الرابطة المحمدية للعلماء

تعزيز دور وسائل الإعلام لثقافة الوسطية

الدعوة إلى إنشاء مراكز بحثية متخصصة للدراسات الإعلامية لنشر ثقافة الوسطية

اختتمت نهاية الأسبوع الماضي بطرابلس لبنان أشغال الملتقى الدولي الثاني للوسطية، الذي عقد على مدى يومين تحت عنوان ” تعزيز دور وسائل الإعلام لثقافة الوسطية”.

 وقد دعا المشاركون في المؤتمر إلى إنشاء مراكز بحثية متخصصة للدراسات الإعلامية لنشر ثقافة الوسطية، وإلى بلورة تعاون بين المنتديات الوسطية في العالم العربي، وإلى ضرورة إيلاء هموم الناس الحياتية والاجتماعية والإنسانية والتربوية والثقافية والبيئية والصحية، الأهمية التي تستحقها في وسائل الإعلام كافة، لأن ثقافة الوسطية تفرض مقاربة حاجات الناس بشكل دائم.

كما دعوا الدول العربية إلى وضع ميثاق شرف إعلامي يهدف إلى نقل الواقع بحرية وتجرد مع التأكيد على “مفهوم الوسطية” باعتباره المسار الطبيعي لحماية كيان الوطن.

وقد تناول الملتقى عددا من المحاور منها “تطوير خطاب الوسطية في مواجهة التحديات المستقبلية”، و”قيم الوسطية: الإستراتيجية والأهداف”، و”تطوير الخطاب السياسي لفكر الوسطية”، و”تطوير البعد النهضوي لخطاب الوسطية”، و”التحول السياسي في فكر الوسطية”، و”المعالجة الإعلامية للتطرف والعنف السياسي”، و”دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الوسطية”.

هذا، وقد خلص المؤتمرون إلى توصيات هذه أهمها:

– التأكيد على أن مفهوم “الوسطية” هو المسار الطبيعي الذي لا بديل عنه لحماية كيان الوطن.

– الطلب إلى وسائل الإعلام عموما اعتبار المسائل المرتبطة ب “الوسطية” أولوية ثقافية ينبغي تعميمها من خلال تنظيم ندوات تلفزيونية وصحافية من جانب مجموعة من رجالات الفكر والإعلام وطرح مناقشة فكرة الوسطية.

– تكليف منتدى الوسطية قي لبنان بالتعاون مع المنتديات الأخرى للوسطية في العالم العربي إعداد دليل للمصطلحات الإعلامية المعبرة عن” ثقافة الوسطية” في مواجهة المصطلحات المبتورة التي لا تعكس حقيقة الواقع الوسطي وماهيته.

– دعوة وسائل الإعلام كافة، بما تمثله من دور في المجتمع، إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية الضيقة والحسابات السياسية الآنية والمذهبية، وتعزيز إعلام المواطنة عبر تسليط الضوء على أهمية المواطنة في المجتمع من دون إغفال القيمة المضافة التي تميز لبنان كأرض لتفاعل الحضارات والثقافات.

– دعوة الوسائل الإعلامية الى إرساء مفهوم الإعلام الذي يهتم بقضايا المجتمع والممارسات الديمقراطية ومفهوم الحرية بكل أبعادها والدفاع عن المصلحة العامة لحماية الرأي العام ورفض تحول وسائل الإعلام إلى مجرد وسيلة تركز فقط على الترفيه والتسويق الإعلامي، أو تنزلق إلى التجييش الطائفي والمذهبي الذي يترك مفاعيل سلبية على نهج الاعتدال الذي يشكل سمة الخيارات الوسطية.

– دعوة الأوساط المعنية والمؤسسات الإعلامية إلى صياغة ووضع ميثاق شرف إعلامي مهني منبثق عن منهج الوسطية العقلاني وغير المتطرف، يهدف إلى نقل الواقع بكل حرية وأمانة وتجرد، وذلك كمحاولة رصينة من أجل إرساء ميثاق شرعة إعلامية وسطية، كرافد ايجابي للثقافة الإعلامية.

– دعوة المؤسسات الوسطية إلى إنشاء مراكز بحثية متخصصة للدراسات الإعلامية تؤمن الاتصال مع كافة وسائل الإعلام و ترفدها بكافة المستلزمات الضرورية لنشر ثقافة الوسطية ويكون من ضمن مهمات هذا المركز إنتاج برامج ووثائقيات داعمة لتوجه ” فكر الوسطية” وتذليل العقبات التي تعيق ذلك.

– إطلاق جائزة صحافية خاصة تمنح سنويا لأفضل الأعمال المكتوبة والمسموعة والمرئية في لبنان والعالم العربي التي تبرز قيم الوسطية وتعمل على ترسيخ فكرها و ثقافتها.

– التأكيد على توصيات المؤتمر الأول في جعل هذا المتلقى حدثا سنويا، يلتقي فيه المفكرون والباحثون لمناقشة وتعميم “فكر الوسطية”، وتعميقه وتأصيله في نفوس الناس على كافة الأصعدة والمستويات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق