الرابطة المحمدية للعلماء

أثناء أشغال ندوة “سؤال الأخلاق والقيم في عالمنا المعاصر”

د. أحمد عبادي: علاقة القيم بالتصور للوجود هي علاقة عضوية، ووظيفية؛ علاقة المسبب عن سببه

انطلقت صباح الأربعاء 25 ماي 2011م بالدار البيضاء أشغال الندوة العلمية الدولية التي تنظمها الرابطة المحمدية للعلماء تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله حول موضوع “سؤال الأخلاق والقيم في عالمنا المعاصر”.

ويناقش المشاركون في الندوة التي تستمر إلى غاية 27 ماي 2011، ثمانية محاور  موزعة على ثمان جلسات، تناقش الأولى “الإطار النظري والتحديد المفاهيمي والمجالي للأخلاق والقيم” والثانية حول” القيم وإشكالية المرجعيات والمقاربات”، والثالثة تحت عنوان” في تشخيص طبيعة أزمة القيم المعاصرة”، والرابعة والرابعة تناقش موضوع “التربية على القيم وإصلاح النظام التعليمي”، والخامسة تبحث في”البعد الوظيفي للقيم والأخلاق”، والسادسة تناقش”مقاربات علائقية مقارنة(تتناول العلاقة بين الأخلاق والقيم من جهة، والعلم، والطب، والبيئة، والاقتصاد والسياسة، والفنون.. من جهة أخرى)، والسابعة في موضوع “قراءات تحليلية نقدية في الفكر القيمي والأخلاقي العالمي”، والجلسة الثامنة والأخيرة تحت عنوان “من أجل ميثاق أخلاقي وقيمي تعاقدي بين الحضارات”.
وخلال الجلسة الافتتاحية استعرض الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي في كلمته التأطيرية لأعمال الندوة، مختلف التعاريف المرتبطة بالأخلاق والقيم التي قال إنها “موجهات السلوك وضوابطه وموازينه، وهي حراس الأنظمة وحامية البناء الاجتماعي ومفعّلته.
وأبرز فضيلته أن علاقة القيم بالتصور للوجود هي علاقة عضوية، ووظيفية؛ علاقة المسبب عن سببه، مضيفا أن التصورات للكون وللوجود لا يمكن تصورها ستاتيكية، حيث لا يمكن أن تكون إلا دينامية؛ لأنها لا بد أن تكون مستمدة من حوار الإنسان مع الكتاب المسطور، والكتاب المنظور.

وأضاف الدكتور عبادي أن العالم يعيش اليوم “أزمة انهيار نُظُم القيم بسبب التغيرات الكبيرة التي أصابت بُنى المجتمعات، وأنماط الإنتاج، وسيولة المعلومات، وهياكل العلاقات الأسرية والاجتماعية والدولية، ومضامين وأشكال القوانين التي باتت تنظم كل ذلك، مشيرا في نفس الآن إلى أن هذا المعطى زج بالإنسان المعاصر في أنواع متعددة من المعاناة من قبيل الإحباط وخيبة الأمل، والإحساس بالاغتراب، والشعور بالضعف، والمعاناة من عدم الانسجام، ومظاهر الشذوذ في الحياة والسلوك.
ودعا فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في كلمته الافتتاحية إلى التفكير في آليات وإجراءات للحد من الآثار السلبية للتطور الذي يعرفه العالم، وخاصة على مستوى الإعلاميات والتلوث والتكنولوجيات، والصراعات الدينية والطائفية والعرقية، والنزعات التوسعية اقتصاديا وسياسيا وجغرافيا.

وأكد فضيلته في ختام كلمته أن السند الديني للأخلاق والقيم في صيغته الإسلامية أثبت أنه قادر على تجاوز القطيعة بين المرجعيتين الدينية والعقلية، وأنه لا تعارض بين صحيح المنقول وصريح المعقول، وأنه لا تعارض بين مصالح الإنسان والشريعة الإسلامية.
يشار إلى ندوة “سؤال الأخلاق والقيم في عالمنا المعاصر” عرفت في جلستها الافتتاحية إلقاء محاضرة افتتاحية لأشغال الندوة، لفضيلة الدكتور رضوان السيد حول موضوع: “نظام القيم في القرآن والتجربة الثقافية الإسلامية”، وتستمر على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة عدد من الباحثين والمختصين المغاربة والأجانب من أمريكا، ومصر، وسوريا، وموريطانيا، والإمارات العربية المتحدة، وقطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق