مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

البُهلول بن راشد عابد بلده

  د. أمينة مزيغة باحثة بمركز دراس بن إسماعيل

         البهلول بن راشد أبو عمرو، الحجري، القيرواني العابد، الجامع بين العلم والعمل مع الورع والصلاح والدين المتين، كان ثقة مجتهدا ورعا، مستجاب الدعوة، وأخباره في الزهد كثيرة، ولد سنة ثمان وعشرين ومائة، نشأ البهلول عابدا، ثم صار عالما مجتهدا، ثم أصبح ثقة رائدا، شغل نفسه أولا بالعبادة والذكر، حتى قال فيه مالك بن أنس رضي الله عنه: هذا عابد بلده، وإلى جانب زهده وعبادته عكف على الدراسة والطلب والتحصيل، ثم أخذ يعلم الناس ويفقههم، ويفتيهم، ذاكرا أن هذا التفقيه من أفضل القربات إلى الله عز وجل، سمع من طائفة كبيرة في طليعتها مالك بن أنس، والثوري، والليث بن سعد، وغيرهم.

         وسمع منه سحنون بن سعيد، وخالد بن يزيد، ويحيى بن سلام، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وغيرهم،

         وقال أبو بكر المالكي: “كان البهلول من أهل الفضل والعلم والورع، معروفا بذلك مع العبادة والاجتهاد”.

         قال بن سعيد بن الحداد: “ما كان بهذا البلد أحد أقوم بالسنة من البهلول في وقته، و سحنون في وقته”.

         وقال محمد بن أحمد التميمي: “كان ثقة مجتهدا ورعا مستجاب الدعوة لاشك في ذلك كان عنده علم كثير”.

         وقال سحنون: “كان البهلول رجلا صالحا، ولم يكن عنده من الفقه ما عند غيره”.

         وقال أيضا: “إنما اقتديت في ترك السلام على أهل الأهواء والصلاة خلفهم بمعلمي البهلول”.

         توفي رحمه الله سنة ثلاث وثمانين ومائة، بعد علي بن زياد التونسي بخمسة وثلاثين يوما، بعد أن نكل به العكي أمير إفريقيا، وأثر الضرب والسياط في جسمه، وظل علما من أعلام الزهد والورع، وإماما في الفقه والعلم ومجاهدا لخدمة الناس وإصلاح المجتمع .

        ترتيب المدارك 1/442 رقم 31.

        جمهرة فقهاء المالكية1/365 رقم 266.

        الديباج المذهب 1/276 رقم 188.

        شجرة النور الزكية 1/92 رقم 79.

        الأعلام2/76

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق