اتباع طريقة السلف الصالح من الصحابة والتابعين في التعامل مع القرآن قراءة وتدبرا وعملا من أجل اكتساب فن التدبر الذي بيَّن المؤلف في هذا الكتاب المراحل الخمسة لاكتسابه، وهي:

* المرحلة الأولى: اليقين التام بأنك حي بالقرآن، وبدونه ميت، وذلك باستحضار ما أوصف الباري تعالى القرآنَ الكريم لتدبره، والإحسان بحلاوته، واستحضار أوصاف القرآن للمعرضين عنه.

* المرحلة الثانية: الأصل في القرآن أنه موجه إلى القلب، وتتجسد هذه المرحلة في أن يقبل المسلم على القرآن بقلبه، ليعقله ويتدبره؛ لأن القلب هو المخاطب بدءا بالقرآن للأدلة الآتية:

  1. أن القرآن نزل أولا على القلب.
  2. كثرة تكرار لفظ القلب في القرآن، وهذا ما يدل على أهمية القلب في فهم القرآن.
  3. أن أعظم أثر للقرآن إنما هو في القلب.
  4. المقصود الأعظم للقرآن إنما هو تدبر القلب له.

*  المرحلة الثانية: كيف نقرأ القرآن؟

القراءة المطلوبة للقرآن هي قراءة تدبر وفهم؛ لأنها هي التي تؤدي إلى تأثر القلب به، وحمله على العمل الذي هو المقصود من إنزاله، ولن يتأتى هذا إلا باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهدي السلف الصالح في قراءة القرآن.

*   المرحلة الرابعة: بأي القرآن نبدأ؟ هذا ما تطرق إليه المؤلف من خلال المباحث الآتية:

  • تعلم الإيمان قبل الأحكام.
  • ما الإيمان الذي نتعلمه أولا؟
  • كيف نتعلم هذا الإيمان؟
  • الحكمة من أخذ السلف القرآن بالتدرج.
  • منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعلم القرآن.
  • مميزات البدء بالمفصل من القرآن الكريم.

*  المرحلة الخامسة: كيف نستفيد من كتب التفسير؟ وذلك يتطلب التعرف على التفاسير المناسبة  لتدبر القرآن في المستوى الأول، وقد ذكر منها المؤلف: «تهذيب تفسير ابن كثير» للمباركفوري، و«تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» للسعدي، و«زبدة التفسير من تفسير فتح القدير» للدكتور محمد بن سليمان الأشقر، و«التفسير الوجيز» لوهبة الزحيلي، و«أيسر التفاسير» لأبي بكر الجزائري.

*  خاتمة الرسالة، وقد ضمنها المؤلف قصص بعض الأئمة سلفا وخلفا مع القرآن الكريم؛ لإنها تبين سيرة أهل القرآن مع كتاب الله تعالى وأثره في نفوسهم، وهذا يبعث على التأسي بهم، ويبيّن نماذج من التطبيقات العملية لتدبر القرآن الكريم، يستحسن إدراجها في المحل المناسب عند تفسير كلام الله تعالى وإن كانت ليست من صلب التفسير إلا أنها نافعة وخادمة للغاية من التفسير وهي فهم القرآن والتأثر به  للعمل به، وقد أدج المؤلف النماذج الآتية من هذه القصص تحت العناوين الآتية:

  • حال عمر الفاروق وابنه عبد الله مع سورة البقرة
  • عمر بن عبد العزيز وفقهه لسورة النساء.
  • عبد الله بن عمر وتدبره لسورة الأعراف.
  • سعيد بن جبير واستنباطه الرائع.
  • أثر القرآن بالغ حتى على المشرك حين يتدبره.
  • آية تقود إبراهيم بن أدهم إلى الآخرة.
  • فقه الحسن البصري لمعنى العذاب في سورة المؤمنون.
  • فقه ميمون بن مهران لسورة العنكبوت.
  • الضحاك وأسلوبه الراقي في قيام الليل.
  • سورة الجاثية وأثرها في قيام تميم الداري رضي الله عنه.
  • سورة الطور تحبس عمر في بيته شهرا.
  • تأثر أبي حنيفة بآية يرددها إلى الصبح.
  • جبير بن مطعم: كاد قلبي أن يطير.
  • وفاة شيخ الإسلام وحسن خاتمته تبعث الهمة.
  • توبة الفضيل بن عياض كان سببه تدبره لآية.
  • فقه الإمام مالك رحمه الله لمعنى العلم.
  • حال السلف مع سورة الزلزلة.
  • جواب ابن المبارك لمن قرأ القرآن في ركعة.

وهكذا، فإن هذا الكتاب رسالة ميسرة موجّهة لعموم المسلمين، كتبت بأسلوب سهل، خال من المصطلحات العلمية، مرعاة لمستوى العلمي لعموم المسلمين غير المتخصصين في العلوم الشرعية الذين ألفت لهم هذه الرسالة، ليقبلوا عليها، فيستفيدوا منها ما يعينهم على أن يدلفوا إلى المرحلة الأولى في رحاب كلام الله تعالى، وتدبر معانيه. ولا تخفى أهمية مثل هذه الرسائل في تقريب العلوم الشرعية لعموم الناس بأسلوب علمي واضح خال من الإغراق في التنظير، وتتناول المسائل التي يحتاج إليها عموم الناس، وتجيب عن الأسئلة التي يثيرها تعاملهم مع هذه العلوم أو التي يتوقع أن يثيرها، وتوضح الخطوات المنهجية للتعامل مع هذه العلوم.

مصطفى اليربوعي

مركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق