مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةغير مصنف

الهِجْرَةُ وَمَبْدَأُ التَّارِيخ الإِسْلامِي

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

 

 

بقلم الباحث: د. محمد بن علي اليولو الجزولي

-باحث بمركز ابن القطان-

تمهيد:

      الحَمْد لله مُسْتحق الحمد والثناء، وأفضل الصَّلاة والسلام على سيد الأنبياء، محمد المُهَاجر من مكة إلى المدينة بوحي من ربِّ الأرض والسماء، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين.

      وبعد؛ فإن الهجرة مرحلة خطيرة فَارقية في تاريخ المسلمين؛ حيث فرَّقت بين مرحلتين حاسمتين : الجَاهلية والإسلام، فكانت الهجرة بذلك بمثابة وسَام شرف، وتَاج عز للمهاجرين الأولين من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، حيث أكد المولى سبحانه وتعالى هذا الفضل للمهاجرين في عدة آيات من كتابه العزيز، منها قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[1].

      ولقد جسد الخلفاء الراشدون هذا السبق للمهاجرين الأولين على أرض الواقع، فقدموهم في العطاء والأفضيلة من بيت المال على غيرهم،  فقد أورد البخاري في صحيحه أثرا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رواه عنه ابنه عبد الله قال: «كان فَرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف في أربعة، وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمسمائة، فقيل له: هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة آلاف ؟ فقال: إنما هاجر به أبواه. يقول: ليس هو كمن هاجر بنفسه» [2].  

      فلا غرو إذن أن يتخذ المسلمون حادث الهجرة النبوية مبدءا لتاريخهم يؤرخون بها أيامهم ووقائعهم، ويبنون وفقها تشريعاتهم، وأوقات مناسكهم، ولأهمية هذا الموضوع وقيمته العلمية أفردته بهذا المقال الذي سأتناول فيه إن شاء الله تعالى: تعريف الهجرة لغة واصطلاحا، ثم استعرض كيف أرخت الأمم السابقة لحوادثها ووقائعها، ثم أتناول بعدها بواكر التفكير في التأريخ الإسلامي، وذكر إختلاف الصحابة في مبدأ التأريخ الإسلامي، وأول من أمر بالتأريخ بالهجرة النبوية، ثم أختم بذكر أسباب وضع التأريخ الإسلامي.

       فأقول وبالله اعتمادي وسندي وتوفيقي:

الهجرة لغة واصطلاحا:

الهجرة لغة:

      جاء في مختار الصحاح للرازي في مادة (هجر) قوله: « (الهَجْرُ): ضد الوصل، وبابه نَصَر، (وهِجْرَانًا) أيضا، والاسم: (الهِجْرَةُ)، (والمُهَاجَرَةُ): من أرض إلى أرض: ترك الأولى للثانية، (والتَّهَاجُرُ) التقاطع»[3].

الهجرة اصطلاحا:

     وأما تعريف الهجرة في الاصطلاح ، فباختصار شديد : «هي الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام » كما قال الحافظ ابن العربي رحمه الله في أحكام القرآن[4].  

التأريخ عند الأمم السابقة، وبواكر التفكير في التأريخ الإسلامي.

     لقد كانت الأمم السابقة تؤرخ بحسب الأحداث الكبرى التي وقعت في عصورها وأزمانها، فتكون تلك الواقعة المشهورة مبدأ لتاريخها تُقَوِّمُ وفقها مجريات أحداثها، ووقائع زمانها، عصرا بعد عصر، وفترة بعد فترة وهكذا دواليك، حيث ذكر العلامة المؤرخ السخاوي رواية في ذلك بقوله: «كان بنو إبراهيم عليه السلام يؤرخون من نار إبراهيم إلى بنيان البيت حين بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ثم أرخ بنو إسماعيل من بنيان البيت حتى تفرقوا، فكان كلما خرج قوم من تهامة أرخوا بمخرجهم، ومن بقي بتهامة من بني اسماعيل يؤرخون من خروج سعد وفهد وجهينة بني زيد من تهامة، حتى مات كعب بن لؤي، فأرخوا من موته إلى الفيل، ثم كان التاريخ من الفيل حتى أرخ عمر من الهجرة…ومنها أن حمير كانت تؤرخ بالتبابعة، وغسانا بالسد، وأهل صنعاء بظهور الحبشة على اليمن، ثم بغلبة الفرس. ثم أرخت العرب بالأيام المشهورة، كحرب البسوس، وداحس والغبراء، وبيوم ذي قار، والفجار ونحوه. وبين حرب البسوس ومبعث نبينا صلى الله عليه وسلم ستون سنة» [5].

      هذا هو التأريخ عند الأمم السابقة ؛ لكن مع بزوغ نور الإسلام، وانتشار دعوته في الخافقين، أصبحت  الحاجة ملحة إلى وضع تأريخ خاص بالمسلمين ينظمون وفقه مجريات حياتهم.

        وقد وردت روايات مفادها أن التفكير في وضع تقويم للتأر يخ الإسلامي كان منذ العهد النبوي، فقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق[6] روايتين مرسلتين من طريق الزهري، الأولى تقول: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخ التاريخ حين قدم المدينة في شهر ربيع الأول»، والثانية تقول: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتاريخ يوم قدم المدينة في شهر ربيع».  

      وحكم السخاوي في الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ على الروايتين فقال: «وهذا معضل، والمحفوظ، كما قال ابن عساكر أن الأمر به في زمن عمر، وكذا صححه الجمهور، بل هو الصحيح المشهور، إنه كان في خلافة عمر.. » [7].

      وذكر السخاوي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وليس لهم تاريخ. فكانوا يؤرخون بالشهر والشهرين من مقدمه. فأقاموا على ذلك إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطع التاريخ. ومضت أيام أبي بكر رضي الله عنه على هذا، وأربع سنين من خلافة عمر، ثم وضع التاريخ» [8].

      وعلى أية حال لا يمكن الجزم والقطع على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من أمر بوضع تاريخ للمسلمين مع عدم ورود رواية حاسمة في الموضوع، ما دام أن الوارد فيه مجرد روايات مرسلة لا تصح.

 إختلاف الصحابة في مبدأ التأريخ الإسلامي، وأول من أمر بالتأريخ بالهجرة النبوية:

   إن مما يلفت النظر في بحثنا حول مبدأ التأريخ الإسلامي، تلك الميكانزمات والآليات التي وظفها الصحابة الكرام  للخروج  بقرار موحد حول اختيار حدث محدد من حوادث سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليكون منطلقا للبدء في التأريخ وفقه، حيث تمت هذه العملية الاستشارية  الراقية في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي جمع الناس عام ست عشرة، أو سبع عشرة من الهجرة فاستشارهم من أين يبدأ التاريخ؟ فقال بعضهم:  يبدأ من مولد النبي صلى الله عليه وسلم،  وقال بعضهم: يبدأ من بعثته،  وقال بعضهم: يبدأ من هجرته،  وقال بعضهم: يبدأ من وفاته[9].

     ويؤكد هذه العملية ما أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ترجم له بقوله: باب التاريخ، ومن أين أرخوا التاريخ؟ قال: «ما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من وفاته، وما عدوا إلا من مقدمه المدينة»[10].

      وقد تناول الحافظ ابن حجر  بتفصيل مختلف الأقوال السابقة، ووجهها فقال: «وقد أبدى بعضهم للبداءة بالهجرة مناسبة، فقد كانت القضايا التي اتفقت له ويمكن أن يؤرخ بها أربعة: مولده، ومبعثه، وهجرته، ووفاته. فرجح عندهم جعلها من الهجرة؛ لأن المولد والمبعث لا يخلو واحد منهما من النزاع في تعيين سنته. وأما وقت الوفاة فأعرضوا عنه، لما يوقع تذكره من الأسف عليه. فانحصر في الهجرة. وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المحرم؛ لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم؛ إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة، وهي مقدمة الهجرة. فكان أول هلال استهل بعد البيعة، والعزم على الهجرة، هلال المحرم. فناسب أن يجعل مبتدأ. وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم» [11].

      وبالتأمل في اختيار الخليفة عمر رضي الله عنه التأريخ بالهجرة استخلصت الإفادات الآتية:

1 ـ ترجيح الفاروق الملهم عمر رضي الله عنه أن يبدأ من الهجرة؛ لأن الله فرق بها بين الحق والباطل فجعلوا مبتدأ تاريخ السنين في الإسلام سنة الهجرة؛ لأنها هي السنة التي كان فيها قيام كيان مستقل للمسلمين، وفيها تكوين أول بلد إسلامي يسيطر عليه المسلمون فاتفق فيه ابتداء الزمن والمكان.

2 ـ  البعد الإستشاري في القرارات المصيرية للأمة: فاختيار الخليفة عمر بن الخطاب الهجرة كمبدأ للتاريخ، لم يكن قرارا منفردا، بل كان محل استشارة وإجماع من الصحابة الكرام، الذين شكلوا مجلسا شوريا للحسم في هذه القضية المصيرية من قضايا الأمة، فاستمعوا لكل الأراء والمقترحات في الموضوع.

3 ـ وجود علاقة ترابطية تلازمية بين التنظيم الإداري والسياسي للدولة الإسلامية وبداية التأريخ عند المسلمين.

أسباب وضع التأريخ الإسلامي:

    إن التأريخ الإسلامي له أسبابه الموضوعية التي دعت الصحابة الكرام إلى وضعه والعمل به، وبالرجوع إلى ما كتبه الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، وتلميذه المؤرخ السخاوي في كتابه الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ نقف على مختلف الأسباب والدواعي التي دفعت الصحابة رضي الله عنهم إلى وضع تقويم يضبطون به التاريخ ، فذكرا روايات من ذلك:

*الأولى: تقول «وذكروا في سبب عمل التاريخ أشياء، منها ما أخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه، ومن طريقه الحاكم من طريق الشعبي أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه كتب إلى عمر رضي الله عنه: «إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ» فجمع عمر  الناس. فقال بعضهم: أرخ بالمبعث، وبعضهم أرخ بالهجرة، فقال عمر رضي الله عنه: الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة. فلما اتفقوا قال بعضهم: ابدأو برمضان. قال عمر: بالمحرم؛ فإنه منصرف الناس من حجهم. فاتفقوا عليه»[12].

*الثانية:  مفادها أن أول من أرخ التاريخ يعلى بن أمية كتب إلى عمر كتابا من اليمن مؤرخا، فاستحسنه عمر، فشرع في التاريخ[13].

*الثالثة: «روى أحمد، وأبو عروبة في الأوائل، والبخاري في الأدب، والحاكم من طريق ميمون بن مهران، قال: رفع لعمر صك محله شعبان، فقال أي شعبان؟ الماضي؟ أو الذي نحن فيه؟ أو الآتي؟ ضعوا للناس شيئا يعرفونه» [14].

*الرابعة: «وقيل أن عمر رضي الله عنه لما جمع وجوه الصحابة رضي الله عنهم قال أن الأموال كثرت، وما قسمناه غير موقت، فكيف التوصل إلى ما يضبط ذلك؟ فقال الهرمزان، وهو ملك الأهواز، وكان قد أسر عند فتوح فارس، وحمل إلى عمر فأسلم: «أن للعجم حسابا يسمونه ماه روز، ويسندونه إلى من غلب عليهم من الأكاسرة»، فعربوا لفظة ماه روز بمؤرخ، وجعلوا مصدره التاريخ، واستعملوه في وجوه التصريف. ثم شرح لهم الهرمزان كيفية استعمال ذلك، فقال عمر: ضعوا للناس تاريخا يتعاملون عليه، تصير أوقاتهم مضبوطة فيما يتعاطونه من معاملاتهم…» [15].

الخاتمة:

      وفي الختام أحمد الله  تعالى الذي وفقني في هذا المقال للحديث عن الهجرة ومبدأ التأريخ الإسلامي، سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يتقبل مني هذا الجهد المتواضع، وأن ينفع به، راجيا منه كذلك أن يذخر لي أجره يوم لقائه.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

*****************

 لائحة المصادر والمراجع

1- أحكام القرآن: لمحمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي المالكي راجع أصوله وخرج أحاديثه وعلَّق عليه: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط3، 1424 هـ /2003 م.

2- الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر السخاوي ت: فرانز روزنتال، ترجمة: د. صالح أحمد العلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1407هـ/1986م.

3- تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها، وتسمية من حلها من الأماثل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها: لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر، ت: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، دار الفكر، بيروت، 1415هـ/1995م.

4- الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه: لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري الجعفي، دار ابن كثير، دمشق، ط1، 1423هـ/2002م.

5- فتح الباري شرح صحيح البخاري: لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي، دار المعرفة – بيروت ، 1379هـ.

6- مختار الصحاح: لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، دائرة المعاجم في مكتبة لبنان، بيروت، 1986م.

***********

هوامش المقال:

([1]) ـ التوبة: 100.

([2]) ـ أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب:مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه إلى المدينة (ص: 961)(3912).

([3]) ـ  مختار الصحاح: للرازي(ص: 288)، مادة: (هجر).

([4]) ـ  أحكام القرآن: لابن العربي (1 /611).

([5]) ـ الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: للسخاوي (ص: 136-137).  وقال: حكاه محمد بن سعد عن ابن الكلبي.

([6]) ـ تاريخ دمشق: لابن عساكر (1 /37) باب: ذكر اختلاف الصحابة رضي الله تعالى عنهم في التاريخ، وما نقل فيه من الاتفاق منهم. وابن حجر في الفتح (7 /268).

([7]) ـ الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: للسخاوي (ص: 130).

([8]) ـ الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: للسخاوي (ص: 134).

([9]) ـ انظر تلك الأقوال في  فتح الباري : لابن حجر (7 /268)، والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: للسخاوي (ص: 131).

([10]) ـ أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: مناقب الأنصار، باب: التاريخ، ومن أين أرخوا التاريخ؟ (ص: 966) (رقم الحديث: 3934)

([11]) ـ  فتح الباري : لابن حجر (7 /268)، والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: للسخاوي (ص: 131).

([12]) ـ  فتح الباري (7 /268)، والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: للسخاوي (ص: 131).

([13]) ـ فتح الباري (7 /268) قال: أخرجه أحمد بن حنبل بسند صحيح؛ لكن فيه انقطاع بين عمرو بن دينار، ويعلى، والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: للسخاوي (ص: 132).

([14]) ـ  فتح الباري (7 /268)، والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: للسخاوي (ص: 132).

([15]) ـ الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: للسخاوي (ص: 134).

*راجعت المقال الباحثة: خديجة أبوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق