الرابطة المحمدية للعلماء

“حقوق الإنسان في الأديان” موضوع ندوة علمية في بني ملال

الدعوة إلى تأسيس منظومة حقوقية عالمية تنطلق وترتكز على مرجعية الوحي الخاتم

انطلقت أمس الاثنين 29 يونيو 2009، أشغال الندوة العلمية التي تنظمها جامعة السلطان مولاي سليمان كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بني ملال، والمجلس العلمي المحلي ببني ملال، في موضوع: “حقوق الإنسان في الأديان” بتعاون مع مركز دراسات المعرفة والحضارة، ومختبر مقاصد الوحي والتواصل الديني، ووحدة الدراسات والتتبع والتوثيق بالمجلس العلمي.

وفي كلمته بالمناسبة بيّن الدكتور ناصر أوسكوم عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال أهمية عقد هذه الندوة العلمية في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العالم أجمع، ثم تحدث عن حركة حقوق الإنسان داخل الأديان في الماضي والحاضر؛ ليتساءل عن الدور الذي لعبته الأديان في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان، معربا عن أمله في أن تجيب هذه الندوة عن هذا الإشكال وغيره من الإشكالات التي تؤرق بال البشرية كلها.

من جهته  أوضح الدكتور سعيد شبار، رئيس المجلس العلمي المحلي بمدينة بني ملال، ورئيس مركز دراسات المعرفة والحضارة، أهمية هذا الملتقى العلمي، الذي يهدف إلى شحذ الرؤى والمناهج التي تزود بها الباحثون خلال تكوينهم.

ويبقى هذا اللقاء في نظر الدكتور شبار، لقاء تكوينيا، وتواصليا، ومعرفيا بالدرجة الأولى، والغرض منه تعميق البحث في قضية تعد من أمهات القضايا التي وجب نخلها وإعادة النظر في مضامينها.

وحسب د. شبار؛ فإن اختيار موضوع “حقوق الإنسان في الأديان” لا يعني بحال مخاطبة جهة معينة، أو محاكمتها، بل الهدف هو دراسة القضية المطروحة من زاوية علمية صرفة، ومحضة، مؤطرا ذلك بعدة أسئلة؛ أهمها: هل فعلا للأديان فلسفات تؤطر مفهوم الحق بالنسبة للإنسان؟ لماذا تم استبعاد الأديان في صوغ حقوق الإنسان؟ مؤكدا في الآن نفسه على أن للأديان باعتبارها خطاب تكليفي للإنسان نظرة لمفهوم الحق نفسه، وجب أن تحرر وتبين، وتقدم في شكل علمي ومنهجي.

الدكتور عبد الرحمن العضراوي، رئيس مختبر مقاصد الوحي والتواصل الديني، أكد في كلمته على ضرورة اعتماد علم مقاصد الشريعة في تحليل القضايا ونقد الإشكالات  المعيقة للتواصل الديني والحضاري، والوصول إلى المشترك الصحيح؛ باعتبار علم المقاصد يعمل على ربط الأسباب بمسبباتها، والأحكام بمقاصدها وغاياتها.

ويضيف د. العضراوي أن دراسة حقوق الإنسان في الأديان ضرورة في زمن العولمة، وأمر واقعي تفرضه المؤتمرات المحتشمة لحوار الحضارات، ومن هنا يدعو إلى تأسيس منظومة حقوقية عالمية تنطلق وترتكز على مرجعية الوحي الخاتم، من أجل جعل شعار حقوق الإنسان في خدمة إنسانية الإنسان.
وفي كلمته عن اللجنة التنظيمية للندة، أكد الدكتور إدريس ميموني؛ الأستاذ بكلية الآداب ببني ملال، أن موضوع حقوق الإنسان هو موضوع فطري في الإنسان أولا، ثم إنه يسترعي الرأي العام العالمي، بكل أطيافه وأنساقه. ومن هنا فإن هذه الندوة، حسب د. ميموني، تتغيى الإجابة على إشكالات عديدة تمس جوهر قضية حقوق الإنسان في الأديان.
وقد توزعت أشغال الندوة، التي تستمر ليومين،على ثلاثة محاور:

المحور الأول: حقوق الإنسان في الكتب المقدسة:

ـ في القرآن الكريم والسنة النبوية.
ـ في أسفار العهد القديم.
ـ في أسفار العهد الجديد.

المحور الثاني: دراسات مقارنة بين حقوق الإنسان في الأديان والإعلانات العالمية والدولية.

المحور الثالث: حقوق الإنسان بين مشكلات التطبيق وإمكانات التجاوز.

وتجدر الإشارة إلى أن الندوة عرفت مشاركة مكثفة لثلة من الأساتذة والباحثين، إلى جاني العديد من الطلبة الباحثين، من ماستر الحوار الديني والحضاري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق