مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

توجيهات منهجية لتخريج الأحاديث النبوية في العقيدة موضوع لقاء تكويني بمركز أبي الحسن الأشعري

نظم “مركز أبي الحسن الأشعري للبحوث والدراسات العقدية” التابع “للرابطة المحمدية للعلماء” بتطوان، في إطار أنشطته العلمية والتكوينية، يوم الأربعاء 8 ذوالحجة 1433هـ  الموافق ل 24 أكتوبر 2012م بمقر المركز على الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال لقاء تكوينيا أطره الباحث المتخصص في علم الحديث الأستاذ: “جلال راغون” مؤلف كتاب: “التعليقات الراغونية على المنظومة البيقونية”، والكاتب للعديد من الدراسات والمقالات القيمة في هذا المجال، وقد اختير له موضوع: “توجيهات منهجية لتخريج الأحاديث النبوية في العقيدة” وتبرز أهمية موضوع هذا اللقاء التكويني، من أهمية مسألة تخريج الأحاديث النبوية في البحث العلمي وخاصة في الجانب العقدي منه، ذلك أن الأسانيد المتصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم هي عملية دينية خص الله بها هذه الأمة من بين سائر الأمم، ومن المقرَّر عند العلماء المحققين أنه لا يجوز الاستدلال بالحديث في أي مجال من المجالات إلا إذا كان مقبولا عند المحدثين، والملاحظ اليوم قلة العناية بهذا الجانب؛ بحيث نجد الكثير من الباحثين ينقلون الحديث ويستدلون به دون معرفة بمرتبته، مما يسيء إلى السنة النبوية إذا استدللنا بالأحاديث الضعيفة والموضوعة بدون علم، أو إذا أسأنا فهمها بتأويلات فاسدة لا تستند إلى علم.

بعد الافتتاح بقراءة آيات بينات من القرآن الكريم، تم تقديم ورقة تعريفية بالمحاضر من قبل الباحث بالمركز منتصر الخطيب- مسير الجلسة-  ثم تناول الكلمة رئيس المركز الدكتور جمال علال البختي فرحب بالحضور الكريم باحثين وأساتذة،مركزا الحديث في كلمته التأطيرية- لهذا اللقاء العلمي- حول أهمية تخريج الأحاديث بالنسبة للباحثين، وتوضيح مدى خطورة ذلك على المستوى العقدي وأهميته على المستوى التقني.

ثم تفضل الأستاذ المحاضر بإلقاء عرضه، حيث قسمه إلى ثلاثة محاور:
أولاها حول تحديد مفهوم التخريج وتحدث فيه عن:
1-    التعريف بمفهوم التخريج لغة واصطلاحا.
2-    ذكربعض ما ألف في علم التخريج.
وثانيها بيان حكمه الشرعي:  حيث أورد الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب تخريج الأحاديث النبوية
وثالثها ذكر خمسة توجيهات لحسن القيام بالتخريج، وهي كالآتي:
    التوجيه الأول: ضرورة الرجوع إلى المصادر، وعدم الاقتصار على المراجع. فأول ما يجب على مخرج الحديث الرجوع إلى مصادره، والمقصود بالمصادر في هذا المجال المؤلفات التي يذكر فيها أصحابها الأحاديث بأسانيدهم.
    التوجيه الثاني: ترتيب المصادر بحسب الأهمية أو الأقدمية.
وهناك طريقتان لترتيب المصادر:
الأولى وفق مكانتها عند المحدثين.
والثانية وفق أقدميتها.
    التوجيه الثالث: استعمال العبارات المناسبة لعزو الحديث إلى مصدره بالنسبة؛ كأن يقول: أخرج الحديث فلان في كتابه كذا، أو خرجه، أو رواه.
   التوجيه الرابع: ذكر متن الحديث كما هو في مصدره. إذ من الأمانة العلمية في التخريج أن يذكر الباحث متن الحديث كما هو في مصادره، وليتحقق ذلك فلا بد من الرجوع إلى المصادر، وعدم النقل بالوسائط.
    التوجيه الخامس: بيان مرتبة الحديث من حيث القبول والرد.

وختم محاضرته بمعرفة ثمرة التخريج وهي:
*   ثمرة التخريج معرفة مرتبته من حيث القبول والرد، فيُحتج بالمقبول ويُرد المردود.
وبعد استراحة قليلة لأداء صلاة المغرب وتقديم حفل شاي استأنف هذا اللقاء بفتح باب النقاش تفضل فيه الأستاذ توفيق الغلبزوري بكلمة توجيهية للباحثين حول نفس الموضوع وبيان بعض الأخطاء التي يقع فيها كثير منهم بخصوص تخريج الأحاديث النبوية وعدم عزو روايتها إلى أصحابها في كتب التخريج، وبكلمة توجيهية أخرى لرئيس المركز الأستاذ جمال البختي حول أهمية موضوع التوثيق في الدرس العقدي وما يخلقه الاستدلال بالأحاديث الضعيفة والموضوعة من إشكال بخصوص اعتمادها من طرف بعض دارسي الفكر الأشعري عبر مراحل تطوره، أما باقي التدخلات فكانت تركز غالبا على مطالبة المحاضر بضرورة توسيع موضوع المحاضرة وإيراد نماذج تطبيقية لعملية تخريج الأحاديث النبوية وطريقة ترتيبها حسب الشيوخ والمصادر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق