مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

أبو عبد الله محمد الطالب بن حمدون بن الحاج السلمي

إعداد: دة/أسماء المصمودي

باحثة بمركز دراس بن إسماعيل

هو العلامة الدراكة المحقق الفهامة، المؤرخ النسابة الأكمل، الفقيه القاضي العدل المحقق المؤلف العمدة المدقق المطلع، من فقهاء المالكية أبو عبد الله محمد الطالب بن العلامة أبي الفيض حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون ابن الحاج السُّلمي المرادسي الفاسي.

 ولد حوالي سنة 1217هـ بفاس، في بيت علم وفضل ووقار. أدرك أباه ولم يأخذ عنه لصغره، وقرأ الفقهَ والحديث والنحو والبيان والمنطق والأصول وغير ذلك، على شقيقه الفقيه العلامة المحدث المشارك أبي عبد الله محمد بن حمدون السلمي، وأخذ عن نخبة من العلماء والشيوخ منهم القاضي أبي العباس أحمد بن عبد المالك العلوي، والعلامة الفقيه الأديب النحوي العروضي أبي الحسن علي بن عبد الله المتّيوي، والأديب الفاضل أبي حامد العربي بن محمد الدمناتي، والعالم المحدث الصوفي عبد القادر بن أحمد بن أبي جيدة الكوهن الفاسي، نزيل المدينة النبوية، والمقرئ الخطيب المشارك أبي العلاء إدريس بن عبد الله بن عبد القادر الحسني الإدريسي الملقب بالبكَراوي، والفقيه العلامة قاضي مكناس أبي محمد العباس بن محمد ابن كيران الفاسي، والقاضي عبد الهادي بن عبد الله العلوي، والعلامة المفسّر المحدث محمد بن طاهر الحسني العلوي، وقاضي مراكش أبي عبد الله محمد التهامي بن حمادي المكناسي، والعلامة الأصولي عبد السلام بن الطايع بن حمّو بوغالب، وغيرهم.

استفاد المترجم رحمه الله من هؤلاء الأعلام الكثير وأفاد، فكانت له مشاركة في شتى فنون العلم، من فقه وحديث ونحو ولغة ومنطق وتاريخ وأنساب وتصوف. وتصدر رحمه الله للإقراء والتدريس في هذه العلوم، وأُُخذت عنه فيها كتب مشهورة، خاصة تلك التي أخذها عن شقيقه، كالصحيحين ومختصر الشيخ خليل، والشفا، والهمزية، وبعض كتب والده.

 وانتفع به كثير ممن حمل مشعل العلم بعده، منهم: ولده الفقيه العلامة المؤرخ الأديب المشارك أبو العباس أحمد بن محمد الطالب، والعلامة الفقيه الأديب محمد بن المعطى بن أحمد السرغيني المراكشي، والعلامة المحدث الفقيه الأصولي المعمر أبو عبد الله محمد الفضيل بن الفاطمي الشّبيهي الزرهوني، والعلامة المحدث الفقيه الأصولي أبو العباس أحمد بن الطالب بن محمد ابن سودة المري، والعالم المؤرخ قاضي الجماعة بفاس حميد بن محمد بن عبد السلام بناني وغيرهم.

وإلى جانب التدريس والإقراء تولى المترجم عدة مناصب سامية، فكان مدرسا بجامع القرويين مدة طويلة، ثم تولى قضاء  الجماعة بمراكش نحو 13 سنة، وأُسندت إليه الخطابة بالجامع اليوسفي، ثم ولي قضاء فاس سنة 1272هـ بعد وفاة قاضيها عبدالهادي بن عبد الله العلوي، واستمر على قضائها إلى وفاته، فحُمدت سيرته، واشتهر عدله.

وقد أثنى جمع من العلماء على المترجم بما يشهد بفضله ويشيد بعلمه، فقال فيه تلميذه محمد بن المعطى السرغيني في فهرسته حين ترجمه: كان حجة في العربية واللغة والمنطق والبيان والحديث والفقه.

وقال فيه محمد الكتاني رحمه الله في السلوة: “كان رحمه الله من أهل الفضل والدين، بعيد الساحة عن كل ما يشين، فقيها نظارا، عارفا بالفقه والحديث والتصوف والتاريخ والأنساب… وغير ذلك، نفاذا غواصا.

له تآليف منها:

ـ رياض الورد وما انتهى إليه هذا الجوهر الفرد، تكلم فيه عن نسب أبيه . ويسمى أيضا نيل السرور والابتهاج بترجمة الشيخ حمدون ابن الحاج. حققه جعفر ابن الحاج السلمي وصدر في جزأين سنتي 1993 و1999م.

ـ حاشية على شرح الشيخ ميارة على المرشد المعين طبعت مرارا.

ـ حاشية باحراق الصغير طبعت بمصر وبفاس.

ـ حاشية على مختصر الدر الثمين.

ـ الإشراف على بعض من حل بفاس من الأشراف صدر منه الجزء الأول بتحقيق جعفر ابن الحاج السلمي.

ـ نظم الدرر والللآل في شرفاء عقبة بن صوال في أنساب الكتانيين، حققه علي بن المنتصر الكتاني وصدر سنة 2000م.

ـ روض البهار في ذكر جملة من مشايخنا الذين فضلهم أجلى من شمس النهار.

ـ شرح على إحياء الميت في فضائل آل البيت للسيوطي.

ـ والأزهار الطيبة النشر في مبادي العلوم العشر وهي مطبوعة.

 ـ فهرسة شيوخه .

 توفي بعد عصر يوم الجمعة تاسع ذي الحجة سنة 1273 هـ، ودفن من الغد وهو يوم النحر، بروضة الشيخ عزوز بالدرب الطويل، متصلا بالدكانة التي بها قبر سيدي أحمد العربي وولده.

من مصادر ترجتمه:

ـ شجرة النور الزكية، ج.1، ص. 572.

ـ الفكر السامي،ج.1، ص.631.

ـ إتحاف المطالع، ج.1، ص.211.

ـ سلوة الأنفاس ج.1، صص. 169 ـ 170

ـ الأعلام، ج. 6، ص. 171

ـ والإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام ج.6، صص.303 -306

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق