الرابطة المحمدية للعلماء

دراسة في ما يفكر به مليار مسلم بشكل حقيقي..

من الذي يتكلم باسم الإسلام؟

كيف تفكر الغالبية الواسعة من المسلمين؟ وما الذي يشعرون به حقيقة؟ ما هي آمالهم وآلامهم؟
هل المسلمون يكرهون القيم الأمريكية؟.

هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها الكتاب الجديد: “من الذي يتكلم باسم الإسلام: ما يفكر
به مليار مسلم بشكل حقيقي” (Who Speaks for Islam? What a Billion Muslims Really Think)
الذي ألفه جون إسبوزيتو، الخبير الأميركي في العالم الإسلامي وأستاذ الدين والشؤون
الدولية، والأستاذ بجامعة جورجتاون ومدير مركز الوليد بن طلال للتفاهم بين المسلمين
والمسيحيين، مع داليا مجاهد، كبيرة المحللين في مؤسسة غالوب للدراسات الإسلامية.

وفي هذا المضمار يقول جون إسبوزيتو وداليا مجاهد في مقال لهما، نشره موقع ميدل إيست
أونلاين بالتعاون مع خدمة “كومن غراوند” (16 فبراير 2008): “سألنا المسلمين في كافة
أنحاء العالم ما الذي يفكرون به حقاً. واكتشفنا أنه عندما ندع البيانات تسبق الطرح،
يتم الكشف عن عدد من النظرات المعمقة. كان أهم استنتاج من بحوثنا ما يلي: النزاع بين
المجتمعين المسلم والغربي بعيد كل البعد عن أن يكون لا مناصاً منه. فالأمر يتعلق بالسياسة
أكثر منه بالمبادئ”.

ويرى المؤلفان أن هذه الدراسة هي “الأكبر والأكثر شمولية من نوعها. وتتحدى نتائجها
الأحكام التقليدية وحتمية النزاع العالمي”… وأنها تعبر عن “الأكثرية الصامتة من المسلمين
التي لا يستشيرها أحد”.

يرتكز كتاب “من الذي يتكلم باسم الإسلام؟ -كما يقول مؤلفاه- “على ست سنوات من البحوث
وأكثر من 50 ألف مقابلة تمثل 1.3 مليار مسلم يقيمون في أكثر من 35 دولة تسكنها غالبية
مسلمة أو عدد لا بأس به من المسلمين”.

وقد أظهرت الدراسة أن “المسلمين والأميركيين من المحتمل -بشكل متساوٍ- أن يرفضوا الهجمات
على المدنيين لكونها غير مبررة. وهؤلاء الذين يختارون العنف والتطرف تدفعهم السياسة
إلى ذلك وليس الفقر أو التقوى”.

وتشير الدراسة -كما يقول المؤلفان- إلى أن “من بين الـ 7% من المستَطلعين الذين يعتقدون
أن هجوم الحادي عشر من سبتمبر له ما يبرره، لم يكره أحد منهم حريتنا؟ بل إنهم “يريدون”
حريتنا. إلا أنهم يؤمنون -يضيف إسبوزيتو وداليا- بأن أميركا والغرب بشكل عام يكيلان
بمكيالين ويقفان في وجه المسلمين الذين يريدون تقرير مستقبلهم بأنفسهم”.

كما كشفت الدراسة أيضا “أن الغالبية الساحقة من المسلمين الشباب لا يحلمون بالذهاب
إلى الحرب، وإنما بالحصول على فرص العمل. وبالمثل، عندما جرى سؤالهم عن آمالهم المستقبلية،
قال المسلمون من كافة الأعمار إنهم يريدون أمناً ووظائف أفضل وليس النزاع والعنف”.

كما أظهرت نتائج هذه الدراسة أن “المسلمين عبر العالم لا يريدون العلمانية ولا الثيوقراطية..
إنهم يريدون الحرية والحقوق والديمقراطية”.

كما تعتقد غالبية المسلمين أن “المجتمع يجب أن يُبنى على القيم الإسلامية الدينية،
وأن الشريعة يجب أن تكون مصدر القانون”.

بعبارة أكثر دقة، “تريد غالبية النساء والرجال المسلمين الحقوق والدين، وهم لا يرون
-والكلام دائما لإسبوزيتو وداليا- أن أحدهما هو الذي يجب أن يوجد فقط”.

من ناحية أخرى، يعتقد المسلمون -كما تقول الدراسة- أن “أهم شيء يمكن للغربيين أن يفعلوه
لتحسين علاقاتهم مع مجتمعاتهم هو تغيير وجهات نظرهم السلبية تجاه المسلمين، واحترام
الإسلام وإعادة تقييم السياسات الخارجية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق