الرابطة المحمدية للعلماء

البعد الثقافي في الاتحاد من أجل المتوسط..

الطاهر بن جلون: علاقتنا بأوروبا تحكمها نظرتنا لأنفسنا

شدد الكاتب المغربي الطاهر بن جلون خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة منتدى أصيلة بدعم من جمعية دار ثقافات العالم بعنوان “البعد الثقافي في الاتحاد من أجل المتوسط..أوروبا والمغرب العربي” ضمن فعاليات مهرجان أصيلة الدولي في دورته الواحدة والثلاثين علي ضرورة التفكير في تشكيل معالم مشروع فكريّ يأخذ بعين الاعتبار مكوّنات مجتمعاتنا المغاربية الحضارية وتطلّعاتها إلى الحرية والتنمية والاستقرار.

وأضاف الكاتب المغربي المقيم بالقارة العجوز أن التفكير في تشكيل مشروع فكريّ يمكن به أن نسائل الآخر في تصوّراته عن مدى قدرتنا على نشر القيم الإنسانية المشتركة والدفاع عنها من خلال حوارات حضارية تتغيّا التواصلَ والمنفعةَ العامّةَ، وهو ما يمثل السبيلَ إلى حضورنا في الفكر الغربي و”زعزعة يقينياته، والأحكام المسبقة والصور النمطية التي يحملها عنا”.

وأوضح بن جلون وفقا لصحيفة “العرب اللندنية” أن ما يحدد علاقتنا بأوروبا هو نظرتنا لأنفسنا، ثم نظرة الأوروبيين لنا، مؤكدا على تنامي ظاهرات حضارية سلبية في الوطن العربي منها خاصة النّظرة الدّونية التي تحملها النخبة العربية عن مجتمعاتها واعتبارها إيّاها ما تزال دون مستوى فهم الأحداث العالمية.

وتناول عضو أكاديمية غونكور علاقة الفكر الغربي بواقع الشعوب العربية وبخاصة منها شعوب شمال إفريقيا، حيث يرى أنّ هذا الغرب الذي تدّعي بعض شعوبه تجاوزَ فكرة الاستعمار والدعوة إلى المساواة وتعميم مفهومها بين شعوب الأرض، غربًا تحكم منظوماته السياسيّة والفكريّة والاجتماعيّة “النظرة الاستعلائية” للشعوب الأخرى، وتخفّي بعض أوساطه السياسية ووسائل الإعلام فيه وراء سوء فهمنا وجهلنا الكبير بما يصلح لنا لمعاشنا وتنميتنا وبُنانا الفكرية عامّة.

وأكد انه يفعل ذلك بما يشبه سوء النيّة أو التعاطي معنا بعين مفتوحة وأخرى مغمضة عن حقوقنا وحقائقنا في كون شعوبنا تتوفّر مؤهلات ثقافية كبيرة و لها طاقات بشرية تفوق أحيانًا وفي مجالات معي|نة ما للغرب من طاقات ماديّة.

واعترف بن جلون بأنه لا يمكن مسح التاريخ الاستعماري من أرشيف صُدور شعوبنا وأذهانها لما خلّفت تلك الفترة التي غزانا فيها الغرب من انجراحات عميقة طالت في الإنسان المغاربيّ هُويّتَه وحاضرَه ومستقبلَه وجعلها مفتوحة فيه لم تندمل بعدُ بل إننا نجد تجلياتها في ما يكتب مفكرونا المغاربيون في ما تعلّق بشأن العلاقة بين دول ضفتي البحر المتوسط،

اختتم المفكر المغربي حديثه أنه لا يمكن استسهال الشعوب وفرض سياسات دولية عليها دون العودة إليها في شكل استشارات صادقة عامّة، مشيرا إلى أننا مدعوون إلى إجراء نقد ذاتي إذ لا يمكننا أن نقدم أنفسنا للضفة الشمالية للمتوسط بشكل قوي وموحد إذا لم ننجح في التبادل الثقافي بيننا على الصعيد المغاربي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق