الرابطة المحمدية للعلماء

الهوية المغربية.. الغنى والتعددية أساس التلاحم المجتمعي

أكد المشاركون في ندوة نظمت، اليوم الأحد بشيشاوة، حول “الهوية المغربية.. الغنى والتعددية أساس التلاحم المجتمعي”، على ضرورة الحفاظ على هذه الهوية بكل أبعادها نظرا للدور الفعال الذي اضطلعت به عبر العصور في ترسيخ قيم التسامح والتعايش وتلاقح الحضارات والثقافات.

وأضافوا أن المغرب بذل جهود حثيثة في مجال تدبير التعددية الثقافية والحضارية، معتبرين أن النموذج المغربي يعكس بجلاء العلاقة الفريدة بين مختلف الثقافات والديانات، ويشكل نافذة على التاريخ والقيم التي تتقاسمها مكونات الهوية الوطنية.

وأشاروا إلى أن هذه الندوة من شأنها تثمين هذه الهوية والحفاظ عليها كتراث مشترك والتأسيس لحركة مجتمعية تتجه نحو بناء مجتمع يجمع بين عراقة التاريخ وقيم الانفتاح والتعدد، مؤكدين أن التعايش بين الحضارات والثقافات الذي ميز المملكة ساهم في صنع مغرب قوي ومتماسك.

وبعد أن أشاروا إلى التجربة المغربية في مجال تكريس الهوية المغربية والحوار بين مختلف الحضارات والثقافات، والتي يؤكد عليها جلالة الملك محمد السادس في خطبه السامية، ذكروا بأن الإصلاح الدستوري الذي باشره المغرب مؤخرا من شأنه تقوية الديمقراطية وضمان الحريات واحترام حقوق الإنسان وإعادة الأمل إلى السلم الاجتماعي وقواعد التعايش من أجل غذ أفضل، يستثمر الخصوصية المغربية التي تتأسس على غنى التعددية.

ودعوا خلال هذه الندوة، التي تتوخى تحسيس الرأي العام المحلي والوطني بخصوص القضايا الراهنة وما يرتبط بالهوية المغربية، إلى ضرورة الحفاظ على ذاكرة هذه المنطقة التي تعايشت فيها الديانتان الإسلامية واليهودية وامتزجت فيها مختلف الثقافات والحضارات العربية والأمازيغية والصحراوية.

من جهته، أوضح عامل الإقليم السيد عبد الفتاح البجيوي أن المغرب يعطي صورة مثالية للتعايش بين مختلف الثقافات والحضارات ويفخر بوحدته وتشبثه بهويته العريقة.

وأضاف أن هذه الندوة ستساهم في إشعاع مدينة شيشاوة فكريا وثقافيا، وستفتح نقاشا مستفيضا للتعريف بمضامين الإصلاحات التي يباشرها المغرب في شتى المجالات، منوها بهذه المبادرة التي تكرم وجها بارزا في مجال حوار الحضارات والثقافات والاقتصاد والفكر.

وناقش المشاركون، خلال هذه الندوة، مواضيع همت “قراءة في مكونات الهوية المغربية”، و”التجربة المغربية في ترسيخ قيم التعايش والتسامح والحوار بين مختلف الثقافات والحضارات”، و”أهمية تحسيس وتعبئة المجتمع من أجل الحفاظ على مغرب موحد”.

وعرفت هذه الندوة مشاركة مدير المتحف اليهودي بالدار البيضاء السيد شمعون ليفي وممثلين عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وباحثين في الثقافة الحسانية، وممثلين عن جمعية “الصويرة موغادور” وجمعية “القدس للبحوث والدراسات بفلسطين”، وأساتذة جامعيين، إضافة إلى ممثل عن الكنيسة البروتستانية بالمغرب.

وتجدر الإشارة الى أن هذه الندوة توجت بتقديم شهادات في حق مستشار جلالة الملك السيد أندري أزولاي، أبرزت بشكل جلي الجهود التي بذلها في سبيل النهوض بقيم التسامح والتعايش بين الديانات والحضارات عبر مختلف بقاع العالم ودوره الفعال في التنمية الاقتصادية والفكرية والثقافية والفنية بالمغرب والصويرة على وجه الخصوص، كما منحت له شهادة تقديرية ومفتاح فخري لمدينة شيشاوة وهدايا رمزية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق