وحدة الإحياءدراسات عامة

بين الدين والعلم

(الدين وسيلة النجاة، والعلم وسيلة الدين.. والفكر وسيلة العلم، والبحث وسيلة التفكر)

بين الدين والعلم

د. التهامي محمد الوكيلي
(العدد 15)

 توطئة

كانت الآيات الكريمة الأولى التي نزلت على سيد البشرية وسيد الأنبياء المرسلين ولا غرو، محمد صلى الله عليه وسلم أزكى الصلاة والسلام، أن: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم…﴾ (العلق: 1- 5).

ولأن هذه الآيات العزيزة كانت تشكل بداية ظهور “الدين”[1] في كماله وتمام نعمته، لقول الحق عز وجل: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾ (المائدة: 3)، فقد كانت (الآيات الأولى من سورة العلق) إشارة صريحة إلى أمور مبدئية أراد الحق سبحانه أن تكون جلية منذ الوهلة الأولى حول “الدين” ووسائله المتعددة والمتنوعة، وأهم تلك الأمور:

  1. إن القراءة من أجل تحصيل “العلم”[2] تعتبر أولى وسائل “الدين” التي على الإنسان أن يسعى بها إلى علم ما لم يكن يعلم، وبالتالي إلى معرفة خلق الله عز وجل، في تعدد هذا الخلق وتنوعه، وهذا من جملة العلم عن “الأسماء كلها”، والتي علمها الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام في خلقته الأولى (في أحسن تقويم).
  2. إن العلم، الذي هو وسيلة الدين ـ كما سبق قوله في النقطة السابقة ـ هو من عند الله، عز وجل، فهو الذي علم الإنسان بالقلم ما لم يكن يعلمه. ومن ثم فإن كل علم مصدره من غير ذات المصدر؛ أي بغير الوسائل العلمية التي يشملها “القلم”، وهي التي ذكرها كتاب الله عز وجل بأسماء متعددة ومختلفة منها الأنبياء والرسالات، ومنها التفكر، والقراءة، والتذكر، والنظر…فإنه لا يكون علما بالمعنى القرآني الذي سنأتي إلى تفصيله في محله.
  3. إن العلم عن خلقة الإنسان، والتي هي أشرف الخلقات بلا جدال، يدل على ذلك ويثبته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعث في سياقها، ينبغي أن يكون سابقا على جميع أشكال العلم الأخرى والشعب العلمية، ولا ريب في ذلك إذ الله عز وجل يؤكده بقوله وهو أصدق القائلين: ﴿وفي السماء رزقكم وما توعدون﴾ (الذاريات: 22).وقد قدم القرآن الكريم في هذا المقام، ضمن الآيات الأولى من سورة العلق، مفتاحا أول للعلم عن الخلقة البشرية، ورأس خيط على الإنسان أن يأخذ به في بداية البحث عن سر خلقته، ذلك أنه نص على أن الإنسان خلق من “علق” والعلق يدل على معنيين مختلفين ولكنهما متكاملين:

فالمعنى الأول، يشير على الحيوانات المنوية التي تشكل في حد ذاتها وفي قوامها علقات بالمفهوم العلمي لهذا المصطلح.

والمعنى الثاني، يومئ إلى “تعلق” بويضة المرأة بجدار الرحم بعد تلقيحها بالحيوان المنوي، حيث تلتصق بهذا الجدار لتتحول على مراحل إلى مضغة ثم علقة. إننا هنا إذن، أمام أربع حقائق أولى من أول ما ينبغي على الساعي إلى العلم والمعرفة أن يعلمه:

  1. إن عليه أن يقرأ ليعلم لأن ذلك أول وسائل الدين
  2. إن قراءته وعلمه مستمدان بالوجوب من عند العليم الخبير جل علمه وجلت قدرته، وهذا يعني أن العلم لا يمكن أن يؤدي إلى الإلحاد أو الكفر أو الشرك.
  3. إن القراءة والعلم ينبغي أن يبدأ في المجال الخلقي الإنساني قبل أي مجال آخر، ذلك أن الذي يعرف نفسه يسهل عليه معرفة غيره وما يحيط به، ومعرفة ربه، خصوصا أن النفس أو الذات وعاء للمعرفة الدالة على الخالق عز وجل بواسطة مخلوقه.
  4. إن وسيلة العلم والقراءة ينبغي أن يؤديا إلى اليقين التام بأن الله هو الذي خلق، أي خلق كل شيء بدون استثناء، وهذا ما تدل عليه الآية الأولى بالذات، وإن ذلك ينبغي أن يتم باسم الله الخالق سبحانه وتعالى، أي بالاستمداد من علمه وقدرته، وبإرادته المهيمنة على كل المخلوقات بلا جدال.

وإن هذا الفهم، ينبغي أن يجعلنا ننظر نظرة مختلفة وأكثر شمولية وإلماما إلى كل من العلم كوسيلة للدين، والقراءة كوسيلة للعلم، وإلى القلم كوسيلة للقراءة والتعلم، فما هي هذه المفاهيم الأكثر اتساعا لهذه العناصر؟ ذلك ما سنحاول بحول الله عز وجل ومنته أن نتناول بالمناقشة والتوضيح من خلال ما سيأتي.

الدين أولا 

يجمل بنا، قبل التطرق إلى المفاهيم الثلاثة السابق ذكرها أعلاه، أن نحدد موقفنا، بكامل الوضوح، إزاء الفهم الذي ينبغي أن يسود، بيننا كافة، حول “الدين”، ما دام “الدين” هو الأساس في طلب الإنسان للعلم والمعرفة وفي انتهاجه نهج التعلم بواسطة القراءة المرهونة بالقلم.

إن الدين واحد لا يتعدد ولا يتجزأ، وهو ما نزل من عند “الديان” جل شأنه ولذلك سمي “دينا”.

نقول إن “الدين” لا يتعدد، لأن الله، سبحانه وتعالى، جعل للناس كافة دينا واحدا هو الإسلام لقوله عز وجل ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ (آل عمران: 19)، ولقوله جل وعلا: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه﴾ (آل عمران: 85)، وهذا معناه أن الحق عز وجل لا يقبل من عبد أن يزيد على الدين (الذي هو الإسلام) اعتقادات أخرى لا قبل للدين بها، فيجعل بذلك دينه متعددا، وهذا قد أخذ به عدد كبير من المسلمين، عن قصد وعن غير قصد، كالالتزام بحدود الله مع ممارسة اليوغا، مثلا، والتي وإن كانت رياضة جسدية عقلية قد تنفع الجسد والنفس (بمفهوم علم النفس وليس بمعنى الروح) فإنها تقوم على عقيدة بوذية تقول بوحدة الوجود وبالحلول، ذلك أن ممارس اليوغا الحقيقية يذكر اسم الله “أوم” (باللغة السانسكريتية السائدة في الهند) في لحظة الشهيق، معتقدا أثناء تركيزه العقلي بأن “الأوم” (الله) يدخل إلى جسده ويحل به (سبحان الله وتعالى عن ذلك مطلق العلو)! هذا مثال بسيط عن التعدد الذي يأخذ به المسلمون من ممارسي اليوغا، ولا شك أن معظمهم يجهل هذا الخلط، وتوجد أمثلة كثيرة غيره تخص مجالات أخرى وفيرة لا يتسع المقال لذكرها.

ونقول إن “الدين” لا يتجزأ، لأن الحق، عز وجل، لا يقبل من عباده أن يأخذوا ببعض الكتاب ويذروا البعض الآخر أو يكفرون به، وقد وردت في هذا آيات غير قليلة خاطب الحق عز وجل فيها بني إسرائيل في نفس هذا السياق، كما لا يقبل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ المؤمن من كتاب الله نهارا حتى إذا أمسى أخذ من مصدر آخر لا يمت إلى الدين بصلة، فكان هذا العبد مسلم نصفه وكافر نصفه.

وإن هذا الفهم الذي ينبغي أن يسود بيننا حول “الدين” ليجعل القول “بالأديان” قولا باطلا من أساسه لأن الدين لا يجمع، وهذا القول لا يختلف في خطورته وضرره عن القول “ببعض الدين”.

والقائل بالأديان إشارة إلى الرسالات الأربع المنزلة إنما يرمي إلى “الدين” الواحد الأحد الذي يستمد وحدته وانفراده من “الديان” جلت قدرته، وإنما اختلفت الرسالات السماوية من حيث الزمان لتناسب مستويات الفهم وأساليب البحث ووسائل العلم في كل زمان نظرا لتطورها حقبة بعد أخرى، وإنما اختلفت (الرسالات) في مضمونها أيضا، بغية التحقيق التدريجي للقفزات النوعية في مجال الإدراك والوعي الإنسانيين، إذ لو كان “الدين” قد نزل مرة واحدة ودفعة واحدة جامعا كاملا تاما لما استوعبه الإنسان ولما طاقه عقله، وهذا أمر يعرفه الجميع.

ويجرها هذا الفهم إلى نبذ المساواة بين “الدين” و”العقيدة”؛ فالدين ليس العقيدة بتاتا، لأن العقيدة تتعدد، وتختلف بين ما هو ديني نابع من الإسلام في مختلف مراحله التاريخية، كالاعتقاد بوحدانية الخالق سبحانه وتعالى، وبالملائكة، والكتب، والرسل والأنبياء، وباليوم الآخر والبعث، وبالساعة آتية لا ريب فيها…الخ، وهذه اعتقادات متعددة ولكنها من صميم الدين الواحد أي الإسلام في كماله وتمامه، وبين ما هو خارج عن جادة الدين، كالاعتقاد بأن العزيز أو عيسى ابن الله (سبحان الله وتعالى عن ذلك منتهى العلو) كما قال بنو إسرائيل، يهودا ومسيحيين، أو بأن الجنة والنار أمران من صنع العقل الإنساني، بأن الإنسان يلقى بعد موته هذه الصنيعة فيعيشها بأفكاره ومشاعره وليس بكل كيانه وبجسده المتجدد عند البعث كما تشير إلى ذلك آيات الله المحكمة في كتابه العزيز.

وهكذا نفهم أن “الدين” شيء، وأن العقيدة أو الديانة (وهي كل ما يدين به الإنسان سواء كان من الدين المنزل من عند الديان عز وجل أو ملة أخرى مخالفة) شيء آخر تماما، ولذلك وجب علينا عند القول بالعقيدة الإسلامية أن نفهم من هذا الاسم كل اعتقاد جاء به الإسلام، وليس الإسلام كله في تمامه وكماله، وكذلك الشأن بالنسبة للفظ ملة، أي أن نعلم أن مثل هذه الألفاظ لا يدل على “الدين” الذي هو الإسلام بتاتا إلا إذا قرنت بالدين نفسه، كقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿ملة إبراهيم حنيفا﴾ (البقرة: 135. آل عمران: 95. النساء: 125. الأنعام: 161. النحل: 133)، فدل بذلك على ملة معينة بين الملل، تدخل في نطاق الحنفية الإسلامية، ولو كانت العقيدة أو الملة مرادفة للدين لما احتاج الأمر إلى إضافتها إلى الإسلام أو إلى الحنفية أو إلى إبراهيم حتى نعلم أنها من الإسلام.

وإن هذا الأمر، والأمور التي سبقته، لتجعلنا نقر بأن لفظ “الدين” كاف وحده للدلالة على “الإسلام”، لأنه لا يوجد هناك أي دين آخر، وإنما توجد عقائد وديانات وملل ونحل ومذاهب وطرائق…

ها قد تبين لنا مفهوم “الدين” الذي أردناه في قولنا إن العلم وسيلته… إلى آخر المقولة التي نحن هنا بصدد توضيحها، فما هو إذن ذلك “العلم” الذي يجسد وسيلة الدين الذي هو الإسلام في تمامه وكماله، مع العلم أننا نصادف في بحثنا اليومي علوما منها الصالح ومنها الطالح، ومنها المفيد النافع ومنها المحبط الضار المفضي إلى الهلاك؟

إن العلم من حيث كونه وسيلة الدين إلى إحقاق مطلب العبادة التي من أجلها خلق الحق عز وجل الثقلين (الجن والإنس)، هو العلم الذي يتصف بالوحدة والوحدانية شأنه في ذلك كشأن الدين والديان جلت قدرته وجل علمه، فالعلم إذن علم واحد جامع مانع، ويختص به كتاب الله العزيز الذي لم يفرط الله فيه من شيء مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ما فرطنا في الكتاب من شيء﴾ (الأنعام: 38)، وبالتالي فإن تعدد فروع العلم وشعبه ليس سوى عمل من فعل الإنسان الذي اختار منهاج التقسيم بهدف التخصص، ساعيا من وراء ذلك إلى التخفيف من وزن الحمولة المعرفية المراد صبها في وعاء عقله، وقد أدى هذا التقسيم وذاك التخصص بالإنسان إلى فقدان النظرة الشاملة والمتكاملة إلى الأشياء والظواهر والمخلوقات، فصار كل عالم يرى جزءا من الحقيقة فيصدر عليه إصدار حكمه عليها من جانب واحد أو من جوانب دون أخرى.

وهكذا فإن تعدد فروع العلم وتنوعها لا يمسان بتاتا بوحدته وتناغمه وتكامله، وإن الإنسان في سعيه المتعدد والمختلف باتجاه دروب العلم والمعرفة إنما يبحث بالتجربة وبالسبر والتمحيص وبالمقارنة والمقاربة عن نهايات الفروع، وكلما وجد إحداها أو بعضها ازداد اقتناعا بانتمائها على تعددها واختلافها إلى نفس اللحمة العلمية الأصلية، وهكذا وجد علماء الفيزياء الكانطية، وعلماء البيولوجيا، ومهندسو الوراثة، وعلماء الفضاء الكوني والفلك، ورواد الباراسيكولوجيا، الحديثة… أنفسهم بإزاء قانون واحد يحكم الذرات في عناصر المادة، والصبغيات (الكروموزوم) أو الجينات في عناصر الخلايا الحية، والإلكترودات (ELECTRODES) في عناصر الكهرباء والمغنطة والكهرومغنطة، والفطونات (PHOTONS) في عناصر الضوء…الخ، وأدركوا جميعهم بأنهم بإزاء جوهر علمي واحد جامع ومتكامل وبالغ الكمال لا يرون منه إلا جوانب يسيرة ولا يجدون سوى وراء بعض أجزائه بالغة الضآلة.

وإن منهاج التخصص الإنساني هذا هو الذي جعل تحقيق مطلب العلم الحق يحتاج إلى الجمع والتأليف بين جيش غير يسير من العلماء للنظر في الظاهرة الواحدة بقصد فهمها وتفسيرها وإدراك القانون المحكم لوجودها ولحركتها ولسكونها، بينما كان هذا الأمر في الماضي في يد باحث واحد يجمع بين عدة شعب علمية في آن واحد، وهذا ما يجعل العالم الملم بعدة فروع من العلم أقرب إلى فهم تكوينه وتكوين ما حوله، فمثلا، لو شاء عالم البيولوجيا، المتخصص، أن يدخل إلى أسرار خلق الإنسان لما وسعه أن يدرك من ذلك سوى ما يتعلق بتركيب الأنسجة و الخلايا والكريات الدموية والأجسام الأخرى الأكثر دقة كالجينات والصبغيات والحامض النووي (ADN) و(ARN)، ولما نفعه ذلك في فهم تقلب القلوب وتبدل المشاعر والأحاسيس وتطور الأفهام…لأن هذا من اختصاص علم آخر أو علوم أخرى منها علم النفس، والكيمياء الحيوية، والباراسيكولوجيا، وعلم العلاقات السلوكية والاجتماعية أو علم الاجتماع…الخ، ولو أن هذا العالم شاء أن يجمع بين هذه المدارك وبين جوانب أخرى من حياة الإنسان لتطلب ذلك امتلاك نواصي علوم أخرى بالغة التنوع بحسب تنوع الجوانب المطلوبة… وهكذا دواليك.

إن العلم إذن، علم واحد، برغم تقسيم الإنسان التعسفي إياه إلى شعب وفروع غير قليلة، وإن هذا العلم، حتى يكون وسيلة الدين ـ كما سبقت الإشارة ـ ينبغي أن يكون علما منزلا من عند الحق سبحانه وتعالى، أي علما نابعا من الدين أو بمعنى أكثر وضوحا، أن يكون علما خاضعا للناموس الديني خادما مطالب هذا الناموس. وإن هذه المطالب بالذات، لهي ما كان الأنبياء والرسل على امتداد عهودهم وعلى اختلاف بعثاتهم يسعون على تسيير تحقيقها بما كانوا يأتون به ـ وحيا من الله تعالى ـ من تعاليم وشرائع ولكن أيضا، من مفاتيح علمية ورؤوس خيوط معرفية كان لها الفضل في تحقيق كل القفزات والطفرات النوعية التي ميزت الحضارة الإنسانية على مر العصور، وأدت بالتالي إلى تطوير الإنسان وتجديد فهمه ووسائله في الكد والبحث.

وحتى نفصل بين هذا العلم العزيز وأنماط أخرى يطلق الإنسان عليها اسم العلم بينما هي ليست كذلك، سوف نتطرق فيما يلي إلى نوعين من العلم متمايزين ومتباينين تمام التباين.

إن “العلم الحق”، ونسميه هنا “علم العلم”، عندما يتأكد وجوده بدليل المعرفة بوجود ما يثبته، فإنه يخبر عن سر الحياة وسر الموت، ويفك رموز ومشكلات الحياة وشفراتها ببيان حقيقية الأشياء وليس واقع الأشياء فحسب، ذلك أن الحقيقة لا تغيير فيها، وما دام الإنسان يغير آراءه ونظرياته وكذلك القوانين التي يجعلها لنفسه بناء على الواقع، فإن ذلك دليل على عدم توفره على العلم، الذي لا ينطوي ولا ينحني أمام أي تعقيد أو إعجاز كما تفعل النظريات والفرضيات المبنية على ما يستنتج بالملاحظة والتجريب فحسب[3].

ولو بحثنا فيما يدل على هذا العلم الشريف “علم العلم” في آيات القرآن الكريم، أي في تعاليم “الدين” الذي هو الأعرف بوسائله الأنجح، فإننا سنجد في كتاب الله أربعة أوصاف دالة على هذا العلم يمكن ذكرها فيما يلي:

  1. يقول الحق جل جلاله: ﴿وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم﴾ (البقرة: 31- 32).

2.ويقول سبحانه وتعالى: ﴿كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون﴾ (البقرة: 151).

  1. ويقول جل وعلا: ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم﴾ (آل عمران: 18).
  2. ويقول وهو أصدق القائلين: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ (فاطر: 28).

لقد انتقينا هذه الآيات الكريمة الأربع كسند لما نود اقتراحه لتحديد مفهوم العلم الحق، الذي سميناه “علم العلم” برغم كثرة الآيات الواصفة للعلم ووفرتها، ذلك أننا أحببنا أن نقف على حقيقة هذا العلم من خلال أربعة وجوهه مقصودة:

الوجه الأول: يقضي بأن يكون العلم شاملا للأسماء كلها حتى يكون علما حقا، ذلك أن هذا الشرط هو الذي جعل توفره الملائكة يسجدون لآدم عن رضى واقتناع لما لهذا العلم من جلال ومن إحاطة، و”الأسماء كلها” لا يمكن أن تعني بحكم لفظ الكلية” إلا جميع المخلوقات بأسمائها أي بالمعارف المتعلقة بها، ما ظهر منها وما بطن.

ولفظ “الكلية” يدل أيضا على أن الوجود بجميع مخلوقاته (كلها) إنما هو وجود مترابط فيما بين أجزائه ومكوناته بدليل خضوعه لنفس السنة، سنة الله الواحد الأحد، أي لنفس القانون الذي يحكم ـ مثلاـ ثلاثية الموجب والسالب والعنصر المحايد الفاصل بينهما في جميع الموجودات، أو المذكر والمؤنث وطبيعتهما المشتركة، أو النور والظلمات والدين ميزان ضابط وفيصل وفاروق بينهما.

فالوجود كما يقول أبو حامد الغزالي[4] “متصل بعضه ببعض، بمعنى أن كل موجود له بموجود آخر صلة أو صلات، وإذا صح هذا، كان العلم الصحيح بهذا الوجود مجموعة أفكار بعدد الموجودات (كلها) متصلة مترابطة كترابط الموجودات (نفسها) واتصالها”.

ولهذا أيضا، فسر الفلاسفة في المجتمع المسلم المعرفة بكونها “انطباع النفس بصورة العالم حتى تصير عالما مثله”[5]. ومن ثم، فإن إدراك بعض الوجود، أو الجزء الأعظم منه دون باقي الأجزاء، يشكل علما ناقصا، ذلك أن عدم العلم بالروابط القائمة بين البعض الكبير المعلوم والبعض اليسير المجهول يعتبر جهلا بالوجود في كليته وشموليته التي تحصيها “الأسماء كلها” وتدل عليها، وهكذا يظهر جليا أن ورود لفظ “الكلية” مع “الأسماء؛ (أي الموجودات) إنما جاء ليدل على انتفاء النقص في مفهوم تلك الكلية بخصوص العلم بالأسماء (الموجودات) لدى آدم عليه السلام، الأمر الذي استحق أن يشكل برهانا على استحقاقه وقدراته بأن يسجد له الملائكة.

وقد انتبه ابن سينا إلى ذلك الرابط الكلي بين الموجودات على تعددها واختلافها، حيث نجده في كتابه “الإشارات والتنبيهات” يسلك العلم عن الوجود وعن خالق الوجود ضمن أنماط عشرة يأخذ بعضها برقاب بعض حتى لا يكاد القارئ يتبين نقط الفصل بينها.

نخلص من هذا إلى أن الوجود مترابط بين جميع مكوناته مما يدل على احتكامه إلى قانون واحد يدل هو الآخر على صانع واحد، ومن ثم فإن العلم بهذا الأمر، ظاهره وباطنه، لابد أن يكون علما واحدا موحدا في أساسه.

الوجه الثاني: إن العلم هو من عند الله، سبحانه وتعالى، يتنزل من لدنه، عز وجل، على أنبيائه ورسله فيعلمون ذلك للناس ويعلمونهم ما لم يكونوا يعلمون، والمراد هنا بالتنزيل هو فواتح العلوم والمعارف ومفاتيحها، ذلك أن النبوءات والرسالات ما كان لها أن تخوض في تفاصيل العلم وإنما ترك ذلك للإنسان كي يكد في طلبه، ولأن الحق عز وجل لا يحيط عباده بشيء من علمه إلا بما شاء ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء﴾ (البقرة: 255)، فإنه يبين حدود ما يمكن العلم به من خلال ما يرسله إلى الناس عن طريق الأنبياء والرسل من مفاتيح علمية تهدي إلى نصيب معين من العلم في كل حقبة، فلا يستطيع الإنسان أن يتجاوز ذلك إلا إذا شاء الله سبحانه له أن يفعل.

هذا الوجه الثاني من العلم الحق إذن، هو كونه منزلا من عند الله العليم الخبير.

الوجه الثالث: إن العلم ينبغي أن يؤدي إلى التوحيد، أي إلى الاعتقاد الراسخ بأن الله سبحانه: ﴿لا إله إلا هو قائما بالقسط﴾ (آل عمران: 18)؛ أي الواحد الأحد العادل، ومعنى هذا أن كل علم لا يوصل إلى هذه القناعة بالدليل والبرهان فإنه ليس بعلم البتة، مهما تلبس بلباس العلم، ومهما حققه الإنسان على ضوئه من تقدم دنيوي زائل كالسراب.

وإن الذنب هنا ليس ذنب المعرفة، وإنما ذنب الإنسان الذي ينحو بعلمه صوب المنحى المعاكس لما جاء به العلم الحق.

الوجه الرابع: يقتضي أن يكون العلم أداة ووسيلة لمعرفة الخالق سبحانه وتعالى معرفة وافية تدرك بها حقيقة عظمته وقوته وجبروته ويتحقق بها مقام “الخشية” الذي وصف الله، عز وجل، به العلماء.

يفهم من هذه الرباعية أن العلم لا يعد علما حقا إلا إذا شمل الشعب العلمية كلها (الأسماء كلها)، ومن ثم فهو علم واحد جامع ومتكامل، ولا يمكن لهذا العلم أن يأتي إلا من عند الله عز وجل ولذلك كلف، سبحانه وتعالى، أنبياءه ورسله بتبليغ مفاتيحه إلى الناس في مختلف العصور على مراحل، وينبغي أن يؤدي هذا العلم إلى الاعتقاد بوحدانية الحق، عز وجل، وبعدله المطلق (لا إله إلا هو قائما بالقسط ) وأخيرا، أن تنتج عنه الخشية من بأس الله وغضبه ومن موجبات البعد عنه، سبحانه[6].

وإن علما هذا شأنه الجليل، وتلك أبعاده الشاسعة غير المتناهية لا يعقل ولا يجوز أن يكون جزءا، فحسب، من الفلسفة، ومن ثم فإن القول: إن الفلسفة أم العلوم قول باطل، ذلك أن الفلسفة ما هي إلا أفعال وحركات العقل الإنساني وتأملاته ونتاج من نتائج محاولاته طرق أبواب المطلق، إذ الفلسفة محاولة لإدراك الكل بالجزء، والمطلق بالنسبي وذلك محال، بينما العلم الحق الذي تطرقنا إلى أوجهه الرئيسية هو من عند العليم الخبير، فشتان بين ما هو من عند الله العزيز العليم وبين ما هو من نتاج الفكر الإنساني القاصر.

وإن كل علم لا يسير في ذلك السياق الرحب يجوز أن نعتبره إبنا للفلسفة، وبالتالي؛ أن ننظر إليه نظرتنا إلى وسائل العيش الدنيوي وأدواته المتغيرة والمتبدلة وغير الثابتة، لأنه مهما حقق للإنسان من التطور المادي ومن التطاول والإثخان في الأرض، فإنه لا يسعه أن يجلب له الطمأنينة والاستقرار والسعادة الأخروية.

بهذا الفصل بين “علم العلم”، كعلم ينفع في الدارين معا، وعلم لا ينفع إلا في الحياة الدنيا، ولذلك نسميه “علم الجهل”، يمكننا أن ندرك كيف يشكل الأول ويجسد وسيلة الدين الأنجع والأشمل للوصول إلى الحقيقة، فكيف إذن يكون “التفكر” وسيلة العلم إلى الفوز بهذا المقام الرفيع العالي داخل النسق الديني؟.

يقول الحق جل وعلا: ﴿إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا على جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض﴾ (آل عمران: 190- 191)، ويدل قوله هذا على أن خلق السماوات والأرض مهما احتاج التعرف على مكوناته إلى الأخذ بسبيل العلم والبحث فإن الأمر لا ينبغي أن يخلو من تفكر وتدبر يهدفان إلى استخلاص العبرة من نتائج البحث العلمي، وهذا بالذات، يدخل ضمن فعل القراءة، الذي ورد في أول كلمة نزلت عن طريق الوحي على سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، (اقرأ)، ويخطئ من يعتقد أن القراءة هنا لها نفس المعنى المتداول، والذي يفيد التلاوة سرا أو جهرا، ذلك أن معناها في بداية الوحي إنما يدل على مطالعة كل ما هو موجود مطالعة المتفكر المتأمل المستقرئ والمستنبط للقوانين والأحكام، المستنتج للدروس والعبر، لأن هذه القراءة، بالتحديد، هي التي من شأنها أن تجعل العقل ينفتح على ما وراء الموجودات (المقروءات) من كوامن تدل على عظمة الخالق وعلمه وقدرته وإرادته وعلو جده وطوله المطلق، وهكذا يكون العلم دائما وأبدا، مهما اختزنه من المعلومات والمعطيات، في حاجة إلى سبر الأغوار واستخراج المعادن النفيسة الموجودة خلف التجربة الميدانية والمخبرية، ورب عالم وقف على أسرار المادة وعلى مكنونات العناصر وعلائقها ببعضها والعلاقات القائمة بينها وبين باقي العناصر والأشياء فلم ينفعه كل ذلك لأنه لم يجعله يفطن إلى روح العلم وجوهره الخفي الذي يصرخ بكل الأشكال الممكنة وفي كل وقت وحين بلسان حال يقول: ﴿كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾ (الرحمن: 26- 27)، ويقول: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ (البقرة: 255)، ويقول غير ذلك مما يؤكد قول الحق عز وجل الذي لا يحتاج إلى التأكيد: ﴿وإن من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم﴾ (الإسراء: 44).

إن التفكر، إذن، والمبني على الجهد العلمي وعلى رصد الظواهر وإخضاع الأشياء والأفعال للتجربة من أجل استخلاص الدرس الكامن والعبرة الخفية، هو وسيلة العلم الحق، الحقيقية، لإصابة الأهداف المرسومة والمستهدفة بعملية التعلم، ولو قال قائل إن وسيلة العلم هي البحث والتجربة والنتائج المخبرية… لقلنا له: فما نفع ذلك إذا لم يضعها العقل موضع تأمل وتدبر ليستشف خباياها وأسرارها الكامنة؟

غير أن التفكر وحده لا ينفع للوصول إلى نهاية سعيدة للتجربة العلمية الهادفة إلى تكريس الحقيقة الدينية، ذلك أنه بدوره في حاجة إلى أداة موضوعية تعمل في اتجاه تطويع الفكر وصقله، وأيضا باتجاه تحديد المجالات التي ينبغي أن يتم فيها إعمال العقل وتفعيل النظريات العلمية العالقة به، وتلك الأداة ليست إلا البحث والتقصي العلميين. إننا هنا أمام مبنى واضح المعالم والطوابق، ففي أعلاه وقمته القصوى تكمن النجاة، وفي طابق رابع تحت القمة مباشرة يوجد الدين، الطريق الوحيد الموصل إلى النجاة، وتحت هذا يوجد طابق ثالث يحفل بالمعلومات والمعطيات هو عين العلم كأساس للمعرفة، وتحت هذا الخير يوجد طابق ثان مشحون بقوى عقلية مركزة تتأمل وتتفكر في الخبايا والأسرار الكامنة خلف المعلومات والمعطيات المشكلة للنظرية العلمية، وقد اتصل على أرض الواقع تحته مباشرة بطابق أول حافل بالتجارب والبحوث والفحوص التي تشكل روافد لعملية التفكر والتدبر، وتحت كل هذه التركيبة الهرمية يوجد الإنسان، في الطابق الأرضي، ملتصقا بالأرض متطلعا إلى أعلى وطامحا إلى الانعتاق من أرضيته ودونيته التي تجسدها دنياه.

الحياة الدنيا في الأسفل، والنجاة والخلاص في الأعلى، وبين المنزلتين يوجد العلم مسلحا بالتجربة والبحث العلميين وبإعمال العقل المتفكر والمتدبر والمتذكر، ويوجد الدين مهيمنا هيمنة كلية وشاملة على البناء كله باعتباره سيد وسائل الخلاص بلا جدال.

وإن هذا التصور ليجعلنا بدوره ننظر إلى الدين نظرة متجددة وقائمة على الحقائق التالية:

  1. إن الدين ليس رديف العلم، ولا يشكل مع العلم وجهين لعملة واحدة، وإنما الدين مهيمن على العلم جاعل منه وسيلته الدنيوية إلى السعادة الأخروية.
  2. إن القول بالدين العلماني، أو بعلمنة الدين، قول باطل ولا أساس له إلا في الإلحاد، مهما زين ذلك القول للناس بشتى أسباب الزينة اللفظية والجمال البلاغي وبالأساليب المنطقية والكلامية المتاحة، لأن ذلك يبقى مغلوطا عن آخره. ولو جاز للدين أن يلبس لباس العلم للبس حلة العلم المطلق، أي العلم الإلهي البحث، وهذا أمر بعيد عن مجال إدراكنا الواعي.

ومن ثم فإن الذي ينبغي القول به هو “أسلمة العلم”؛ أي إعادته إلى أساسه الأول والطبيعي كوسيلة للدين؛ أي إخضاعه لأحكام الدين فيصير بذلك، وكما كان عند نزوله من عند العليم الخبير صافيا طاهرا، مرآة وجودية موضوعية تنعكس عليها الحقائق الدينية فيتم بذلك تأويلها على أرض الواقع.

  1. إن كل علم لا يندرج ضمن هذا السياق الديني لا يعتبر علما البتة، مهما جاز أن يحققه في عالم الحياة الدنيا، الذي ما هو إلا عالم سرابي زائل لا محالة، من التطور التكنولوجي ومن “الكرامات العلمية الخارقة للعادة” ذلك لأنه لعدم التزامه بتحقيق الطمأنينة الروحية ولعجزه عن تحقيق السعادة الدنيوية، على تواضعها، فإنه لا يؤدي إلا إلى الهلاك في الدارين معا، والعبرة بما ستنتهي إليه الحضارة المادية الوجودية الراهنة.
  2. إن هذا الدين، كوسيلة للنجاة، وذلك العلم، كوسيلة لتكريس الحقيقة الدينية، أي لمطلب العبادة في شموليته وكونيته وفي تنزهه عن حدود الزمان والمكان، ينبغي أن يخيما بهذا المفهوم على المناهج العلمية والتعليمية في المجتمع المسلم قبل غيره من المجتمعات، وفي المجتمع العربي قبل المجتمع المسلم، ذلك لأن العرب أصحاب رسالة، ولأن عبء نشر الدعوة ملقى بلا غرو على كواهلهم، يدل على ذلك بما لا يدع مجالا للشك نزول القرآن مجسدا لتمام النعمة وكمال الدين باللغة العربية وفي قلب شبه جزيرة العرب، وعلى يد نبي عربي هو سيد بني آدم بلا جدال، وإن الاضطلاع بمسؤولية نشر الدعوة في عالم كعالمنا، وعصر كهذا الذي يسوده نمط فكري يجعل العلم هدفا وليس وسيلة وصمام أمام فحسب، يقتضي إبراز الجانب العلمي البحث في الدين، أي في النص القرآني، والذي من شأنه إذا أحسن العرب والمسلمون توظيفه أن يخرص المتشدقين باسم “العلم” و “العلم الحق” منهم براء.

وإنه ليس في وسعنا أن نفعل ذلك، إذا لم نجعل كتاب الله أساس نشاطنا وبحثنا العلميين، وإذا لم نعده إلى مكانته الأولى التي تركه عليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصحابته وخلفاؤه الراشدون، رضوان الله عليهم أجمعين، والتي تختلف كل الاختلاف عما فعلناه به اليوم من تجميد وتحنيط، ومن إقصار على شؤون العبادات ونزر يسير من  المعاملات، مبعدين إياه عن أيدي طلاب الشعب العلمية والعلمية التجريبية البحتة، ومقصرين تدارسه على طلبة الفلسفة والآداب وعلى الشعراء والبلاغيين والنحاة من الذين ليس بوسعهم أن ينظروا إلى كتاب الله من جانبه العلمي التجريبي البحث، فخرجنا بذلك أفواجا من الطلبة نصفهم يحمل كتاب الله ولا يملك الدفاع عنه بوسيلة العلم الحديث، ونصفهم الآخر ممسك أسباب هذا العلم الحديث دون معرفة ولو نسبية كافية بما جاء به كتاب الله من العلم الحق! وفي هذا بالذات يكمن السر فيما عاد إليه أمر العرب والمسلمين من الضعف والتهالك والتآكل برغم كثرة عددهم، وقوة عدتهم، واتساع ثرائهم، وبرغم التشريف والتكليف الذين خصهم الله عز وجل بهما دون الناس كافة، والمتمثلين في نشر دعوة الإسلام في تمامه وكماله.

الهوامش

  1. وضع “الدين” هنا بين مزدوجتين تمهيدا لمناقشة الفهم السائد حوله في موضع لاحق من هذا البحث.
  2. وضعت كلمة “العلم” هي الأخرى.
  3. الإنسان والعقل، للباحث نفسه، إصدار دار الأعماق، الرباط، 1983، ص61.
  4. تهافت الفلاسفة، أبو حامد الغزالي، مقدمة د. سليمان دنيا، ط 7، القاهرة، ص7.
  5. المصدر نفسه.
  6. محمد عزيز الوكيلي، المدارس الباطنية بين العلم والفلسفة والعقيدة والدين، رسالة لنيل دكتوراه الدولة في الدراسات الإسلامية، كلية الآداب بالرباط، 1998، ص109
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق