مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

الإرشاد إلى تقريب الاعتقاد

إعداد:

الدكتور عبد الله معصر، رئيس مركز دراس بن إسماعيل

الدكتور مولاي إدريس غازي، باحث بمركز دراس بن إسماعيل.

فإن قلت الاعتقادات إن جعلت داخلة في مسمى الإسلام فهو خلاف تفسير النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل؛ لأنه جعلها مسمى الإيمان، ولم يجعلها من مسمى الإسلام، وهو صريح قوله في حديث ابن أبي شيبة: (الإسلام علانية والإيمان في القلب)، وإن جعلت غير داخلة فيه لزم أن تكون الأعمال الظاهرة بدون الاعتقاد إسلاما مع أن ذلك نفاق، قلت: الاعتقاد وإن كان غير داخل في حقيقة الإسلام المفسَّر بالإقرار والأعمال لكنه شرط في الاعتداد بالإسلام شرعا، فيلزم من انتفاء الاعتقاد انتفاء الاعتداد بالإسلام واعتباره، لا انتفاء وجوده بدليل قوله تعالى:( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )، وذلك أعني عدم انتفاء وجوده أصلا عند انتفاء الاعتقاد دليل على خروج الاعتقاد من حقيقته.

فإن قلت كلام الناظم يقتضي دخول الاعتقادات في مسمى الإسلام الكامل؛ لأن قوله: “طاعة الجوارح الجميع” إلخ شامل لها، قلت: بل هي خارجة بقوله قولا وفعلا؛ لأن الاعتقادات ليست قولا ولا فعلا، بل هي كيفيات قائمة بالنفس الناطقة، فإن قلتَ: هي مكلف بها ولا تكليف إلا بفعل فهي أفعال، قلتُ: التكليف بها تكليف بأسبابها المؤدية إليها كإلقاء الذهن، وصرف النظر، وتوجيه الحواس، ورفع الموانع، نعم يدخل في مسمى الإسلام الكامل أعمال القلب كالنية والرضى والتوكل وحب الله ورسوله؛ لأن قوله: قولا وفعلا شامل لها، فإن قلتَ: هي لا تدخل في قوله في الحديث: “الإسلام علانية”، قلتُ: الحديث فيه تغليب الأعمال الظاهرة على الأعمال الباطنة؛ لأن الخصال الظاهرة أكثر، أو المراد بالإسلام ما يحكم به شرعا لمن يشاهد منه.

شرح العالم العلامة البحر الفهامة شيخ الشيوخ سيدي محمد الطيب بن عبد المجيد المدعو ابن كيران المولود سنة 1172هـ المتوفى بمدينة فاس 17 محرم سنة 1227 على توحيد العالم الماهر سيدي عبد الواحد بن عاشر قدس الله سرهما آمين، ص 119 -120.

(طبع على نفقة الحاج عبد الهادي بن المكي التازي التاجر بالفحامين)

مطبعة التوفيق الأدبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق