مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

الإضافات المَجازيّةُ أو النُّعوتُ، في الخطاب السياسيّ والاجتماعيّ المُعاصر:

 

من مَظاهرِ العصرِ تَداخُلُ العناصرِ وتَفاعُلُها ائتلافاً وتَنافياً تناسُباً وتناقُضاً، فَما كانَ بالأمسِ مرفوضاً أصبحَ اليومَ مألوفاً وما كانَ بعيداً أصبَحَ بتغير المَقاييس حاضراً ومُلازماً،وقَد عبّرَ الخطابُ الاجتماعيّ السّيّاسيّ عن هذه الظّاهرةِ وعَكَستها مُصطلحاتُه ومَفاهيمُه، حتّى باتَت من المُتلازمات الاصطلاحيّة بعدَ أن كانَت من المتنافراتِ.
وأقصدُ بالمُتلازماتِ الاصطلاحيّة تلكَ الألفاظَ الاصطلاحيّةَ ذات المَعاني المُحدَّدَة، وتتقاربُ فيما بينها في الحقل الدّلالي المألوفِ أو الاصطلاحي، بحُكم العادَة في الدّلالة والاستعمال،فيُجمَعُ في كلّ مُتَلازمةٍ اصطلاحيّةٍ بين لَفظيْن قد يكونان متباعدَيْن متنافرَيْن أو متقاربَيْن مؤتَلفَيْن، فالمُتلازماتُ ذاتُ أساس تداولي أو اصطلاحيّ لأنّها مجموعة ثابتةٌ تحمل معنى خاصاً.
وقيمةُ المتلازِماتِ الاصطلاحيّة تكمنُ في تحديث المعجم العربي، وتطوير منهج البحث الاصطلاحي والمعجمي، وتُساعد في حوسَبَتِه. فالحاجةُ ماسّةٌ إلى جَمع التعابير الاصطلاحية والسّياقيّةفي العربية اليومَ، وتصنيفِها بحسب أقسام الكلم، أو بطريقةٍ من طرقِ التذصنيفِ المُعجميّ الاصطلاحيّ، وتحليلِ العَلاقات اللفظيّة والمَعْمويّة التي تربط بين مفرداتها، أي بين مفردات كلّ مُتلازمةٍأختارُ أنموذجاً محدوداً جداً من هذه المُتلازماتِ: من هذه العبارات الاصطلاحيّة المُتَداوَلَة اليومَ في الخطابِ السياسيّ والاجتماعيّ المُعاصِر:
– الفُجورُ السيّاسيّ [ولَم يعُدْ الفُجورُ قصراً على الأخلاق]
– الذّعارَة الفنّيّة [لأنّ الفنّ قد يخرجُ عن مقاصده إلى غير ما اصطُلِحَ عليْه]
– السِّلم الاجتماعيّ [والسّلم ضدّ الحَرب، فتحوّل من ميدان االوَغى إلى مَيْدان الصّراع الاجتماعيّ]
– اللّعبَة السّياسيّة [ويُعْنى بها الخطط أو الاستراتيجيّات المَنحوَّةُ في علاقات التّدبير السّياسيّ]
– عُنف المَجالس: وهو مُصطَلَح حديثٌ جداً أسفَرَ عنه رَفعُ الصّوت في المحاوَرات والطاولات المُستديرَة والمناظَرات والندوات… فنُقلَ العُنفُ من القوّةِ الجسديّة والتّعنيف الجّسديّإلى القَهر النّفسيّ الذي يُمارسُه رافعُ الصّوتِ على مُخاطَبِه.
– الإرهاب الفكريّ: ويُرادُ منه نقلُ الترويع والتّخويف من حَقلِ الإكراه الجسديّ إلى القَمع الفكريّ والنّفسيّ، وهذا المصطلح يدخلُ في دائرة الحِجاج، وطريقَة الإقناع التي تتخذُ رفعَ الصوت وشكل الحوار وسيلةً من وسائل المناظرَة أو المحاوَرَة 
– الأمن الرّوحي، والأمن الغذائيّ، والأمن القوميّ، وهي متلازماتٌ ذوات معانٍ متقاربة، وكلُّ زوجٍ منها مؤلَّفٌ من متباعدَيْن في الأصل…
وكأنّي بأبي مَنصور الثّعالبيّ، يُمكن أن يُعدَّ أنموذجاً في هذا الفنّ، على اختلافٍ في المَقاصد وطريقةِ الجمع والتّصنيف … وذلك في كتابِه: ثمار القُلوب في المُضاف والمنسوب، والشّاهدُ عندَنامن الكتابِ تراكيبُ الإضافَة الموزّعةُ على الحُقول الدّلاليّة . وهذا الذي أنشأه الثّعالبيّ مشروعٌ معجميّ يُمكن أن يُحتَذى ويُطوَّر.

من مَظاهرِ العصرِ تَداخُلُ العناصرِ وتَفاعُلُها ائتلافاً وتَنافياً، تناسُباً وتناقُضاً؛ فَما كانَ بالأمسِ مرفوضاً أصبحَ اليومَ مألوفاً وما كانَ بعيداً أصبَحَ بتغير المَقاييس حاضراً ومُلازماً،وقَد عبّرَ الخطابُ الاجتماعيّ السّيّاسيّ اليومَ عن هذه الظّاهرةِ وعَكَستها مُصطلحاتُه ومَفاهيمُه، حتّى باتَت من المُتلازمات الاصطلاحيّة بعدَأن كانَت من المتنافراتِ.

 

وأقصدُ بالمُتلازماتِ الاصطلاحيّة تلكَ الألفاظَ الاصطلاحيّةَ ذات المَعاني المُحدَّدَة، وتتقاربُ فيما بينها في الحقل الدّلالي المألوفِ أو الاصطلاحي، بحُكم العادَة في الدّلالة والاستعمال،فيُجمَعُ في كلّ مُتَلازمةٍ اصطلاحيّةٍ بين لَفظيْن قد يكونان متباعدَيْن متنافرَيْن أو متقاربَيْن مؤتَلفَيْن، فالمُتلازماتُ ذاتُ أساس تداولي أو اصطلاحيّ لأنّها مجموعة لفظيةٌ ثابتةٌ تحمل في مجموعها مَعنى اصطلاحياً خاصاً.

 

وقيمةُ المتلازِماتِ الاصْطلاحيّة تكمنُ في تَحديث المُعجم العربي، وتطوير مَنهج البَحث الاصْطلاحيّ والمعجميّ، وتُساعد في حوسَبَتِه. فالحاجةُ ماسّةٌ إلى جَمع التعابير الاصطلاحية والسياقية في العربية اليومَ، وتصنيفِها بحسب أقسام الكلم، أو بطريقةٍ من طرقِ التّصنيفِ المُعجميّ الاصطلاحيّ، وتحليلِ العَلاقات اللفظيّة والمَعْنويّة التي تربط بين مُفرداتها، أي بين مفردات كلّ مُتلازمةٍ.

 

وأختار فيما يَلي، أنموذجاً محدوداً جداً من هذه المُتلازماتِ من أجل التّمثيل: من هذه العبارات الاصطلاحيّة المُتَداوَلَة اليومَ في الخطابِ السياسيّ والاجتماعيّ المُعاصِر:

    الفُجورُ السيّاسيّ [ولَم يعُدْ الفُجورُ قصراً على الأخلاق في أصلها بل تعدّاه إلى الأخلاق السّياسيّة]

    الذّعارَة الفنّيّة [لأنّ الفنّ قد يخرجُ عن مقاصده إلى الاستباحَة والاستغلال والإثارَة]

    – السِّلم الاجتماعيّ [والسّلم في الأصل ضدّ الحَرب، فتَحوّل من ميدان االوَغَى إلى مَيْدان الصّراع الاجتماعيّ،        تحوُّلاً مجازياً]

    اللُّعبَة السّياسيّة [ويُعْنى بها الخطط أو الاستراتيجيّات المَنْحُوَّةُ في عالَم التّدبير السّياسيّ]

   ـ عنف المَجالس: وهو مُصطَلَح حديثٌ جداً أسفَرَ عنه رَفعُ الصّوت في المحاوَرات والطاولات المُستديرَةوالمناظَرات والندوات… فنُقلَ العُنفُ من القوّةِ الجسديّة والتّعنيف الجسدي الى القهر النّفسيّ الذي يُمارسُه رافعُ الصّوتِ على مُخاطَبِه. وهذا المصطلح يدخلُ في دائرة الحِجاج، وطريقَة الإقناع التي تتخذُ من رفعِ الصّوت وشكل الحوار وسيلةً من وسائل التّمكين للراّي، أو الإكراه النّفسيّ غير المباشر أو التّهويل، وهو ضربٌ من ضُروب المناظرَة أو المحاوَرَة

   الإرهاب الفكريّ: ويُرادُ منه نقلُ التّرويع والتّخويف من حَقلِ الإكراه الجسديّ إلى القَمع الفكريّ والنّفسيّ

    الأمن الرّوحي، والأمن الغذائيّ، والأمن القوميّ، وهي متلازماتٌ اصطلاحيّةٌ ذواتُ معانٍ متقاربة، وكلُّ زوجٍ منها مؤلَّفٌ من متباعدَيْن في الأصل…

 

وكأنّي بأبي مَنصور الثّعالبيّ، يُمكن أن يُعدَّ أنموذجاً في هذا الفنّ، على اختلافٍ في المَقاصد وطريقةِ الجمع والتّصنيف… وذلك في كتابِه: ثمار القُلوب في المُضاف والمنسوب، والشّاهدُ عندَنامن الكتابِ تراكيبُ الإضافَة الموزّعةُ على الحُقول الدّلاليّة لا غيرُ، وإلاّ ففرقٌ بين موضوع الكتاب وموضوعنا هذا، وعلى ذلك، يظلّ هذا الذي أنشأه الثّعالبيّ مشروعًا معجميًّا يُمكن أن يُحتَذى ويُطوَّر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق