الرابطة المحمدية للعلماء

اختتام الدورة 8 للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام

إعلان الرباط يدعو إلى جعل الإعلام في الدول الإسلامية في خدمة الحقيقة التعبير عن هموم وانشغالات المواطنين

صادق المشاركون في الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، التي اختتمت أشغالها أمس الأربعاء، على إعلان الرباط، الذي يدعو إلى جعل الإعلام في الدول الإسلامية في خدمة الحقيقة والتعبير عن هموم وانشغالات المواطنين.

كما دعا الإعلان إلى تحلي الإعلام في البلدان الإسلامية بأقصى قدر من المهنية والموضوعية في نقل الوقائع والأحداث، والتعاطي مع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل احترام التعددية والتنوع في الرأي ونهج متواصل للانفتاح على العصر، مع التشبث بثوابت الأمة والحرص على ممارسة واسعة للحرية بروح عالية من المسؤولية.

واسترشادا بمضامين الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، إلى المشاركين في المؤتمر، والتي حثهم فيها على مضاعفة الجهود الهادفة إلى تمكين وسائل الإعلام في منظمة المؤتمر الإسلامي من الارتقاء من بمستوى أدائها، في مراعاة للتنوع والتعددية واحترام الأخلاقيات مع التحلي بالمسؤولية، دعا الإعلان إلى تعزيز العمل الإسلامي المشترك على الواجهة الإعلامية.

ومن جانب آخر اعتبرت الوثيقة أن تصحيح صورة الإسلام في وسائل الإعلام الأجنبية وإبراز قيمه السمحة وموروثه الثقافي الغني وحضارته العريقة، لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا عبر تفاعل إعلامي رصين مع العالم الخارجي، من خلال خطاب ملائم وآليات تواصل تنسجم مع ذهنيته.

ولتحقيق هذا الهدف، دعا إعلان الرباط إلى التأهيل الذاتي لوسائل الإعلام في الأقطار الإسلامية وتوحيد جهودها وخبراتها من أجل إنجاح برامج العمل المشترك، في إطار هياكل منظمة المؤتمر الإسلامي والانفتاح على التوجهات المناصرة لحوار الثقافات والأديان والحضارات.
وشددت الوثيقة بهذا الصدد، على ضرورة التصدي إعلاميا لكل أشكال التعصب والعنصرية والكراهية واللاتسامح، وذلك اعتبارا لدور الإعلام في تعزيز البناء الديمقراطي للمجتمعات والتربية على قيم المواطنة ونشر ثقافة حقوق الإنسان وإشاعة آليات الحكامة الجيدة وترسيخ سلوك الشفافية والمساءلة.
وأكدت أن ربح رهانات التنمية والتقدم في الدول الأعضاء في المنظمة، يستدعي امتلاك التكنولوجيات الحديثة للإعلام والانخراط في سيرورة مجتمع الإعلام والمعلومات والمعرفة، وتوفير كل المستلزمات الضرورية لتحقيق هذا الهدف وتمكين أطر البلدان الأعضاء في مجال الإعلام والاتصال من برامج التكوين.

وشددت بهذا الخصوص على جعل إعلام البلدان الإسلامية فضاء لمناقشة القضايا المرتبطة بتدبير الشأن العام وضمان الحق في الوصول إلى المعلومة وحق الولوج إلى وسائل الإعلام العمومية والاستفادة من كافة خدماتها دون إقصاء أو تمييز.

وعلى صعيد آخر حيى إعلان الرباط الدور المتميز لوسائل الإعلام بالبلدان الإسلامية في فضح العدوان الإسرائلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مع حثها على الاستمرار في إبراز الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني ونصرته، حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وجلاء الاحتلال الإسرائلي عن الأراضي العربية.

وفي هذا الإطار دعا الإعلان وسائل الإعلام بالبلدان الإسلامية، إلى الالتزام بدعم كل الجهود المبذولة من أجل تحقيق الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني والامتناع عن أي سلوك إعلامي من شأنه إذكاء الخلافات والانقسامات في صفوفه.
وندد الإعلان بالمضايقات التي تقوم بها إسرائيل في حق الصحافيين لمنعهم من نقل صور التقتيل والدمار، خاصة إبان العدوان الأخير على غزة، مؤكدا على أهمية مواصلة وسائل الإعلام بالبلدان الإسلامية جهودها لفضح مخططات تهويد مدينة القدس الشريف وما يرافقها من انتهاكات متكررة للأماكن المقدسة في هذه المدينة المحتلة.
وكانت أشغال المؤتمر التي افتتحت صباح أول أمس الثلاثاء، قد انكبت على دراسة عدد من القضايا ذات الصلة بمجال الإعلام والاتصال في العالم الإسلامي. كما ناقشت أشغال المؤتمر الذي تميزت بتوجيه رسالة ملكية سامية، عدة قضايا تتعلق أساسا بتجديد آليات العمل الإسلامي المشترك، وإنجاز نقلة نوعية كفيلة بدعم وتقوية وحدة الأمة الإسلامية.

(عن و.م.ع بتصرف)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق