مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثشذور

الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة

مزيد كمال في التعليم

قال العلامة عبد الرحمن بن خلدون (ت808هـ) رحمه الله في مقدمته، متحدثا عن أهمية الرحلة:
السبب في ذلك أن البشر يأخذون معارفهم، وأخلاقهم، وما ينتحلونه من المذاهب والفضائل تارة علماً وتعليماً وإلقاءً، وتارة محاكاة وتلقينا بالمباشرة، إلا أن حصول الملكات عن المباشرة والتلقين أشد استحكاما وأقوى رسوخا. فعلى قدر كثرة الشيوخ يكون حصول الملكة ورسوخها.

والاصطلاحات أيضا في تعليم العلوم مخلطة على المتعلم، حتى لقد يظن كثير منهم أنها جزء من العلم، ولا يدفع عنه ذلك إلا مباشرته لاختلاف الطرق فيها من المتعلمين، فلقاء أهل العلوم وتعداد المشايخ، يفيده تمييز الاصطلاحات بما يراه من اختلاف طرقهم فيها، فيجرد العلم عنها، ويعلم أنها أنحاء تعليم، وطرق توصيل، وتنهض قواه إلى الرسوخ والاستحكام في الملكات، ويصحح معارفه ويميزها عن سواها، مع تقوية ملكاته بالمباشرة والتلقين وكثرتها من المشيخة عند تعددهم وتنوعهم، وهذا لمن يسر الله عليه طرق العلم والهداية.

فالرحلة لا بد منها في طلب العلم لاكتساب الفوائد والكمال بلقاء المشايخ، ومباشرة الرجال. ﴿ والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم﴾.

المصدر: مقدمة ابن خلدون (3/226)، تحقيق عبد السلام الشدادي، نشر بيت الفنون والعلوم والآداب، الطبعة الأولى (2005).

الكتاب جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام.
المؤلف أبو القاسم بن أحمد البلوي التونسي المعروف بالبرزلي «ت841هـ».
مصادر ترجمته توشيح الديباج للقرافي (266-267)، نيل الابتهاج لأحمد بابا التنبكتي (368-370)، البستان لابن أبي مريم التلمساني (150-152)، شجرة النور الزكية لمحمد بن محمد مخلوف(245). (2/558)، )
تحقيق علي محمد البيجاوي
دار النشر دار الغرب الإسلامي، تقديم وتحقيق محمد الحبيب الهيلة، الطبعة الأولى2002م.
الثناء على المؤلف قال أحمد بابا التنبكتي : «من كتب المذهب الأجلة، أجاد فيه صاحبه ما شاء» . « وحفاظها»

Science

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق