الرابطة المحمدية للعلماء

باحثون يسلطون الضوء على دور الثقافة الصوفية في تعزيز الحوار

سلط لقاء نظم مساء أمس الأربعاء ببرلين حول ” الثقافة الصوفية ” الضوء على دور مهرجان فاس للموسيقى الروحية في نشر ثقافة التصوف وتعزيز الحوار الروحي الكوني.
    
وشكل اللقاء الذي كان أول فقرة في تظاهرة ثقافية تحت شعار “روح الاندلس اليوم ” المنظمة على مدى ثلاثة أيام بشراكة بين سفارة المغرب ببرلين وجمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية ، فرصة لإبراز عمق رسالة ” السلام والحب ” التي يحملها هذا المهرجان العريق الذي جعل مدينة فاس جسرا للحوار بين الشرق والغرب.

وفي تدخله أكد رئيس جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية السيد فوزي الصقلي ، أن هذا اللقاء استثنائي ومميز إذ يدور حول روح الأندلس والثقافة الصوفية ومكن من جمع باقة من المهتمين والباحثين بهذا الموضوع سواء من فاس أو برلين أو من اسطنبول ومن عمق أفريقيا .

وأشار السيد الصقلي إلى أن كل هؤلاء لديهم رؤية فنية مشتركة وانخرطوا في حوار صوفي وتبادل معرفي في مهرجان فاس ثم قرروا مواصلة الحوار في برلين ودعم هذا المشروع من أجل تعميق التفكير في أسئلة الثقافة والدين.

ويرى السيد الصقلي أن الوعي بأهمية تلاقح الافكار بين ثقافات الشعوب وبالحوار أصبح ضرورة تفرض نفسها في الوقت الراهن ليس فقط من أجل السلم والحب بل من أجل التكامل أيضا.

واستشهد في هذا السياق بمقولة لرائد فن الحكاية الشعبية الافريقية أمادو أمباتي با التي جاء فيها ” إذا كنت تفكر مثلي فأنت أخي وإذا كنت لا تفكر مثلي فأنت أخي بشكل مضاعف لأنك تفتح لي عالما آخر “.

وأشار إلى أن هذا التلاقح بين الأرواح والأفكار ميز فترات من التاريخ التي ألهمت البشرية وطورت من قيمها كما هو الشأن بالنسبة لحضارة الاندلس مستحضرا عددا من الاسماء التي استقام لها تدبير الانفتاح والمعرفة العميقة بالآخر وبحسه الجمالي مثل الأديب الالماني الكبير والمتعدد يوهان فولفغانغ فون غوته الذي كتب مجموعة من القصائد الغنائية استوحاها من أعمال الشاعر الفارسي حافظ الشيرازي. من جهتها أبرزت الأستاذة سلاماتو سو الباحثة في جامعة نيامي بالنيجر ، في مداخلتها عن التصوف في أفريقيا ، أن اللقاء بمثابة رحلة لمهرجان فاس ورح هذه المدينة إلى برلين منوهة بالجهود التي يقوم بها القائمون على هذا المهرجان وبإرادتهم القوية في عملية إشعاع الثقافة الروحية ومنح لحظات مضيئة لرواده .

وفي تطرقها إلى الصوفية في إفريقيا ، أبرزت الأستاذة سلاماتو سو أن حركتها كانت نشيطة وحلت بالكثير من مناطق القارة ، بشمالها وغربها وشرقها ووسطها وجنوبها فتكون الوجدان الديني بفضل متصوفة نشروا طرقهم الصوفية.

وأوضحت أن حلم الأندلس المرتبط بالتصوف ، وصل صداه إلى أفريقيا ، عبر علماء حاولوا نشر فن السلم وفن الحب فسافروا إلى أبعد نقطة في القارة ، معتبرة أن الأندلس ليست تاريخا ولا جغرافية بل هي روح عمت الجنوب فشكل المغرب ذلك الجسر الذي جاءت منه.

وركزت المتدخلة على مفهومين للأندلس الأول ، التلاقح الذي جاءت به والثاني يتلخص في الذاكرة الحبلى بالعديد من الأعلام التي ترى أنه حان الوقت لتعميق دراسة ارثها كمحي الدين ابن عربي الأندلسي .

جدير بالإشارة إلى أن هذا اللقاء الذي تميز بتقديم لوحات لدراويش الطريقة الخلوتية ، إحدى الطرق الصوفية السنية بتركيا ، ساهم في إدارته كل من الأمير رودولف زور ليب، رئيس مؤسسة ” ملتقى الثقافات ” بألمانيا ، والصحافية البارونة فيليتزيتياس دو شونبورن .

ويتواصل برنامج هذه التظاهرة بتنظيم حلقات نقاش بمشاركة شخصيات مغربية وألمانية ودولية ، حول الثقافة الصوفية في علاقتها بمهرجان فاس للموسيقى الروحية ، وإحياء حفلات للموسيقى الاندلسية في فضاءات ثقافية ببرلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق