الرابطة المحمدية للعلماء

طلبة جامعة ابن طفيل يناقشون التوازنات السيكوسوسيوعقلية عند الشباب مع أعضاء مكافحة السلوكيات الخطرة

في اطار المقاربة التواصلية  التي تنهجها وحدة مكافحة السلوكيات الخطرة والتثقيف بالنظير شهد فضاء الرابطة المحمدية للعلماء عشية يوم الجمعة الماضي لقاء تواصليا يندرج في سياق الانشطة التفاعلية المشتركة التي تجمع الوحدة بمجموعة من القطاعات والهيئات الحكومية، وتعزيزا لانفتاح الجامعة على محيطها. عقد لقاء تواصلي كان موضوعه:”التوازنات السيكوسوسيوعقلية عند الشباب: الرأسمال غير المادي نموذجا”.

حضر هذا اللقاء طلبة الماستر المتخصص “الادراك العصبي والعقلي وصحة السكان” بكلية العلوم جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة الذين حلوا بمقر الرابطة المحمدية للعلماء رغبة منهم في الاستفادة واغناء رصيدهم المعرفي والتعرف عن قرب على وحدة مكافحة السلوكيات الخطرة والتثقيف بالنظير والبحث عن ارضية مشتركة للتعاون والبحث العلمي. أطر هذا اللقاء التفاعلي كل من البروفيسور محمد بلكبير استاذ علم الاجتماع ورئيس مركز الدراسات والأبحاث في القيم ورئيس وحدة مكافحة السلوكيات الخطرة والتثقيف بالنظير بالرابطة المحمدية للعلماء الى جانب الاستاذ الدكتورأهامي أحمد التهامي أستاذ جامعي ورئيس شعبة الماستر المتخصص “الادراك العصبي والعقلي وصحة السكان” الذي يعتبر الوحيد من نوعه بكليات العلوم بالمغرب.

استهل اللقاء بمداخلة تعريفية  تفضل الدكتور محمد بلكبير بتقديمها عن مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء وعن وحدة مكافحة السلوكيات الخطرة والتثقيف بالنظير واليات ومجالات اشتغالها من خلال تقديم نبذة موجزة عن المقاربة التشاركية – مقاربة التثقيف بالنظير- التي تتبناها الوحدة في عملها واعتمادها كمنهجية علمية حديثة وفعالة في التعامل مع الشباب المغربي والتي تساعدها في الوقوف على اهم وابرز السلوكات الخاطئة والخطرة التي تصادف فئة المراهقين والشباب في الحياة بصفة عامة ومحاولة منها كذلك في تصحيح معظم التمثلات والمواقف السلبية التي تعوق مشاركة الرأسمال اللامادي في عجلة التنمية  وتغييب اسهاماته في شتى مناحي الحياة حيت تطرق الدكتور بلكبير الى ضرورة ووجوب توافر مجموعة من القيم والمبادئ الاساسية في الشخصية الانسانية لضمان بناء متراص وسليم لذواتنا حتى يتسنى لنا تحقيق التوازن الايجابي الذي يمكننا من التفاعل مع التطورات والتغيرات الفكرية والسوسيو- اقتصادية والثقافية وتأهلنا لتبوء مكانة متميزة تعتمد مقاربة الوسطية والاعتدال في كل المجالات حتى نبقى بمنأى عن كل انحراف او تطرف او اي نوع من السلوكات الشاذة والمرجعيات المتشددة والمتطرفة التي تستغل اي ثغرة وفراغ قيمي او اخلاقي وعقائدي او ديني لتبث سمومها الفكرية في الشباب المغربي.ولتفادي هذه الاشكالات اكد الاستاذ بلكبير على ضرورة التمسك بمنظومة القيم الايجابية واليات بناء الذات من خلال تبني المهارات الحياتية لخلق نوع من التحصين والتوازن النوعي  حتى نضمن الحفاظ على هذه الثروة المتجددة والداعمة لسير والنمو العادي للتنمية المجتمعية والمساهمة الفاعلة والبناءة  في الارتقاء بالموارد البشرية حتى نستطيع استثمار هذا الرأسمال غير المادي بشكل جيد الى برالامان بعيدا عن الاختلالات التي من شانها ان تعوق التوازنات السيكوسوسيوعقليةللذات الانسانية بالمجمل .

في حين قام الدكتور أهاميبعرض الغاية من فتح ماستر متخصص في دراسة التوازنات البيولوجية والتفاعلات الفيزيولوجية التي تأثر على الانسان بشكل عام والدماغ بشكل خاص بالإضافة إلى صحة السكان وهو ما أصبح مطلوب اليوم بشكل قوي نظرا لما تعرفه المجتمعات من انتشار لمجموعة من الأوبئة والأمراض التي في غالب الأحيان يكون سببها الأساس الانسان. بعد ذلك تطرق الأستاذ إلى الدور الذي يلعبه البحث العلمي في دراسة سلوك الانسان والبحث عن مقاربات ووسائل علمية مؤكدة تساعد في ضمان التوازنات السيكولوجية للشخص كما سرد مجموعة من المواضيع التي يشتغل عليها طلبة الماستر وهي مواضيع ذات راهنية. وهنا أشار الدكتور أهامي إلى الالتقائية التي تجلت بين شعبة الماستر ووحدة مكافحة السلوكيات الخطرة بحيث أظهر تكامل الطرفين وما يمكن أن يتولد من أعمال ومشاريع في حال تم توحيد الجهود.

 

 

بعد ذلك وردت مجموعة من الأسئلة من الطلبة الحاضرين وبعض المهتمين بالبحث العلمي في السوسيولوجيا كان غالبيتها يطرح دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في بناء الذات، دور الجامعة في إيجاد حلول كفيلة لما يعرفه المجتمع من تغيرات قيمية، طريقة اشتغال وحدة مكافحة السلوكيات الخطرة والتثقيف بالنظير والوسائل التي تعتمدها بالإضافة إلى سبل التعاون بين الرابطة المحمدية للعلماء والماستر المتخصص. هذه الأسئلة أجاب عليها كل من الدكتور بلكبير والدكتور أهامي بشكل مستفيض ليخلص النقاش إلى تكوين لجنة تضم ممثلين عن طلبة الماستر وأعضاء وحدة مكافحة السلوكيات الخطرة بالإضافة إلى الأساتذة المشرفين من أجل تحديد سبل التعاون بين الطرفين والعمل على تتبع المشاريع التي سيتم إنجازها. وفي كلمة ختامية عبر الدكتور أهامي بصفته رئيس شعبة الماستر المتخصص عن الدور الذي تلعبه الرابطة المحمدية للعلماء في حماية المجتمع من السلوكيات الخطرة وخصوصا في أوساط الشباب كما عبر عن إعجابه بالمقاربات والوسائل المتطورة والفعالة التي تتبناها وحدة مكافحة السلوكيات الخطرة في إشتغالها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق