مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثأعلام

أبو محمد الأقّاوي تـ1015هـ

  هو الشيخ الفقيه، الولي الصالح، الجامع الرئيس أبو محمد عبد الله بن المبارك بن علي ابن الولي الصالح أبي عبد الله محمد بن مبارك الأقّاوي، نسبة إلى أقّا، بهمزة مفتوحة وبعدها قاف مشددة، وهو موضع بسوس، وإحدى قبائل المصامدة، كان مولده في ذي القعدة سنة 936هـ، ونشأ وتربى في بيئة علمية متميزة، أسهمت في تكوين شخصيته العلمية الفذة ونبوغه ونجابته، فهو ينتسب إلى أسرة علمية اشتهرت بالصلاح والورع والعلم، أنجبت الكثير من العلماء الذين تميزوا في العلوم الشرعية.

  تتلمذ مترجمنا على أبرز مشايخ عصره، منهم: فقيه جزولة محمد بن إبراهيم بن عمر بن طلحة التمنارتي، والفقيه أحمد بن موسى بن المبارك السملالي، والفقيه الإمام أبو محمد عبد الله بن عمر المضغري1027هـ وغيرهم.

  وتبوأ ـ رحمه الله ـ مكانة علمية سامية، ورُزق من الذكاء والفطنة وحُسن الفهم ما فاق به معاصريه وأقرانه، وعلتْ شهرته، وذاع صيته، وطال باعه في المذهب المالكي، لذلك شُدّت إليه الرحال لطلب العلم من جميع سوس، فكان من أشهر تلاميذه الذين سمعوا منه وقرأوا عليه: يعزى بن موسى التاملي ، قرأ عليه «كتاب الأنوار السنية، في اختصار صحيح الآثار للإمام ابن جزي»، و«كتاب الشفا للقاضي عياض»، و«كتاب المنهاج لأبي حامد الغزالي»، ومن تلاميذه أيضا أبو زيد عبد الرحمن بن محمد التمنارتي (ت 1070 هـ)، وأبو العباس أحمد بن أبي بكر .

  عُرِف مترجمنا ـ رحمه الله ـ بالسيرة الحسنة، ودماثة الخلق، والنبوغ العلمي، فأثنى عليه كل من ترجمه، فهذا تلميذه أبو زيد عبد الرحمن التَّمَنَارْتي يقول فيه: «شيخنا الولي الصالح الجامع الرئيس عبد الله ابن المبارك، كان من أعلام الدولة المنصورية ببلاد المغرب، انتهت إليه الرياسة بها في سياسة الأدب، معظماً عند ملوكها وعظمائها، مرجوعا إليه في حوادث الأمور عند نزولها واعترائها، ماضي العزم في تأنٍ وتؤدة، مستجم التدبير، سديد الرأي، كامل الفضل، متين العلم والدين، شديد العناية بمساعي القلب وصفاء الباطن، حسن السيرة ميمون المشورة، صادق الفراسة، له فطنة صادقة، ومروءة فائقة، ومآثر حسنة، وآثار في الأرض محمودة».

  وقال فيه تلميذه يعزى بن موسى التاملي: «كان سبب اتصالي به أني سألت ببلدنا رجلا يعرف بالخير أن يريني وليا حيا، فقال لي: عليك بفلان بمراكش، فأخذت أهبتي إليه…».

  توفي الأقاوي، رحمه الله، في 21 من رمضان سنة 1015هـ.

من مصادر ترجمته:

الفوائد الجمة:(167)، طبقات الحضيكي:(2/456-459)، وصفوة من انتشر (ص236-237)، الإعلام بمن حل مراكش (8/291)، المعسول(18/173).

إنجاز: ذ. عبد الكريم بومركود.

Science

الدكتور عبد الكريم بومركود

باحث مؤهل بمركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء الرباط

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله سعادة الاستاذ عبد الكريم الفاضل شكر الله لك هذه الاطلالة على اطلال سوس الاقصى، وهذه سنوات وفيات بعض الاعلام الذين ذكرتهم ولم تذكر سنتوات وفياتهم فالعلامة محمد بن ابراهيم ت:971هـ، وأحمد بن موسى السملالي توفي:971هـ ايضا، والعلامة يعزى بن موسى التاملي ت:999هـ، تجد تراجمهم في الطبقات للحضيكي والمعسول ، اما ابو العباس احمد بن ابي بكر الجزولي فقد نص الحضيكي انه لم يقف على سنة وفاته، ولك مني وافر الشكر والتقدير والسلام عليكم

  2. الشيخ سيدي محمد بن امبارك الاقاوي تلميذ شيخ الاسلام وعالم وحافظ درعة سيدي عبد الله واعمر “بواو الفرق” المدغري السليماني. شيخ ابناء ابوعبد محمد القائم بأمر الله السعدي مؤسس الدولة السعدية.
    فكلهم عايشوا:
    – ابو عبد الله محمد بن سليمان الجازولي صاحب صاحب دلائل الخيرات وشوارق الانوار،المتوفى سنة870 هجربة واخدو ا طريقته الجزولية وبنوا زوايا فالاول بناها باقا والثاني بتاكمادارت بدرعة وبغريس وبمدغرة. وورث عن حفيد سيدي محمد صالح الاسفي مدرسته بتاكمادارت. وهكذا اصبحت الطىريقة الجازولية قاسما مشتركا فيما بينهم.
    – وكلهم اقران لابني الولي الصالح والمجاهد في سبيل الله المولى علي الشريف السيجلماسي المتوفى سنة848 هجرية.
    ولما غزى الايبريون من برتغال واسبان الشواطيء والمدن المغربية الى ان وصلوا ضواحي مراكش،وأمام ضعف الدولة الوطاسية التي لم تستطع مواجهة الغزات ،كان من اللزم تدخل رجال الدين والعلماء واصحاب الزوايا ،واعلان الجهاد لانقاد البلاد من الغزات، وهذه العملية تتطلب مبايعة امير للجهاد. وانطلاقا من العلاقة التي تربط بين ابو عبد الله محمد القائم بامر الله والشيخ سيدي عبد الله واعمر المدغري الذي اخد عنه واستاذ ابنائه بزاويته ومدرسته بتاكمادرت بدرعة ،والعلاقة التي تربطه بتلميذه الشيخ محمد بن مبارك الجعفري الاقاوي الى جانب عالم ثالث .من هذه الثلة التي يعتبر الشيخ سيدي عبد الله واعمر واسطة عقدها ومنسقها انطلقت فكرة مبايعة أميىر للجهاد.وان المصادر التاريخية تذكر ان الشيخ سيدي عبد الله واعمر تنقل في البلاد السوسية لاقناع شيوخه وتلامذته لمبايعة ابي عبد الله محمد القائم بامر الله اميرا للجهاد، وجمع الكلمة حوله لمواجهة الغزات،ولعله هو الذي وافد على الشيخ محمد بن مبارك الاقاوي باقا.ويقال ان محمد بن مبارك هو الذي دلهم ععلى القائم .
    على اي حال اجتمعت كلمة القبائل السوسية على مبايعة ابي عبد الله محمد القائم اميرا على الجهاد سنة915 هجرية بتيدسي قرب تارودنت”وهناك تدسي قرب تاكمادارت بدرعة موطن القائم”.فقام للجهاد ضد الغزات الى ان توفي سنة 923 هجىرية بافوغال قرب سيدي الجازولي بالصويرة ودفن هناك الى جوار ابو عبد الله محمد بن سليمان الجازولي ،حيث نقل رفات جثمانيهماابن القائم بعد مبايعته سنة923 هجرية حيث الى مراكش عاصمة ملكه. وقد رافق سيدي عبد الله واعمر ابو عبد الله القائم الى الصويرة عند قبائل حاحة ، ووافد على ابنه السلطان بتارودنت.
    خلاصة القول ان شيخ الاسلام وعالم وحافظ درعة سيدي عبد الله واعمر المدغري السليماني وتليذه الشيخ محمد بن مبارك الاقاوي شيخ سيدي ابو زيد عبد الرحمان السليماني دفين الصويرة وعالم اخر اليهم يرجع الفضل في اقناع القبائل اليوسية لمبايعة ابي عبد الله القائم بأمر الله السعدي قائدا للجهاد ومؤسس الدولة السعدية.
    توفي الشيخ محمد بن مبارك الاقاوي الجعفري سنة 915 هجرية بأقا بمدينة طاطا
    زرت قبره رفقة احد حفدته السنة الماضية به رخامة تحمل اسمه وتاريخ وفاته وليست عليه قبة او بناية.وترحمنا على روحه الطاهرة .وقد خلف حفدة منهم العلماء والفقهاء.
    اما ابوعبد الله محمد القائم بأمر الله توفي سنة 923 هجرية بافوغال قرب سيدي
    الجازولي بالصويرة ونقله ابنه الى عاصمة ملكه مراكش.
    اما شيخ الاسلام وعالم وحافظ درعة سيدي عبد الله واعمر توفي سنة927 هجرية بزاويته بدرعة بتاكمادارت وذفن هناك وترك من الابناء ستة:
    سيدي محمد الكبير،سيدي محمد الصغير،علي،النسابة سميه عبد الله دفين ايت حديدو صاحب تحفة المحبوب، سيي الحاج الحسن المدغرب مقدم ركب الحجاج المتوفى بالمدينة المنورة سنة1005 ه. ابو زبد عبد الرحمان المتوفى سنة980ه وكلهم علماء ولهم زوايا. ويطول بنا الحديث لذكر سيرةالشيخ سيدي عبد الله واعمر ورحلته السوسية والتي تتطلب مجلدا وكذلك سيرة الشيخ ابي عبد الله محمد بن مبارك الاقاوي.
    حمداوي سيدي محمد بن محمد بن عبد الهادي الحاجي المدغري
    المراجع:
    دوحة الناشر باخبار علماء القرن العاشر.
    الاستقصا للناصري.
    الاعلام بمن حل بمراكش واغمات من الاعلام.
    تحفة المحبوب في مناقب ابي يعقوب لعبد الله بن سيدي عبد الله واعمر.
    التحفة السيجلماسيةفي معرفة شجرة الشرفاء السليملنيين
    زهرة الاخبار.
    تاربخ الشرفاء السعديين.
    المعسول.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق