أخبار الرابطة

الرابطة المحمدية للعلماء تطلق متحف العلم والعمران الرقمي

ساد انطباع عند أغلب الناس أن كلمة متحف تحيل في الغالب إلى التمتع الجمالي بالتحف المعروضة فيه، وإذا كان مفهوم المتحف لا يستبعد عنصر المتعة الجمالية والفنية والذوقية، فإن مقاصده تذهب أبعد من ذلك بكثير.

فأصل فكرة المتاحف نابع من أهميتها في الإسهام في حفظ ذاكرة الأمم والشعوب، وفي توفير مادة علمية وآثارية للباحثين في التاريخ والآثار والفنون والعمران بمفهومه الشامل.

ولا يخفى على الباحثين في العلوم التطبيقية والإنسانية الدور الحيوي لما يسمى “الحامل المادي للحضارة” باعتباره مجموع البقايا المادية الدالة على حركة الإنسان في الطبيعة من أجل إنتاج الثقافة على شكل خبرات وتقنيات تتأسس عليها حياته المادية والمعنوية.

فهل يعقل مثلا أن نتخيل مدينة كحاضرة فاس -حرسها الله- دون أن نستحضر مجموع العناصر الحضارية التي أنتجت فوق ترابها على مدى قرون، وحينما يعتبرها العالم تراثا إنسانيا فانطلاقا من تفرد المجموع المعماري والحضاري والفني والإنساني الذي ميزها ولازال يساهم في إلهام حاضرها واستشراف مستقبلها..

ليس غريبا أن يتسابق باحثون من مستوى عال على دراسة حضارة وعمران وفنون مدينة فاس، فما كتب حول القرويين وجامع الأندلس وزخرفة مساجد أخرى كمسجد أبي الحسن المريني، ومسجد باب الجيسة، والمدارس المرينية والعلوية كالبوعنانية والصهريج والشراطين، ومزارات شهيرة كضريح أبي الحسن علي ابن حرزهم وضريح سيدي أبي غالب،وزخرفة المنازل والفنادق والسقايات، وفنون الخزف والنحاس والفضة والجلد والنقش على الجبس والفسيفساء وغيرها يشهد على أن روافد التراث العمراني والفني والحضاري لمدينة فاس، والمغرب بشكل عام، متعددة و ذات غنى كبير..

والحال أن الحامل المادي للحضارة، على شكل آثار وفنون وخبرات وتقنيات يحتاج إلى عمل تفكيكي صارم، يعتمد على الجمع بين الدراسات التوثيقية والعمل الميداني الدؤوب من أجل الوصول إلى وصف تحليلي مكثف في أفق عمل تركيبي يعيد إنتاج مقومات الاجتماع الإنساني على أسس متينة ستؤدي لامحالة إلى إعادة الاعتبار لمعطيات الحضارة في مسارحياة الناس…

ضمن هذا الأفق أطلقنا مشروع متحف العلم والعمران الرقمي، وهو عمل في بداياته الأولى، سيتطور ويزدهر مع استمرار البحث والتنقيب في الوثائق وفي الميدان بفضل من الله…

لزيارة متحف العلم والعمران الرقمي، انقر على الرابط الآتي:
https://www.arrabita.ma/museums/OmranMuseum/index.html

د. جمال بامي

  • رئيس مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية، ومركز علم وعمران بالرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق