الرابطة المحمدية للعلماء

أوضاع الأمة الإسلامية في مائة عام!

اختتمت يوم الثلاثاء 20 محرم 1429هـ الموافق لـ 29 يناير 2007 م أشغال المؤتمر الدولي
حول “تنميتنا والخطاب الإنساني العالمي”، والذي نظمه، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة
الملك محمد السادس، مركز الدراسات والأبحاث بمؤسسة خالد الحسن، بشراكة مع جامعة محمد
الخامس السويسي، وبتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، وذلك بالمقر الدائم للمنظمة الإسلامية
للتربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو) بالعاصمة المغربية الرباط.

وقد عرفت جلسات المؤتمر حضوراً مكثفاً لرجال الفكر والمعرفة بالوطن الإسلامي، وكذا
العديد من المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين القاطنين بالعاصمة الرباط، بالإضافة إلى
عدد كبير من الطلبة والباحثين.

ففي كلمته باسم المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، أكد الدكتور مصطفى الزباخ على أهمية
استحضار إشكالات التنمية على ضوء الواقع السياسي والاقتصادي للأمة الإسلامية، دون إغفال
دور المسلمين في المساهمة في صياغة خطاب إنساني يرَشِّد مسارات التنمية في العالم.

ودعا في آخر كلمته المجتمع الدولي للتحرك عاجلا لإنقاذ الشعب الفلسطيني من “براثن الهيمنة
والوحشية الإسرائيلية”، منادياً بضرورة العمل على إنشاء تكتل ثقافي إسلامي يدعم قضايا
التنمية التربوية والثقافية في المجتمعات الإسلامية كما العالمية .

وفي السياق ذاته اعتبر سعيد خالد الحسن، رئيس مركز الدراسات والبحوث بمؤسسة خالد الحسن،
أن الخطاب الإنساني المشترك يستمد أساسه من التلاقح والتفاهم القائم على العدالة والمساواة
والحق المشترك، وأن موضوع التنمية من بين أهم القضايا التي يجب الاهتمام بها، داعيا
إلى تكثيف جهود كافة الجهات المسؤولة لتحقيق تطلعات المجتمعات الإسلامية في الأمن والتنمية
المتكاملة، وكذا تحرير القارة الإفريقية من الضغوطات المحيطة بها.

وأعلن في ختام كلمته عن تأسيس وحدتين دراسيتين تابعتين لمؤسسة خالد الحسن تعنى الأولى
بالدراسات الإفريقية، والثانية بدراسات النظم والقيم.

ومن جهته أوضح عبد الرحمن رضا، ممثل جامعة محمد الخامس السويسي، أن استدعاء مفهوم التنمية
على أساس التحيزات المعرفية والسياسية للأمة الإسلامية سيساعد بشكل أكبر على استيعاب
واقعنا واستشراف مستقبلنا لتحقيق التنمية للمجتمعات والشعوب الإسلامية.

وتميزت كلمة ممثل البنك الإسلامي للتنمية أحمد بن علي بالإشادة بالدور الذي لعبه البنك
الإسلامي للتنمية في المساهمة في تحقيق أهدافه المرجوة من خلال مشاريعه ومبادراته التنموية،
وأهمها محاربة الفقر .

وفي كلمتها أشارت نادية محمود مصطفى إلى الدور الايجابي والفعال الذي يقوم به “مركز
الحضارة للدراسات السياسية” الذي تشرف عليه، وقدمت أيضا فكرة عن حولية “أمتي في قرن”
التي تهتم بدراسة ورصد أحوال الأمة العربية من مختلف الجوانب، واعتبرت أن مشاركة هذه
المؤسسات جميعها في عقد هذا المؤتمر هو نجاح لهذا الأخير.

يُذكر أن مؤتمر “تنميتنا والخطاب الإنساني العالمي” تناول تقرير “أمتي في قرن” الذي
يصدره مركز الحضارة للدراسات السياسية بمصر بالدراسة والتحليل، كما توزعت أشغال المؤتمر
على مدى يومين في شكل حلقات نقاشية ومحاضرات تناولت مواضيع متنوعة حول الإسلام والسياسة،
والإسلام في النظام الدولي، ومفاهيم التنمية والإصلاح والتحرر، والمجتمع الأهلي بمؤسساته،
والإسلام والتغيير في إفريقيا وأوراسيا والأمريكيتين، والأمة وقضية الأقليات، والحقوق
بين الفرد والجماعة، ومواضيع أخرى متعددة ومتنوعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق