الرابطة المحمدية للعلماء

رسالة ملكية إلى المشاركين في المؤتمر الوطني الثاني عشر لحقوق الطفل بمراكش

  النهوض
بأوضاع وحقوق الطفولة خيار استراتيجي لحماية وتعزيز حقوق الإنسان

وجه صاحب الجلالة الملك محمد
السادس أيده الله، اليوم الأربعاء رسالة سامية إلى المشاركين في
المؤتمر الوطني الثاني عشر لحقوق الطفل الذي تحتضنه مدينة مراكش على مدى يومين(28
و29 ماي الجاري)، وذلك تحت الرعاية السامية لجلالته والرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة
للامريم.

وتهدف هذه الدورة، التي تعقد تحت شعار (النهوض بحقوق الطفل)، ويشارك
فيها نخبة من الخبراء من المؤسسات الرسمية والمنظمات الأهلية
المعنية بالقضايا التربوية والاجتماعية والاقتصادية المتصلة بقضايا
الطفولة، إلى تقييم الخطة الوطنية المغربية في هذا المجال عبر عرض ما تم
إنجازه منها والوقوف على ما يعترضها من عقبات وتدارس سبل تجاوزها، وتحديد آفاق
العمل المستقبلية، مع التركيز على الأولويات الثلاث الأساس للخطة والمتمثلة في
الصحة والحماية والتعليم.

وفي ما يلي نص الرسالة التي تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم:

“الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا
رسول الله وآله وصحبه.

حضرات السيدات والسادة، يسعدنا أن نفتتح المؤتمر الوطني الثاني عشر
لحقوق الطفل، المنعقد تحت الرئاسة الفعلية، لشقيقتنا العزيزة،
صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق
الطفل.

ونود التنويه بما تبذله سموها من جهود سخية، للنهوض بأوضاع الطفولة
ببلادنا.

مما جعلها تحظى باعتراف وتقدير المجتمع الدولي، بتعيينها سفيرة
للنوايا الحسنة لدى اليونسكو.

كما نشيد باختياركم لموضوع: “دور الفاعلين المحليين في النهوض
بحقوق الطفل” كشعار لهذا المؤتمر، إذ يعد تكريسا للدينامية الجديدة، التي
أطلقتها مبادرتنا الوطنية، للتنمية البشرية، باعتماد سياسة القرب،
والحكامة الترابية الجيدة.

لمحاربة الإقصاء والفقر، لكون معاناة الأطفال لمآسيه، تعد مبعث ألم
لكل ضمير حي، ووصمة عار، في جبين كل مجتمع إنساني.

لذا، نؤكد دعمنا للتفعيل الأمثل، للخطة الوطنية العشرية، للنهوض
بأوضاع وحقوق الطفولة، باعتبارها أساس خيارنا الاستراتيجي،
لحماية وتعزيز حقوق الإنسان، وتأهيل أطفال اليوم، رصيد المستقبل،
للتشبع بروح المواطنة المسؤولة، والجهوية المتقدمة، عماد مغرب اليوم والغد.

وفي هذا الصدد، نتطلع إلى أن تشكل الجماعات المحلية، والقطاعان العام
والخاص،
والمجتمع المدني، وكل الفاعلين المعنيين بقضايا الطفولة، وكافة
المشاركين في هذا المؤتمر، قوة اقتراحية، وشريكا حقيقيا، لبلورة
توصيات عملية، لتنفيذ هذه الخطة الوطنية الواعدة.

كما نؤكد، على وجوب التحلي بالموضوعية، سواء في الوقوف على المنجزات،
أو لإيجاد
حلول ناجعة وملموسة للإشكالات الحقيقية، التي تواجه تنفيذ هذه الخطة
الوطنية،
ولاسيما منها، التمويل، وتأهيل الموارد البشرية، وجودة الخدمات.

ولا يخفى عليكم، أن الحاجيات الأساسية للطفل، تعد من صميم عمل مؤسسات
القرب،
والتدبير الترابي والمجالي الجيد، مثل توفير رياض الأطفال والمدارس،
والمستوصفات الصحية، وفضاءات الثقافة والترفيه، وغيرها من
لوازم حقوق الطفل، في الرعاية العائلية والاجتماعية
الكريمة.

وإننا لواثقون أنه، بفضل الالتزام القوي، وطنياً ودولياً، لشقيقتنا
الغالية،
صاحبة السمو الملكي، الأميرة الجليلة للا مريم، سنتمكن من توفير
ضمانات النجاح لخطتنا الوطنية، داعين كافة الفاعلين، لتقديم
الدعم، والانخراط في المجهودات البناءة، التي يبذلها المرصد
الوطني لحقوق الطفل، برئاستها الموفقة.

والله تعالى نسأل أن يكلل أعمالكم بالنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.

(و م ع بتصرف)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق