الرابطة المحمدية للعلماء

المنهج النقدي في القرآن الكريم و المراجعات الفكرية للتراث الإسلامي

د.شبار: هدفنا جعل خصائص الوحي متجلية في الفكر والثقافة وفي العلوم

انطلقت صباح اليوم أشغال الندوة العلمية الدولية التي تنظمها شعبة
الدراسات الإسلامية، ومركز دراسات المعرفة والحضارة بكلية الآداب والعلوم
الإنسانية جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال بالتعاون مع الرابطة المحمدية
للعلماء، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، والمجلس العلمي المحلي، في موضوع:
“المنهج النقدي في القرآن الكريم والمراجعات الفكرية للتراث الإسلامي”،
والتي ستستمر على مدى ثلاثة أيام 24ـ25ـ26 يونيو 2008 م.
سيتم
خلالها مدارسة علمية لمجموعة من القضايا؛ منهجية، وفكرية، وحضارية، موزعة على  من أجل وضع اليد على أبرز مواطن الاختلال،
وتقديم المقترحات العلاجية، ومحاولة استخراج المنهج القرآني النقدي الذي به نخل
القرآن المجيد تراث ما قبله في شمولية واستيعاب، وفي حجاج برهاني دامغ، وفي واقعية
إنسانية…

 وفي كلمته بالمناسبة، أبرز نائب عميد كلية
الآداب والعلوم الإنسانية، حاجة الأمة المسلمة إلى استنباط المنهج القرآني النقدي،
واستنباط الخصائص المميزة لهذا الكتاب الكريم. وهذا ما تحاول هذه الندوة ضبطه على
مستويين نظري وتطبيقي، كل ذلك من خلال جلسات ثمانية، موزعة على محاور خمسة أساسية:

ـ
المحور الأول: معالم المنهج النقدي وخصائصه في القرآن الكريم: أصوله وضوابطه.

ـ
المحور الثاني: المراجعات النقدية في العقيدة وأصول الدين.

ـ
المحور الثالث: المراجعات النقدية في التفسير وعلوم القرآن.

ـ
المحور الرابع: المراجعات النقدية في الفقه وأصوله.

ـ
المحور الخامس: المراجعات النقدية في علم التربية والأخلاق.

من
جهته أكد الدكتور خالد الصمدي، المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي
بالمغرب، أهمية موضوع الندوة الذي تعالج في نظره مصطلحين كبيرين مهمين، هما:
المنهج النقدي للقرآن، وتوظيف هذا المنهج في قراءة جديدة مستأنفة للتراث الإسلامي.
كما يشمل نظرة متكاملة تحتوي الرؤية الكلية الشاملة الجامعة بين قراءة الوحي
وقراءة الكون، واستثماره في مراجعة التراث الإسلامي.

وفي
كلمتها بالمناسبة، نيابة عن الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد
عبادي، أوضحت رشيدة زغواني عضو المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء أهمية موضوع الندوة، والتي تأتي في إطار سلسلة  الندوات والأنشطة العلمية التي دأبت الرابطة
المحمدية للعلماء على عقدها، والمساهمة في تنظيمها، وتهدف من خلالها الحفر بمعول
الحكمة والموعظة الحسنة، وتوثيق الصلة العلمية بين عدد من الهيئات العلمية، وطرح
أسئلة منهجية، ورصد بعض المراجعات النقدية القديمة أو الحديثة للكتاب الكريم.
استجابة للتحديات القائمة أمام الأمة كذات علمية وثقافية وأخلاقية.

وأوضح
الدكتور عبد الرحمان العضراوي، في كلمته نيابة عن رئيس المجلس العلمي المحلي ببني
ملال، أن الندوة تعكس العناية الفائقة بالقرآن الكريم، والوعي التام بمقاصده
وغاياته العليا ودورها في صيانة الشرع، من أجل فقه الواقع الشرعي وفقه الواقع
الإنساني على السواء.

وفي
كلمته باسم شعبة الدراسات الإسلامية ومركز دراسة المعرفة والحضارة، واللجنة
المنظمة أكد الدكتور سعيد شبار أن القرآن الكريم باعتباره رسالة ختم سماوية وكتاب
هيمنة وتصديق، قد اشتمل على صور عديدة من المحاورات والمجادلات لأهل الملل والنحل
المغايرة ، وقدم ذلك كله في سياقات حجاجية برهانية متماسكة، مما لا يدع مجالا للشك
في أنه الكتاب الوحيد الذي أحدث ـ وما يزال ـ أكبر مراجعة ملية وفكرية للتراث
البشري السابق واللاحق عليه.

ومن
أجل مدارسة علمية لهذه القضايا، كان اقتراح هذه الندوة من مركز دراسات المعرفة
والحضارة، بالتعاون مع كل المؤسسات السابقة الذكر.

فبحثنا ـ يقول شبار ـ عن المنهاج القرآني هو من خلال
هذه الزاوية، كيف نعيد للعلوم الإنسانية ارتباطها الوثيق بالوحي؟ وكيف نستأنف البناء ونستدرك على مواطن النقص والقصور؟ وكيف نجعل خصائص الوحي والرسالة من عالمية وغيرها متجلية
في الفكر والثقافة وفي العلوم؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق