مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينغير مصنف

الإصابة فيمن غزا المغرب من الصحابة محمد أبو راس بن أحمد بن ناصر المعسكري (ت 1238هـ)

 

 

 

بقلم: عبداللطيف السملالي

لم تنحصر جهود العلماء والمؤلفين المتقدمين والمتأخرين في التعريف بطبقات الصحابة وتنويه بالأعمال التي اضطلعوا بها في خدمة الإسلام، وإبراز سني فضائلهم وجليل مناقبهم، وذكر مروياتهم التي تلقوها غضة من فم النبي عليه الصلاة والسلام فقط، بل حرصوا على تتبع آثارهم حيثما حلوا وارتحلوا لنشر دعوة الإسلام، ولبث ما تعلموه من هدي النبي عليه الصلاة والسلام في البلاد التي احتضنت جموع الفاتحين الذين نالوا مكانة وتقديرا في تلك الديار، ولم يكن أولئك الفاتحون سوى بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجمع غفير من التابعين رضوان الله عليهم، الذين أبلوا البلاء الحسن واسترخصوا كل غال ونفيس في سبيل نصرة الدين وإعلاء كلمته في الآفاق.

و لم يكن مؤلفو كتب التاريخ والمغازي وفتوح البلدان بمنأى عن الاهتمام بتنقلات الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في أطراف البلاد المفتوحة، منوهين بمساعيهم الجليلة  أثناء قيادتهم جيوش الفتح الإسلامي الزاحفة نحو بلدان الشمال الإفريقي، ولما كانت أخبار الصحابة في تلك الكتب ممزوجة بين حوادث التاريخ الشهيرة، ووقائع الفتوحات الكثيرة ومراحلها الممتدة من بلاد مصر إلى أطراف المغرب الأقصى، بادر بعض المؤرخين وفي أزمنة مختلفة إلى تخصيص فصول في مؤلفاتهم للحديث عن الصحابة الذين نزلوا بلدان المغرب (الأدنى والأوسط والأقصى)، ومن أهم المؤلفات التي اعتنت بذلك:

ـ طبقات علماء إفريقية: لأبي العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي (ت 333هـ).  (ذكر من دخل إفريقية من الصحابة والتابعين). ص11 ـ 16.

ـ تاريخ المصريين. لعبدالرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي (ت 347هـ). نص في مجموع الكتاب على صحابة كثيرين شهدوا فتح إفريقية.

ـ معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان.  لأبي زيد عبدالرحمن بن محمد الدباغ الأُسَيْدِي الأنصاري (ت696هـ) وأكمله وعلق عليه أبو القاسم بن عيسى بن ناجي التنوخي (ت839هـ). (من دخل إفريقية من كبار الصحابة)، و(من دخل إفريقية من صغار الصحابة ممن ولد على عهد رسول الله ولم يره). ص71 ـ 179.

ـ المؤنس في أخبار إفريقية. لمحمد بن أبي القاسم الرعيني ابن أبي دينار(توفي حوالي 1111هـ). (في فتح جيوش المسلمين إفريقية وذكر كل أمير دخل إليها في زمن الصحابة وفي زمن التابعين). ص 22 ـ 34. 

ـ الخلاصة النقية في أمراء إفريقية. لمحمد الباجي بن أبي بكر المسعودي البكري (ت 1279هـ). (ذكر بعض من دخل إفريقية من الصحابة). ص 65 ـ 27.

ـ  الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى. لأحمد بن خالد الناصري السلاوي (ت 1315هـ). (ذكر من دخل المغرب من الصحابة مرتبة أسماؤهم على حروف المعجم). 1/  101 ـ 105.

ولأهمية موضوع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الذين دخلوا فاتحين بلدان المغرب الممتدة ـ زمن الفتح الإسلامي لشمال إفريقياـ من طرابلس إلى طنجة لنشر تعاليم الدين الحنيف في تلك الأقطار، نهض بعض العلماء بإفراد هذا الموضوع المفيد بالتأليف، متتبعين من خلال مصادر عديدة أخبار الصحابة الذين انتقلوا في فترات مختلفة إلى بلاد شمال إفريقيا، ومن بين أهم المصنفات التي طرقت هذا الموضوع مباشرة:

ـ الإصابة فيمن غزا المغرب من الصحابة. لمحمد أبوراس بن أحمد بن الناصر المعسكري (ت 1238هـ).   (موضوع هذه الورقة).

ـ  الكشف المعرب عمن دخل من الصحابة المغرب. لمحمد بن أحمد العبدي الكانوني الآسفي (ت1357هـ). قال المؤرخ عبدالسلام بن سودة عنه: (يقع في عدة كراريس … فرغ منه سنة 1346هـ موافق 1927م).

ـ رقة الصبابة فيمن دخل المغرب من الصحابة. لمحمد بن عبدالسلام السايح الرباطي (ت 1368هـ).

ويعتبر كتاب الإصابة فيمن غزا المغرب من الصحابة. لمحمد أبوراس بن أحمد بن الناصر المعسكري (ت 1238هـ)، أحفل كتاب طرق موضوع الصحابة الذين كانت لبعضهم قيادة الجيش الفاتح، وكثير منهم انضووا تحت ألوية قادتهم، الذين أظهروا قوة بأسهم في الحرب، وشدة عزيمتهم في بلوغ الغاية المنشودة، ولما كانت أخبار أولئك الرجال الأبطال جديرة بالتدوين، وسيرة أولئك الصحابة الكرام رضوان الله عليهم حرية بالتذكير بها، بادر العلامة المؤرخ محمد أبوراس المعسكري إلى وضع هذا التأليف الجامع المفيد، وقد بيّن مقصد عمله، وحدد الخطوط العامة لتأليفه في طالعة كتابه حين قال:

(إن أحق ما تطمح إليه النفوس، ويكون لها به الخلاص في اليوم العبوس، علم الأخيار التي تصلح لمجالسة ومسامرة الجليس، ويكون بها نعم الأنيس، ولا سيما سير الصحابة، أهل العلم والعزم والإنابة، خصوصا من غزا المغرب، ونأى عن أوطانه وتغرب، وحالت بينه وبينهم بحار، ومفاوز وقفار، وخاطر بنفسه، ونبذ وراء ظهره مالا وولدا، وقرع لامتثال أمره مع البرابرة قوما لُدًّا…..

ونظمت من غزاه منهم ومن مات فيه وقبر، ومن رجع لأهله وسمر وسميته: (كتاب الإصابة فيمن غزا المغرب من الصحابة).

ولم أذكر من غزاه معهم من التابعين إلا القليل رضي الله عنهم أجمعين، مبتدئا بأول أمير غزاه، وأخلد فيه مزاياه، لأن الأمير كشجرة يستظل بها رعاياه).

أدرج المؤلف من خلال ما بينه أعلاه تراجم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ممن شاركوا في الفتوحات الإسلامية لبلدان المغرب، وقد أدركت المنية بعضهم هناك وأقبروا في الديار التي نزلوا بها، وكثير منهم بعد عملية الفتح قفلوا راجعين إلى أوطانهم.

وأول ما بادر إليه المؤلف هو التحديد الجغرافي لمصطلح المغرب الذي كان يراد به المنطقة الممتدة أطرافها من بحر القلزم شرقا إلى بحر المحيط غربا، مشيرا إلى أهم قواعد تلك البلدان وما تزخر به من منابع مائية كثيرة.

وبعد ذلك شرع المؤلف في بسط أسماء الصحابة بتفصيل الذين كان لهم نصيب أوفر في عملية الفتح، مدققا في تلك العملية هل كانت صلحا أم عنوة، مبينا كيف انطلقت تلك الفتوحات من القيروان إلى مختلف مدن إفريقية والمغرب والأندلس جزر البحر الأبيض المتوسط، ومُبْرزًا أهم مراحل الفتح وأهم القادة الذين تولوا تلك العملية بحكمة وتبصر، ومنوها بمزاياهم وأعمالهم وخصوصا قادة الفتح الأوائل: عمرو بن العاص، عبدالله بن سعد بن أبي سرح، مُعَاوية بن حُدَيْج.

ومجموع ما تسنى للمؤلف جمعه من أسماء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين على اختلاف درجة صحبتهم، ممن كان لهم حضور في عملية الفتح ثلاثة وخمسون صحابيا، وكان معتمده في تعداد أسمائهم أساسا على كتاب (معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان) الذي يعد أوسع مصدر تتبع فيه مؤلفه أسماء الصحابة الذين دخلوا إفريقية، بعد أن توثقت لديه الأدلة على نزولهم بتلك الديار، وحرص العلامة أبوراس على مراجعة مؤلفه فيما كان يقرره أحيانا، والتعليق على ما سطره من أقوال.

و يمكن تصنيف الصحابة المترجم لهم في هذا الكتاب ممن نصت كتب المتقدمين على دخولهم بلدان المغرب إلى ثلاثة أقسام:

    ـ من غزا إفريقية من كبار الصحابة.

    ـ من غزوا إفريقية وعُدُّوا صحابة بالمولد.

    ـ من غزا إفريقية ممن اختلف في صحبتهم.

وقد أدرج المؤلف في كتابه بعض النصوص التي تؤكد دخول الصحابة فاتحين بلاد إفريقية منها: (روى ابن أبي الربيع الجيزي وابن منده من طريق خالد بن عمران عن سلمان بن يسار أنه سئل عن النفل في الغزو، فقال: لم أر أحدا يعطيه غير معاوية بن حديج نفلنا الثلث بعد الخمس، ومعنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من المهاجرين الأولين أناس كثير. فأبى جبلة بن عمرو الأنصاري أن يأخذ منه شيئا).

كما أكد هذه الحقيقة التاريخية ابن خلدون في تاريخه عندما تحدث عن جيش عبدالله بن سعد بن أبي سرح الذي أمره عثمان بن عفان على غزو إفريقية سنة 26هـ قائلا: (وكان في جنده مشاهير الصحابة جمع عظيم).

ومن أشهر الصحابة الذين غزوا إفريقية نذكر:

1- عمرو بن العاص: فتح المغرب الأدنى، بلاد فزان وودان والواحات. (ذكر ذلك ابن خلدون عن المسعودي).
2- عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
3- عبدالله بن الزبير بن العوام: أبلى البلاء الحسن في فتح إفريقية، كان في صفوف جيش عبدالله بن أبي سرح (شق الصفوف وظفر بجرجير).
4- معاوية بن حديج: يقول ابن خلدون: (ثم بعث معاوية بن أبي سفيان بعد الاجتماع عليه، معاوية بن حديج السكوني من مصر لا فتتاح إفريقية سنة خمس وأربعين).
5- عبد الله بن عباس: كان في صفوف جيش عبدالله بن سعد بن أبي سرح عندما فتح إفريقية، وهو الذي تولى قسم غنائمها لما قتل جزجير.

وقد بسط المؤلف تفاصيل شاملة ودقيقة عن حياة هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم، راجع في سبيل صياغتها مصادر متنوعة بداية من كتب فتوح البلدان، وكتب معرفة الصحابة، وتواريخ البلدان.

وتتفاوت تراجم الكتاب بين القصر والطول على حسب ما توفرت للمؤلف من معلومات، فيذكر بالمناسبة التي قدموا فيها فاتحين بلدان المغرب واسم قائدهم، مشيدا أحيانا بمجموع الروايات التي تحملوها عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولم تفته الإشارة إلى الأعمال العمرانية التي بادروا إليها في تلك البلدان مثل: تأسيس المدن تشييد الجوامع والمساجد، وحفر الآبار.

ومن خلال مطالعة الكتاب وإمعان النظر في التراجم التي صاغها المؤلف، تدرك سعة اطلاع المؤلف على مصادر متنوعة من كتب المتقدمين والمتأخرين، مع إعمال النظر النقدي في الأخبار الواردة فيها وتقرير الوجه الصواب من خلال الحجج الصريحة التي اعتمدها، ومن أهم موارد هذا الكتاب:

– فتوح إفريقية. محمد بن عمر الواقدي (ت207هـ).
– التاريخ الكبير. محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ).
– الطبقات الكبرى. محمد بن سعد بن منيع ابن سعد (ت 230هـ)
– الطبقات. خليفة بن خياط العصفري البصري (ت 240هـ).
– المؤتلف والمختلف. علي بن عمر الدارقطني (ت 385هـ).
– معرفة الصحابة. محمد بن إسحاق ابن مَنْدَه (ت 395هـ).
– معرفة الصحابة. أحمد بن عبدالله أبو نعيم الأصبهاني (ت 430هـ)
– الاستيعاب في معرفة الصحابة. لأبي عمر يوسف بن عبدالله ابن عبدالبر  (ت463 هـ).
– الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب. علي بن هبة الله بن جعفر ابن ماكولا (ت475هـ).
– تاريخ دمشق. علي بن الحسن ابن عساكر (ت571هـ).
– أسد الغابة في معرفة الصحابة. علي بن محمد ابن الأثير (ت 630هـ).
– الرياض النضرة في مناقب العشرة. أحمد بن عبدالله محب الدين الطبري (ت694هـ).
– معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان. الدباغ (ت696هـ)/ ابن ناجي التنوخي (ت839هـ).
– تجريد أسماء الصحابة. محمد بن أحمد الذهبي (ت 748هـ) .
– البداية والنهاية. إسماعيل بن عمر ابن كثير ( ت 774هـ).
– ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر. عبدالرحمن بن محمد ابن خلدون (ت 808هـ).
– التاج والإكليل لمختصر خليل. محمد بن يوسف المواق (ت 897هـ).
– حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة. عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911هـ).
– نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض. أحمد محمد عمر الخفاجي (ت1069هـ).
– المؤنس في أخبار تونس. محمد بن أبي القاسم ابن أبي دينار(توفي حوالي1111هـ).

 ولا يخلو الكتاب من وقفات نقدية في بيان وهم، أو التنبيه على خطأ، أو التعليق على خبر وارد في كتب من تقدمه من العلماء، وفيما يلي بعض ما سطره المؤلف في هذا الجانب في كتابه:

ـ ( ذكر لي علماء القيروان أن فاطمة بنت عبدالله بن عمر بن الخطاب كانت فيمن أتى للمغرب، وأوقفني على قبرها مكتوبا على سارية صغيرة من رخام على رأسها. والله أعلم، كيف كان ذلك، لأني لم أقف من ذكرها أنها رضي الله عنها ممن غزا المغرب) ص61.

ـ ( الذي شاع عند أهل إفريقية أن حالقه [صلى الله عليه وسلم] في حجة الوداع أبو زمعة البلوي، لا أصل له، فإن أخذوه من كلام ابن ناجي المتقدم فليس فيه دليل على ذلك). ص68. 

ـ ( وأما عبدالرحمن بن غنم الأشعري فعدّه محمد بن الربيع الجيزي فيمن دخل مصر فقط، وهو عنده صحابي، وهو وهم منه بل تابعي، قاله العراقي…). ص66.

ـ ( ذكر عبدالغني بن سعيد عن ابن يونس أن الحارث بن تبيع وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم شهد فتح مصر. ولم نر من قال أنه دخل المغرب، وإنما دخله الحارث بن حبيب). ص77.

ـ ( وأما كعب بن عاصم الأشعري، وكعب بن عدي بن حنظلة التنوخي، وكعب بن بياضة العبسي، فلم يجاوز أحد الثلاثة مصر لغزو المغرب). ص 91.  

ـ وتعليقا على كلام المؤرخ ابن أبي دينار صاحب كتاب: (المؤنس في أخبار إفريقية) حينما قرر أن الفتح الإسلامي لإفريقية تم في ثلاث مراحل: الأولى سنة 34هـ، والثانية سنة 40هـ، والأخيرة في خلافة  معاوية، قال العلامة محمد أبو راس المعسكري: (قلت أما غزوة سنة أربعين فليست بصحيحة؛ لأن في تلك السنة قتل علي، وبويع ابنه الحسن بالخلافة رضي الله عنهما، ولم تثبت عنهما غزوة في أيامهما لا للمغرب ولا للكفرة؛ لأن عليا اشتغل بقتال الخارجين عنه، والحسن لما بويع جمع جموعه  فكانوا أربعين ألف مقاتل بايعوه على الموت، ثم زحف بهم لمعاوية، ولقيه معاوية بجنوده فسلم له الحسن شفقة منه على سفك دماء المسلمين، أما غزوة أربعة وثلاثين ففيها خلاف، والظاهر عدم صحتها). ص46.

ومما تجدر الإشارة إليه أن العلامة محمد أبوراس المعسكرى لم يورد تفاصيل عن الفتح الإسلامي للمغرب الأقصى ومن نزلها من صغار الصحابة، واكتفى بذكر عمليات الفتح التي خاضها عقبة بن نافع الفهري في هذه البلاد التي دخلت تحت طاعته.

وعاد المؤلف في خاتمة الكتاب ليؤكد أن ما تم له جمعه بين دفتي هذا الكتاب من أسماء الصحابة الكرام الذين غزوا بلدان المغرب، هو نزر يسير وعدد قليل، مع العلم أن أول جيش غزا هذه البلدان قُدِّرَ عَدَدُهُ بعشرين ألفًا. ويوضح العلامة المؤرخ أبوراس سبب ذلك قائلا: (فالصحابة رضي الله عنهم الذين فتحوا المغرب أكثر مما ذكرته بكثير، وإحصاؤهم عسير، لعدم اعتناء من قبلنا بذلك في سالف الدهور، وأغفلوا التأليف عمن غزا المغرب منهم، وأخرجه من الظلمات إلى النور). ص105.

 وخلاصة القول إن كتاب: (الإصابة فيمن غزا المغرب من الصحابة). لمحمد أبوراس بن أحمد بن الناصر المعسكري، تميز عن غيره من المؤلفات السابقة عليه بالإحاطة الشاملة بأسماء الصحابة المنصوص على مشاركتهم في فتح بلدان المغرب، ولم يكتف مؤلفه بذكر أسمائهم فقط كما صنع الأولون، بل اجتهد في وضع ترجمة مفصلة عن كل واحد منهم، مع ذكر الأعمال التي خلدوها في تلك البلدان، مستعينا بمصادر كثيرة ومتنوعة، مع التنبيه على الأخبار غير الصحيحة التي شاعت عن دخول بعض الصحابة إلى شمال إفريقيا.

ولقد ظل كتاب (الإصابة فيمن غزا المغرب من الصحابة) للعلامة محمد أبوراس المعسكري قابعا في زوايا النسيان عقودا من الزمن، يُدْرَى خبره ولا يعرف أثره، إلى أن بادر الدكتور أحمد الطويلي إلى إحياء رسمه والاعتناء بمتنه، وتحقيق نصوصه، وقد نشرته المطبعة العصرية بتونس سنة 2010م. يقع في 152 صفحة.  

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق