الرابطة المحمدية للعلماء

دبلوماسي موريتاني: المغرب شهد تحولات عميقة في عهد جلالة الملك

أكد الدبلوماسي والكاتب الموريتاني، محمد الأمين ولد الكتاب، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أحدث، منذ اعتلائه عرش المملكة سنة 1999، تغييرات جذرية بادية للعيان، كانت لها تداعيات مشهودة على كل جوانب الحياة بالبلاد
    
وقال ولد الكتاب، في شهادة لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الذكرى السادسة عشر لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، إن هذه التحولات العميقة التي شهدها المغرب في عهد جلالته، كان لها تأثير ملحوظ على مكانة المملكة ومدى إشعاعها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

واعتبر الأستاذ الجامعي الموريتاني أن هذه التحولات تمثلت في سلسلة من الإصلاحات السياسية والمؤسسية والاجتماعية، كما تجلت في اعتماد مقاربات جيو-استراتيجية محكمة، ترمي إلى اضطلاع المغرب بدور أكبر وتحقيقه لحضور أوسع على الصعيدين العربي والإفريقي.

وبرأي الدبلوماسي والكاتب الموريتاني، فإن الإصلاحات السياسية والمؤسسية تجلت، على وجه الخصوص، في تعديل الدستور، وتحقيق انتقال سلس إلى الديمقراطية التعددية، وتأمين الحريات الأساسية، وتحرير وسائل الإعلام، وإفساح المجال واسعا أمام العمل الجمعوي، وتكريس الحكامة التنموية الجيدة، واعتماد سياسة التنمية الجهوية واللامركزية الإدارية، وإنشاء وتفعيل مجلس اجتماعي واقتصادي وطني.

وتجلت الإصلاحات الاقتصادية، يضيف ولد الكتاب، في إطلاق مشاريع عملاقة ذات بعد استراتيجي، لعل من أهمها توفير الطاقات المتجددة والمستدامة من خلال استغلال الطاقة الشمسية في منطقة ورزازات الجنوبية، وربط كل أجزاء البلاد بشبكة السكك الحديدية، وتوسيع ميناء طنجة المتوسط الذي سيكون له انعكاس كبير على شمال المغرب برمته، والكهربة الكاملة للعالم القروي.

أما أبرز الإصلاحات الاجتماعية فتتمثل في إقرار مدونة الأسرة، وإنشاء صندوق دعم التنسيق الاجتماعي، وتطوير برنامج “تيسير” الذي يعنى بالأرامل اللائي يعشن في ظروف هشة وكذا أصحاب الاحتياجات الخاصة والنساء المطلقات، وإقامة صندوق للتعويض عن فقدان الوظائف.

وأكد ولد الكتاب أن جلالة الملك محمد السادس أدرك أهمية الرصيد الاجتماعي والثقافي والروحي والسيكولوجي الذي تكون عبر التاريخ بين المغرب والعديد من دول إفريقيا، والذي يمكن أن يكون مرتكزا ومنطلقا لتوطيد علاقات اجتماعية متينة وبناء شراكات اقتصادية مثمرة مع بلدان القارة السمراء على غرار مالي والسنغال وكوت ديفوار والغابون وغينيا.

وقال إن هذا الرصيد المتعدد الأبعاد الذي يتوفر عليه المغرب أكثر من غيره من الدول الإفريقية، “لم يتم استثماره ولا توظيفه على الوجه الأكمل لتكريس العمق الإفريقي للمغرب قبل أن يستشعر جلالة الملك محمد السادس الأهمية البالغة التي يكتسيها والأرضية الخصبة التي يوفرها لتطوير وتعميق العلاقات بمختلف أشكالها مع دول إفريقيا جنوب الصحراء”.

وقال “لا ريب أن استبطان هذه الإشكالية وإدراك كل الأبعاد التي تكتسيها هو ما جعل جلالة الملك محمد السادس يولي عناية فائقة لدول إفريقيا السوداء ويتبنى سياسة ترمي إلى انفتاح مطرد عليها ” .

وأضاف أنه تجسيدا لهذا التوجه، قام جلالته بزيارات لعدد من بلدان القارة، كانت آخرها زيارات العمل والصداقة التي قام بها جلالته لكل من السنغال وكوت ديفوار والغابون والزيارة الرسمية لغينيا بيساو في ماي الماضي.

ولاحظ أن هذه الزيارات الملكية توجت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات شملت قطاعات شتى كالسكن والنقل والبنيات التحتية والصحة والفلاحة والصيد البحري والطاقة والمعادن والماء والكهرباء والاتصالات والقطاع البنكي والمالي.

كما سجل الدبلوماسي والكاتب الموريتاني أن هذه الزيارات تميزت بإطلاق مشاريع في مجالات التنمية البشرية، وتبادل الخبرات، وتعزيز الشراكة الاقتصادية بمختلف أشكالها، وإنشاء لجنة خاصة لمتابعة تنفيذ هذه الاتفاقيات التي تتنزل في إطار ترقية وتوطيد التعاون جنوب جنوب الذي يؤمن جلالة الملك محمد السادس بوجاهته وجدواه باعتباره مقاربة ملائمة لمواجهة مختلف التحديات الناجمة عن العولمة.

وخلص محمد الأمين ولد الكتاب إلى القول “ولا ريب أن الأشواط الكبرى التي قطعها المغرب على طريق التنمية المستدامة والمكانة التي أصبح يتبوأها على المشهد الدولي، تجعل منه قدوة لدول القارة السمراء، وتضع على عاتقه مسؤوليات جساما تجاه هذه الدول لا مندوحة له عن الاضطلاع بها، وهذا رهان يبدو أن جلالة الملك محمد السادس ماض إلى كسبه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق