مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

جبلة بن حمود الصدفي

 

 

إعداد: دة. أمينة مزيغة    

  باحثة بمركز دراس بن إسماعيل

 

           جبلة بن حمود بن عبد الرحمن بن جبلة الصدفي أبو يوسف، الفقيه العالم الورع الثقة الزاهد الفاضل، ولد سنة ست عشرة  ومئتين.

           قال الحارث: “كان من أهل الخير البيّن، والعبادة الظاهرة، والورع والزهد”.

        قال أبو العرب: “كان صالحاً ثقة، زاهداً سمع منه الناس، وكان سيد أهل زمانه، وأزهدهم”.

        قال أبو سعيد محمد بن سحنون وقد رآه مقبلاً: “إن عاش هذا الشاب، فسيكون له نبأ وهو أزهد أهل زمانه”، وقال: “كانت مع جبلة همة يتيه بها على الخلفاء”.

       قال أبو موسى: “ما رأيت أزهد من جبلة، من أفضل رجال سحنون، وقد علاهم في الزهد، وكان أول شأنه لما نشأ وتعلّم كتاب الله”.

          و قال موسى القطان: من أراد أن يدخل دار عمر بن الخطاب، فليدخل دار جبلة.

         ووقف موسى القطان على قبره، صبيحة موته، فقال له رجل: لقد وفق الله جوار هذا الرجل الصالح- يعني البهلول بن راشد- نفعنا الله به.

          قال عبد الله بن سعيد: “كان جبلة لا يحب ما ظهر من الأعمال بل كانت أعماله كلها خفية حتى الزهد فإنه كان لا يظهر عليه”.

 

          كان رحمه الله تعالى شديدا على أهل البدع مشهورا بمجانبته إياهم، لا يداري فيه أحداً، ولم يكن أحد أكثر مجاهدة منه للروافض، وشيعهم، فنجّاه الله تعالى منهم، ولما دخل عبيد الله إفريقية، ترك جبلة سكنى الرباط ونزل القيروان. فكلم في ذلك، فقال: كنا نحرس عدواً بيننا وبينه البحر، والآن حلّ هذا العدو بساحتنا. وهو أشد علينا من ذلك، فكان إذا أصبح، وصلى الصبح، خرج الى طرف القيروان من ناحية رقادة، ومعه سيفه، وترسه، وقوسه، وسهامه، وجلس محاذياً لرقادة، نهاره الى غروب الشمس، ثم يرجع الى داره. ويقول احرس عورات المسلمين منهم. فإذا رأيت منهم شيئاً، حركت المسلمين عليهم. وكان ينكر على من خرج من القيروان إلى سوسة، أو نحوها من الثغور ويقول جهاد هؤلاء أفضل من جهاد أهل الشرك.

           قال الفقيه ابن سعدون القروي: لما دخل عبيد الله الشيعي القيروان، وخطب أول جمعة وجبلة حاضر، فلما سمع كفرهم قام قائماً وكشف على رأسه، حتى رآه الناس، وخرج يمشي الى آخر الجامع، ويقول: قطعوها قطعهم الله، فما حضرها أحد من أهل العلم بعد هذا.

        سمع من سحنون صحيح السماع منه وروى عنه المدونة وروايته فيها معلومة،  وسمع من عون بن يوسف، وأبي إسحاق البرقي، وداود بن يحيى، ومحمد بن البساط وغيرهم من المصريين والإفريقيين.

         روى عنه: أبو العرب، وعبيد الله بن أبي عقبة، وعبد الله بن سعيد وغيرهم.      

         توفي رحمه الله تعالى سنة سبع وتسعين ومائتين، أو تسع وتسعين ومائتين. وصلى عليه محمد بن محمد بن سحنون في مصلى العيد، لكثرة من اجتمع من الناس، رحمه الله تعالى.

 

مصادر ترجمته:

– ترتيب المدارك وتقريب المسالك 2/380 الترجمة رقم: 363.

– جمهرة الفقهاء المالكية 1/374 الترجمة رقم: 280.

– الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب 1/ 282، الترجمة رقم:193.

– شجرة النور الزكية 1/110 الترجمة رقم: 143.

– معالم الايمان في معرفة أهل القيروان 1/148 الترجمة رقم: 152.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق