الرابطة المحمدية للعلماءأخبار الرابطة

الرابطة المحمدية للعلماء تؤسس مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

يستهل أنشطته بتكريم الشيخ عبد الهادي حميتو أحد المتخصصين في علم القراءات

تنفيذا للتوجيهات السامية لمولانا أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله للرابطة المحمدية للعلماء، بضرورة تعبئة كل الطاقات التي تزخر بها بلادنا في سبيل الارتقاء بالبحث العلمي والأكاديمي، وفي إطار تفعيل المهام المنوطة بها والمحددة بالظهير الشريف رقم: 1.05.210 الصادر في 15 محرم 1427هـ/ 14 فبراير2006، أطلقت الرابطة المحمدية للعلماء يومه الجمعة 06 صفر 1431هـ الموافق لـ 22 يناير 2010، بمدينة مراكش الحمراء، مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة.

ويرأس هذا المركز الدكتور عبد الرحيم النابلسي، أحد المشايخ المسندين بالقراءات العشر البارزين في علم القراءات القرآنية داخل المغرب وخارجه.

وسوف يستهل مركز أبي عمرو الداني أنشطته العلمية، بتكريم الشيخ العلامة الدكتور عبد الهادي حميتو، عضو المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، وأحد أعضاء مكتبها التنفيذي.

ومعلوم أن الشيخ عبد الهادي حميتو يعد أحد المتخصصين المرموقين في علم القراءات القرآنية، وأحد علماء علم التجويد، المتقنين للرسم القرآني. وقد أضاف إضافات نوعية إلى الدراسات القرائية عموما، والدراسات التي تناولت جهود الإمام أبي عمرو الداني على وجه الخصوص، كما يعود له الفضل في تصحيح وتوجيه كثير من الأخطاء المعرفية التي وقع فيها عدد من الباحثين حول هذه العلَم.  وهذا ملخص ترجمته:

هو الشيخ عبد الهادي بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله حميتو، من مواليد 1362هـ / 1943 بنواحي الصويرة إحدى حواضر المغرب الأقصى، قرأ القرءان بمسقط رأسه، وتلقى دراسته بمدرسة ابن يوسف بمراكش، حصل على الإجازة من كلية اللغة العربية بمراكش سنة 1972، وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1979 ببحث قدمه تحت عنوان: “اختلاف القراءات وأثره في استنباط الأحكام” من دار الحديث الحسنية بالرباط، ثم على دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية والشريعة من دار الحديث سنة 1995 ببحث عنوانه: “قراءة الإمام نافع عند المغاربة ” دراسة في تاريخها ومقوماتها الأدائية من القرن الرابع الهجري إلى القرن العاشر”.

وللشيخ عبد الهادي حميتو عدة بحوث ودراسات مهمة جدا في عدد من المجلات والدوريات المحلية والدولية في علوم القراءات القرآنية وعلم التجويد، وغير ذلك، وصدر له مؤخرا كتابان حول أبي عمرو الداني رحمه الله: الأول كتاب: “معجم شيوخ أبي عمرو الداني”، وفيه دراسة وافية حقيقية حول شخصية الإمام الداني، والثاني: “معجم مؤلفات أبي عمرو الداني”.

أما الشيخ عبد الرحيم النابلسي، فقد حفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ عبد السلام، والشيخ مولاي المصطفى البحياوي بروايتي ورش عن نافع وحفص عن عاصم، وصحب ذلك قراءة أصول الشاطبية، وألفية ابن مالك، وجملة من الكتب النافعة الأخرى، كما صحَّح التجويد أيضاً على يد الشيخ مولاي أحمد بن محرز برواية حفص من طريق الطيبة، وعليه حضر التفسير وصحيح البخاري في الحِلَق، كما قرأ النحو بالألفية على الشيخ بن علاّّل، والبلاغة على الشيخ ناجح ، والشيخ ابن عبد الرزاق المؤقت الفلكي، والتوقيت على الشيخ راغب، والفقه بالعاصمية على الشيخ شراع والشيخ الصالحي..

وقرأ على الإمام الكبير فضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات صاحب أعلى سند في هذا الفن في العصر الحالي، ختمات عدة بالمدينة المنورة وبالقاهرة, آخر هذه الختمات ختمة العشر الكبرى بالطيبة مع التحرير من تنقيح فتح الكريم وشرحه، وأجازه بذلك كله، كما أجاز له الشواذ من المنتهى، وقرأ أيضاً ختمات عدة بالعشر من طريق الشاطبية والدرة على العلامة النحرير والحافظ الكبير التقي الولي عبد الغفار الدروبي الجد، وأجاز له بذلك كله, كما قرأ بالعشر من طريق الشاطبية والدرة على المسند الكبير بكري الطرابيشي وأجاز له ذلك، كما أجاز له بكل ما تصح روايته عنه، كما أجاز له الشيخ مالك السنوسي, وعنه أيضاً في السنن والمسانيد والمسلسلات والتفاسير والسير إلى غير ذلك، كما قرأ بالإفراد على شيوخ كثيرين, كما حصل على شهادة الدكتوراه في اللغة والنحو والصرف، وعمل أستاذا لتوجيه القراءات القرآنية بكلية اللغة العربية بمراكش سابقاً.

من أعماله العلمية: أوجه التعليل لمرسوم التنزيل، والتصور القرائي في كتاب سيبويه، وتحقيق كتاب التيسير لأبي عمرو الداني، وتحقيق نظم البارع في قراءة نافع لابن آجروم، وتحقيق كتاب فرائد المعاني في شرح حرز الأماني لابن آجروم الصنهاجي، وتحقيق كتاب القول الفصل في اختلاف السبعة في الوقف والوصل لأبي زيد عبد الرحمن القاضي المكناسي، وتحقيق كتاب غيث النفع للصفاقسي، وتحقيق كتاب الكامل في القراءات الخمسين للهذلي… وغيرها من الكتب النافعة في هذا المجال.

نسأل الله عز وجل أن يجعل هذا المركز في سجل حسنات راعي العلم والعلماء، مولانا أمير المومنين، جلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره. وأن يجعله منارة في خدمة كتاب الله العزيز، وتثبيت دعائم الأمن الروحي لهذا البلد الأمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق