مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

أحمد بن أبي القاسم الزمراني (ت 1013هـ)

اسمه ونسبه

أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن محمد بن سالم بن عبد العزيز بن شعيب الشعبي الهروي الزمراني التادلي، دفين الصومعة من بلاد تادلة.[1]

علمه وآثاره

هو العالم ذو التصانيف العديدة، والسيرة الحميدة، من مشاهير الأولياء، وأحد المشمرين للعبادة، أخذ عن أصحاب سيدي عبد العزيز التباع، كسيدي علي بن إبراهيم البوزيدي، وبعد وفاته لازم الشيخ سيدي أحمد بن علي الدرعي، وكان ممن جمع له بين العلم والعمل والحال مع كمال الخصال.[2]

 وكان له الفضل في نشر العلم وتعليمه للصبيان والطلبة، يقول عن نفسه: “كُنت أعلِّم الصبيان، وأُقرأ جماعةً من الطلبة ما يقرب في جملتهم من الثمانين إلى المائة بين الصبيان، والطلبة الغرباء الواردين، وأهل المنـزل…”.[3] وقال الشيخ الحافظ أحمد المقري التلمساني في روضة الآس العاطرة الأنفاس: “لقيت صاحب الترجمة بحضرة الإمامة مراكش حاطها الله، وأخذت عنه واستفدت منه، قال وهو نفع الله بعلومه آية من آيات الله في المجاهدة لا يكاد يفتر عن ذلك أصلا، استغرق نهاره وليله في أنواع الطاعات من صلاة وذكر وقراءة قرآن وإقراء علوم الحقيقة، شاهدته وكثير من تآليفه تقرأ بين يديه، وشاهدت من كثرة حفظه لحكايات الصالحين عجبا يذكر بكل محل ما يناسبه، ويأتي مع ذلك أيضا ببعض الحكايات التاريخية، وله ولوع باقتناء الكتب والمطالعة…”،[4] وقد قُدر ما ترك يوم موته من الكتب في مكتبته ما يقرب ألفا وثمانين مجلدا.[5]

وكان رحمه الله ينشد لأصحابه وتلامذته بيتي أبي نواس:

خُذ العلوم ولا تعبأ بناقلهـا      واقصد بذلك وجه الخالق الباري

إنَّ الرجال كأشجار لها ثمر      فاجن الثمار وخَلِّ الـعُود للنـار

ويقول صوابه: وخل العود للباري يعني الله تبارك وتعالى أو الذي يُبريه وينحته.

 ما أعظم منهج الصوفية، وما أجلَّ أخلاقهم، كُل أمرهم حِلم وعطف ورحمة بالأمة، منهجهم الدعوة بالتي هي أحسن والأخذ بيد الضعيف ومن غلبته نفسه وشهواته وهواه، بخلاف المتشددين الذين نُزعت الرحمة من قلوبهم، فلا ينظرون إلى الخلق إلا بنظرة ملؤها الكره والنقمة.

مؤلفاته

ترك الشيخ أبو العباس أحمد بن أبي القاسم الزمراني مجموعة من المؤلفات التي تدل على سعة علمه نذكر منها:

• الدرر النفيسة في فضائل الأدعية الشريفة.

• الزهرة المنيفة في فضل حزب المريد الحاذق.

• لباب اللباب في معاملة الملك الوهاب، ومختصره في جزأين ثم مختصره في جزء واحد.

• تصحيح البداية وتحقيق النهاية.

• الزهرة العالية في فضائل الوسيلة الكافية.

• مطالع الأنوار السنية في بعض معاني الحكم العطائية، في أربعة أجزاء، ومختصره في جزأين، ومختصر مختصره في جزء واحد.

• وله شرح آخر على الحكم العطائية غير الذي سبق في ثمان وسبعين كراسة.

• وله رجز على الحكم العطائية سماه: “نتائج الأفكار” ينيف على ألف بيت.

• مفتاح السعادة على بيان المقامات العشر التي ذيل الأنصاري واختصرها ابن العريف، وهي تنيف على ألف بيت.

• رجز يحتوي على من لقيه من العلماء الأعلام، وأرباب التصوف أهل المقام.

وفاته

توفي الشيخ أبو العباس أحمد بن أبي القاسم الزمراني رحمه الله سنة ثلاث عشرة وألف، ودفن بالصومعة، وقبره مشهور يزار.

تبت المصادر والمراجع المعتمدة

• الإعلام بمن غبر من أهل القرن الحادي عشر، لعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الفاسي الفهري (ت 1131هـ)، تقديم وتحقيق: فاطمة نافع، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء، دار ابن حزم، بيروت لبنان، الطبعة الأولى، 1429هـ/2008هـ.

• كتاب المعزى في مناقب الشيخ أبي يعزى، لأحمد التادلي الصومعي، تحقيق: علي الجاوي، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكادير، 1996م.

• روضة الآس العطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من أعلام الحضرتين مراكش وفاس، لأحمد بن محمد المقري، المطبعة الملكية، الطبعة الثانية، 1403هـ/ 1983م.

• الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، العباس بن إبراهيم السملالي المراكشي، المطبعة الملكية، الرباط، الطبعة الثالثة، 1428هـ/ 2007م.

• الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين)، لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة السابعة عشرة، أغسطس، 2007م.

• طبقات الحضيكي، لمحمد بن أحمد الحضيكي، تقديم وتحقيق: أحمد بومزكو، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى، 1427هـ/2006م.

• الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة، لأبي زيد عبد الرحمن التمنارتي، تحقيق: اليزيد الراضي، تقديم: محمد المنوني، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، الطبعة الأولى، 1428هـ/2007م.


[1] مصادر ترجمته: المعزى في مناقب أبي يعزى (في مواضع متفرقة)، الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، 2/ 2276-282، طبقات الحضيكي، 1/ 46-49، الإعلام بمن غبر من أهل القرن الحادي عشر، 56-59، الفوائد الجمة، 152، روضة الآس، 300-303، الأعلام، للزركلي، 198/1.

[2] الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، 2/281، طبقات الحضيكي، 48/1.

[3] المعزى في مناقب الشيخ أبي يعزى، 113.

[4] روضة الآس، 300.

[5] الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، 278/2.

د.مصطفى بوزغيبة

باحث بمركز الإمام الجنيد التابع للرابطة المحمدية للعلماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق