مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةأعلام

مِنْ جُهُود المَغَارِبَة عَلى صَحِيح مُسْلِم بْن الحَجَّاج (261هـ

 

 

 

بقلم الباحث: د.محمد بن علي اليــولو الجزولي

مقدمة:

      الحمد لله الذي قيض لهذه الأمة من وهب نفسه لجمع صحاح الآثار، فتحمل في سبيل ذلك ما تذهل عنه القلوب والأبصار، ولا غرو أن يكون المحدثون بهذه المرتبة السَّنية، والمكانة العَلية المُنيفة، وكيف لا يكونون كذلك وقد بذلوا المُهَج والنفوس، واسترخصوا الغالي والنفيس في سبيل جمع حديث سيد الأنام صلى الله عليه وسلم، وفي أمثال هؤلاء الأخيار يصدق قول الشاعر:

لَهُمْ هِمَمٌ بِهَا فِي الفَضْلِ تَرْوِي *** عَوَالِيه الثِّقَاةُ عَنِ الثِّقَاة[1] 

      وإن من هؤلاء النجباء المحدثين الأخيار الذين حملوا على عاتقهم جمع ما صح من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عالم نيسابور، ومحدثها الحافظ المسند أبو الحسين مسلم بن الحجَّاج بن مسلم النيسابوري، تلميذ البخاري، وصاحب الصحيح الموسوم بـ :” المُسْند الصَّحيح المُخْتَصر من السُّنن، بِنَقل العَدْل عَن العَدْل عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم[2].

     وقد تلقت الأمة هذا الكتاب بالقبول والرضا، لما يمتاز به من حُسْن الترتيب والتبويب، ونفائس التحقيق والتدقيق، فاعتنى به العلماء مشرقا ومغربا بالشرح والتوضيح، والتفسير والتنقيح، جيلا بعد جيل، وعصرا بعد عصر.

     وكان للمغاربة بدورهم شُفوف عناية، وتَمَامُ رعاية بهذا الصحيح، فشرحوا غريب ألفاظه، وجمعوا فوائده، واعتنوا برجاله وأسانيده، ووضعوا عليه حواشي وطررا مفيدة، واعتنوا بحفظه وختمه، وإقرائه وروايته بالأسانيد العالية المتصلة.

     فكان من الحق الواجب علينا التَّنْصيص على هذه الجهود، فجاء هذا المقال ليبرز بعضا من هذه الأعمال المغربية الرائدة في العناية بالجامع الصحيح للإمام مسلم بن الحجاج عليه رحمات الله ورضوانه إلى يوم الدين.

      وسأتناول بحول الله وعونه في هذا المقال:   

أولا:التعريف بمسلم وكتابه الصحيح: وفيه حديث عن اسمه، ونسبه، وشيوخه، وتلاميذه، ومؤلفاته، وثناء العلماء عليه، ووفاته، والتعريف بكتابه الجامع الصحيح، وميزاته، وثناء العلماء عليه.

ثانيا: ذكر جهود المغاربة في العناية بصحيح مسلم: وفيه ذكر لعناية المغاربة بصحيح مسلم وتقديمهم له على البخاري، وتملكهم لأصح أصل مخطوط لصحيح مسلم، وجرد لما ألفه المغاربة على صحيح مسلم.

      وهذا  أوان الشروع في المقصود فأقول وبالله التوفيق:

أولا: التعريف بالمؤلف وكتابه الصحيح.

المطلب الأول: التعريف بالإمام مسلم.

أولا: اسمه ، ونسبه :

  هو الإمام الحجة الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجَّاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القُشيري النَّيسابوري.[3]

ثانيا: شيوخه:

     سمع مسلم الحديث عن جم غفير من شيوخ الرواية وحفاظ الحديث، منهم: إبراهيم بن خالد اليَشْكُري، وإبراهيم بن دينار التَّمَّار، وأحمد بن سعيد الدارمي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن المنذر القَزَّاز، وإسحاق بن راهَويه، وزهير بن حرب، وسعيد بن عبد الجبار الكرابيسي، وسعيد بن منصور، وسعيد بن يحيى الأموي، وعبد الله بن مسلمة القَعْنَبِي، وعبيد الله القواريري، وعثمان ابن أبي شيبة، ومحمد بن بشار بُنْدَار، ومحمد بن الصَّبَّاح الدُّولابي، ويحيى بن معين، ويعقوب الدَّوْرَقِي، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي نصر التَّمَّار، وهنَّاد بن السَّري،  وخلق سواهم.[4]

ثالثا: تلاميذه: 

     وأما الأخذون عنه العلم والحديث فلا يكادون يحصون كثرة من أبرزهم : الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وأبو عيسى الترمذي، وأبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة، وأبو عوانة الإسْفِرائيني، وأبو محمد القَّلانسي، ومحمد بن إسحاق السَّراج، والحافظ أبو عمرو الخفاف، والفقيه إبراهيم بن محمد بن سفيان، وأبو حامد أحمد بن حمدون، والحافظ أبو الفضل أحمد بن سلمة، وأبو حامد ابن الشرقي، والحافظ سعيد بن عمرو البرذعي، والحافظ صالح بن محمد البغدادي، ومكي بن عبدان ، وخلق غيرهم. [5]   

 رابعا: مؤلفاته:

      للإمام مسلم مؤلفات في الحديث والرجال والعلل، والمطبوع منها الآن هو: المسند الصحيح، وكتاب الطبقات، والكنى والأسماء ، والتمييز ، والمنفردات والوحدان ، ورجال عروة بن الزبير .

       وأما ما ذُكر له من مصنفات، لكنها غير مطبوعة أذكر: كتاب العلل، وكتاب الأفراد، وكتاب الأقران، وسؤالاته أحمد ابن حنبل، وكتاب عمرو بن شعيب، وكتاب الانتفاع بأهب السباع، وكتاب مشايخ مالك، وكتاب مشايخ الثوري، وكتاب مشايخ شعبة، وكتاب من ليس له إلا راو واحد، وكتاب المخضرمين، وكتاب أولاد الصحابة، وكتاب أوهام المحدثين، وأفراد الشاميين، والرد على محمد بن نصر. وغيرها.[6] 

خامسا: ثناء العلماء عليه : 

      إن ما وصل إليه مسلم بن الحجاج من مكانة ورِيادة في الحديث وعلومه، جعل ألسنة كبار العلماء من شيوخه، وأقرانه، وتلاميذه، ومن جاء بعدهم من علماء الأمة، تَلْهج بالثناء والذكر الحسن عليه، من ذلك على سبيل المثال:

      شيخه إسحاق بن منصور الكوسج (251 هـ) الذي نظر إلى مسلم في مجلس إملائه فقال: “لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين”. [7]

      وقال أحمد بن سلمة (286هـ) : “رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلما في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما”.[8]

      قال أبو قُريش محمد بن جُمعة ابن خَلَف (313هـ): “سمعت بُندارا محمد بن بشار يقول: حُفَّاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالرَّي، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسَمْرَقَنْد، ومحمد بن إسماعيل ببخارى”.[9]     

     وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب ابن الأَخْرَم الحافظ (344 هـ):” إنما أخرجت نيسابور ثلاثة رجال محمد بن يحيى ، ومسلم بن الحجاج ، وإبراهيم بن أبي طالب”.[10]    

     وقال شمس الدين الذهبي (748 هـ): “مسلم بن الحجاج الإمام الحافظ حُجَّة الإسلام”.[11]

سادسا: وفاته ، وسببها:

     كانت وفاته رحمه الله عشية يوم الأحد، ودفن الإثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين (261هـ)، رحمه الله رحمة واسعة.[12]

      وكان سبب وفاته رحمه الله  كما ذكر الحاكم قال: “سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب، سمعت أحمد بن سلمة يقول: عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة، فذكر له حديث لم يعرفه، فانصرف إلى منزله، وأوقد السراج، وقال لمن في الدار: لا يدخلن أحد منكم هذا البيت، فقيل له: أهديت لنا سلة فيها تمر، فقال: قدموها إلي، فقدموها إليه، فكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرة تمرة يمضغها، فأصبح وقد فني التمر، ووجد الحديث، قال الحاكم: زادني الثقة من أصحابنا: أنه منها مرض ، ومات”.[13]

المطلب الثاني: التعريف بكتابه.

أولا: تسمية الكتاب:

     سماه مسلم بـ :” بالمسند الصحيح”[14]، وسماه طائفة من أهل العلم كابن حجر، وحاجي خليفة بـ :” بالجامع”[15]، وذكر ابن خير الإشبيلي، وابن عطية في فهرستهما اسمه التام وهو: المسند الصحيح المختصر من السنن، بنقل العدل عن العدل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[16]

     واختصر العلماء كتابه فقالو: صحيح مسلم، قال ابن الصلاح:” قد زرت قبره بنيسابور، وسمعنا عنده خاتمة كتابه ” الصحيح” وغير ذلك”[17].

ثانيا: ميزات كتاب الجامع الصحيح لمسلم:

     تميز صحيح مسلم بمزايا عدة منها:  أنه مرتب على طريقة الكتب، والأبواب الفقهية، وأنه خاص بالأحاديث الصحيحة، ووجود المقدمة المفيدة في علوم الحديث، وحسن الترتيب، وجمع الطرق، وسردها في مكان واحد، وجودة السياق، والمحافظة على أداء الألفاظ كما هي من غير تقطيع، ولا رواية بمعنى، ومحافظته على صيغ الأداء.

      قال النووي  676 هـ: “ومن حقق نظره في صحيح مسلم رحمه الله واطلع على ما أورده في أسانيده، وترتيبه وحسن سياقته، وبديع طريقته من نفائس التحقيق، وجواهر التدقيق، وأنواع الورع، والاحتياط والتحري في الرواية، وتلخيص الطرق، واختصارها وضبط متفرقها، وانتشارها، وكثرة إطلاعه، واتساع روايته، وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأعجوبات، واللطائف الظاهرات، والخفيات علم أنه إمام لا يلحقه من بعد عصره، وقل من يساويه بل يدانيه من أهل وقته ودهره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم”.[18]

      وقال أيضا: “اتفق العلماء ـ رحمهم الله ـ على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول.. ـ إلى أن قال: “وقد انفرد مسلم بفائدة حسنة، وهي كونه أسهل متناولا، من حيث أنه جعل لكل حديث موضعا واحدا يليق به جمع فيه طرقه التي ارتضاها، وأورد فيه أسانيده المتعددة، وألفاظه المختلفة، فيسهل على الطالب النظر في وجهه، واستثمارها، ويحصل له الثقة بجميع ما أورده مسلم من طرقه”.[19]

      وقال ابن حجر852 هـ : “حصل لمسلم في كتابه حظ عظيم مفرط لم يحصل لأحد مثله، بحيث أن بعض الناس كان يفضله على صحيح محمد بن إسماعيل، وذلك لما اختص به من جمع الطرق، وجودة السياق، والمحافظة على أداء الألفاظ كما هي من غير تقطيع، ولا رواية بمعنى، وقد نسج على منواله خلق من النيسابوريين فلم يبلغوا شأوه، وحفظت منهم أكثر من عشرين إماما ممن صنف المستخرج على مسلم فسبحان المعطي الوهاب”.[20]

ثالثا: ثناء العلماء على الكتاب:

     قال أبو علي الحسين بن علي النيسابوري 349 هـ: “ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث”.[21]

     وقال ابن الصلاح 643 هـ: هذا الكتاب ثاني كتاب صنف في صحيح الحديث، ووُسم به، ووضع له خاصَّة، سبق البخاري إلى ذلك، وصَلَّى مسلمٌ، ثم لم يلحقهما لاحق، وكتاباهما أصح ما صنفه المصنفون … روينا عن مسلم رضي الله عنه أنه قال: “صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة”.[22]

       وبلغنا عن مكي بن عبدان ، وهو أحد حفاظ نيسابور قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: “لو أن أهل الحديث يكتبون مائتي سنة الحديث فمدارهم على هذا المسند ـ يعني مسنده الصحيح ـ”.[23]

     وقال أيضا: “جميع ما حكم مسلم بصحته من هذا الكتاب؛ فهو مقطوع بصحته، والعلم النظري حاصل بصحته في نفس الأمر، … وذلك لأن الأمة تلقت ذلك بالقبول سِوى من لا يُعتد بخلافه، ووفاقه في الإجماع”.[24]

      وقال شيخ الإسلام ابن تيمية 728 هـ:” فإن الذي اتفق عليه أهل العلم أنه ليس بعد القرآن كتاب أصح من كتاب البخاري ومسلم، وإنما كان هذان الكتابان كذلك؛ لأنه جرد فيهما الحديث الصحيح”.[25]

      وقال أيضا: “وأما كتب الحديث المعروفة مثل البخاري ومسلم، فليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخاري ومسلم بعد القرآن”.[26]

      وقال الذهبي 748 هـ: “وهو كتاب نفيس كامل في معناه”.[27]

      وقال ابن القيم 751 هـ: “وأهل الحديث متفقون على أحاديث الصحيحين وإن تنازعوا في أحاديث يسيرة منها جدا، وهم متفقون على لفظها، ومعناها كما اتفق المسلمون على لفظ القرآن ومعناه”.[28]

ثانيا: جهود المغاربة في العناية بصحيح مسلم.

المطلب الأول: عناية المغاربة بصحيح مسلم وتقديمهم له على البخاري:

       اختلف العلماء في المقدم من الكتابين فالجمهور على ترجيح البخاري؛ لعدة أمور، وخالفهم أبو علي النيسابوري، وابن حزم، وأحمد بن عمر القرطبي، وغيرهم من علماء المغرب، حيث كانت عنايتهم به شديدة، حتى ذهب البعض منهم إلى تفضيله على صحيح البخاري، ونقل ذلك ابن خلدون 808 هـ في مقدمته فقال: “وأما صحيح مسلم فكثرت عناية علماء المغرب به، وأكبوا عليه وأجمعوا على تفضيله على كتاب البخاري من غير الصحيح مما لم يكن على شرطه، وأكثر ما وقع لهم في التراجم”[29]، وقد أشار إلى ذلك  الحافظ العراقي 806 هـ في ألفيته[30] فقال :

                  أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ في الصَّحِيْــح *** مُحَمَّدٌ وَخُصَّ بِالتّرْجِيْـح

وَمُسْلِمٌ بَعْدُ ، وَبَعْضُ الغَرْبِ مَعْ *** أَبِي عَلِيٍّ فَضَّلُوا ذَا لَوْ نَفَعْ

         وهذا التفضيل والتقديم لا يرجع إلى الأصحية، وإنما لاعتبارات أخرى، منها امتياز مسلم على البخاري في التبويب والتأليف، وقد أكد العلامة ابن الصلاح 643 هـ هذه الأرجحية بقوله:” نعم يترجح كتاب مسلم بكونه أسهل متناولا، من حيث إنه جعل لكل حديث موضعا واحدا يليق به يورده فيه بجميع ما يريد ذكره فيه من أسانيده المتعددة، وألفاظه المختلفة، فيسهل على الناظر النظر في وجوهه واستثمارها، بخلاف البخاري فإنه يورد تلك الوجوه المختلفة في أبواب شتَّى متفرقة، بحيث يصعب على الناظر جمع شملها، واستدراك الفائدة من اختلافها ـ والله أعلم ـ”.[31]     

     وقد بين الإمام الحافظ التجيبي 730 هـ في برنامجه سبب تفضيل المغاربة لصحيح مسلم على البخاري قائلا: ” وقد فضل طائفة من أهل المغرب صحيح مسلم هذا على صحيح البخاري، منهم أبو محمد ابن حزم الحافظ، لأنه ليس فيه بعد خطبته إلا الحديث الصحيح مسرودا غير ممزوج بمثل ما في كتاب البخاري في تراجم أبوابه من الأشياء التي لم يسندها أهل الوصف المشروط في الصحيح، وأيضا فإن مسلما قد اختص بجمع طرق الحديث في مكان واحد، وبالله التوفيق“.[32]  

     قال أحمد بن محمد ضما بن محمد فتحا الكاملي الضرير الدرعي (1315هـ) ـ من حفاظ صحيح مسلم ـ [33] في مدح صحيح مسلم :

إن الأئمة أجمعين أئمــة *** وإمام هذا الشأن عندي مسلم

لله در أبي الحسين فإنــه *** شمس الهداية والأكابر أنجــم

من قال أكرم ما أجل كتابه *** بابن الحجاج فأنت ذاك المكرم

طوبى لنيسابور طوبى إنهـا *** بك قدرها بين البلاد معظـم

      لهذا فبعض المغاربة قدموا صحيح مسلم على صحيح البخاري، لجودة وضعه وترتيبه، لا إلى الصحة، لأنهم كغيرهم من المشارقة يعترفون في ذلك بالسبق للإمام البخاري من غير خلاف، فصحيح مسلم يمتاز بجمع طرق الحديث التي أخرجها في مكان واحد، وهذا ما يسر تناوله، وسهل على الناس التعامل معه، على عكس البخاري الذي يقطع الأحاديث، ويفرقها على الأبواب بحسب ما يؤدي المعنى الذي يريده، والغاية التي يحققها.

      ليس هذا فحسب، بل إنه كثيرا ما يذكر الأحاديث في مواضع قد لا يخطر بالبال أن تذكر فيها، وذلك لأمور يفهمها البخاري، وهذا ما يجعل التعامل معه لغير المتمرسين أمر في غاية الصعوبة والعسر.

      وقد أبان الحافظ ابن الديبع  944 هـ  هذا التفاضل بين مسلم والبخاري بأفصح عبارة قال:

          تنازع قوم في البخاري ومسلـم *** لدي وقالوا أي دين يقـــدم

          فقلت لقد فاق البخاري صحـةً *** كما فاق في حسن الصناعة مسلم[34] 

المطلب الثاني: من عناية المغاربة بصحيح مسلم تملكهم لأصح أصل مخطوط لصحيح لمسلم:

     قال العلامة محمد بن عبد الحي الكتاني رحمه الله :”وبمكتبة القرويين بفاس إلى الآن نسخته ـ أي نسخة ابن خير الإشبيلي ـ من صحيح مسلم التي قابلها مراراً، وسمع فيها، وأسمع بحيث يعد أعظم أصل موجود من صحيح مسلم في أفريقية، وهو بخط الشيخ الأديب الكاتب أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر الأموي الإشبيلي المالكي فرغ منه سنة 573 هـ، وعلق عليه بخط المترجم أنه عارضه بأصول ثلاثة معارضة بنسخة الحافظ أبي علي الجياني شيخ عياض، وغيره من الأعلام، وكتب المترجم بهامشه كثيراً من الطرر، والفوائد، والشرح لغريب ألفاظه، وشروح بعض معانيه وفرغ من ذلك سنة 573 هـ أيضا”.[35]

      قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة  رحمه الله ـ معلقاً على كلام الكتاني ـ : “قد تحفظ، وتلطف شيخنا عبد الحي رحمه الله تعالى، في قوله عن نسخة ابن خير من صحيح مسلم:  إنها”أعظم أصل موجود في أفريقية”، بل أظن أنها أعظمُ أصلٍ مطلقاً الآن لكتاب مسلم، لما حوته من مزايا النَّسْخ المتقن، والمقابلة المتكررة بأصول نفيسة غاية في الضبط والثقة، والسماع فيها، والإسماع لها، والقراءة بها على الشيوخ الكبار أئمة الحديث من السادة المغاربة، والتعاليق والشروح والفوائد والطرر الغالية، التي أضافها الإمام ابن خير إليها، وزانها وزادها بها، فغدت نموذجا فريدا عجبا يدهش الناظرين من أهل العلم، وما أحقها أن تحيا بالطبع عنها، والتصوير لها بحالها كما هي، حتى تكون نبراسا منيرا بأيدي العلماء وطلبة العلم، فيتعلموا منها الضبط والإتقان ودقة المقابلة….، وتشهد الأجيال الحاضرة واللاحقة كيف كانت عناية العلماء بنقل العلم والحديث الشريف، وأمانتهم في سماعه وتحمله، وأدائه وإسماعه، وكتابته وتقييده”.[36]

المطلب الثالث: المؤلفات المغربية على صحيح مسلم.

      اهتم المغاربة بصحيح مسلم أيما اهتمام مذ دخل المغرب، فأكبوا عليه حفظا وتدريسا، وشرحا وتعليقا واختصارا، وتعريفا برواياته، وبيان علله ونكته، وكان في مقدمة المحتفلين به كبار أعلامه وعلى رأسهم حافظ المغرب القاضي عياض السبتي ، وابن دحية السبتي، وابن رشيد السبتي، وابن الشاط السبتي ، وابن المواق.

     ولم يكونوا مجرد نقلة بل تعتبر أعمالهم في مجملها قمة في الإبداع المغربي، وجودة في المضمون، مما يزكي ريادتهم في الصنعة الحديثية، وانفرادهم بأشياء عن المشارقة، بل إن كبار علماء الحديث المشارقة اعتمدوها فيما كتبوه حول صحيح مسلم.

      ومما وقفت عليه من هذه الأعمال الرائدة على صحيح مسلم مرتبة على حسب سني الوفيات الآتي: 

1. تلخيص صحيح مسلم، أو اختصار مسلم: لمحمد بن عبد الله ابن تومرت الموحدي (524هـ)[37].

2. إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي (544هـ) دفين مراكش. [38]

3. مشارق الأنوار على صحاح الآثار : للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي (544هـ) دفين مراكش[39]، وهو في تفسير غريب الحديث الموجود في الصحيحين والموطأ.

4. مختصر الصحيحين: لعبد القادر التِّبِّين الغرناطي التطواني (566هـ). [40]

5. أنوار المشرقين في تنقيح الصحيحين المشرفين: لأبي الخطاب عمر بن حسن بن دحية الدَّاني السَّبتي (633هـ). [41]

6. شرح مقدمة صحيح مسلم: لأبي عبد الله محمد بن يحيى بن أبي بكر بن خلف بن صاف المراكشي المعروف بابن المواق قاض فاس، وتلميذ ابن القطان والمتوفى عام (646هـ).[42] 

7. تذييل على صحيح مسلم: لمحمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن محمد الليثي اليَقَّوري المراكشي (ت707هـ)، ذيل على شرح القاضي عياض لصحيح مسلم المسمى ” إكمال المعلم”[43]

8. السَّنَن الأَبْيَن والموْرِد الأَمْعن في المحاكمة بين الإمامين في السند المُعَنْعَنْ: لأبي عبد الله محمد بن عمر بن رُشَيْد السَّبتي (721هـ) [44]

9. حاشية على صحيح مسلم: للقاسم بن عبد الله ابن الشاط السَّبتي (723هـ). [45]

10. شرح صحيح مسلم: لأبي القاسم السلاوي (عاش في القرن 9 الهجري).[46]

11. حاشية على صحيح مسلم: لأبي العباس أحمد بن يوسف بن أبي المحاسن الفاسي (1021هـ).[47]

12. الجمع بين الكتب الخمسة والموطأ: لمحمد بن سليمان الروداني (1094هـ)، ويعد هذا الكتاب آخر ما ألفه الروداني بعد نفيه إلى دمشق ، جمعه على طريقة ابن الأثير في جامع الأصول إلا أنه أكثر تفصيلا واستيعابا منه، ويحتوي ـ فضلا على ما في الموطأ ـ على أحاديث الكتب الخمسة التي هي الصحيحان، وسنن أبي داود، وجامع الترمذي، وسنن النسائي، وقد تابع محمد بن سليمان اصطلاحات المحدثين قبله في هذا المجال.[48]

13. رسالة في حديث فضل التهليل والتسبيح المروي في الصحيحين و الموطأ[49] لمحمد أبو مدين السوسي المكناسي المتوفى سنة (1120هـ).

14. تقييد على اختصار صحيح مسلم : لمحمد الكبير بن محمد السرغيني (1164هـ).[50]

15. الجامع لصحاح المسانيد المستخرج من ستة مسانيد: للسلطان العالم محمد بن عبد الله العلوي (1204هـ).[51] استخرجها من البخاري ومسلم والموطأ ومسانيد : أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد.

16. تعليق على صحيح مسلم : لمحمد بن الطالب بن علي، ابن سودة التاودي، المري الفاسي: فقيه المالكية في عصره، وشيخ الجماعة بفاس (1209هـ)[52]، ذاعت شهرته بعد رحلة قام بها إلى مصر.

17. مختصر شرح مسلم للنووي: لعبد الرحمن التغرغرتي السوسي (1276هـ).[53]

18. كتاب جامع لأحاديث منتقاة من البخاري ومسلم والجامع الصغير: للعلامة عبد الرحمن بن إبراهيم التغرغرتي الهوزالي السوسي المتوفى سنة( 1276هـ).[54]  

19. نظم ختمة صحيح الإمام مسلم بن الحجاج: لمحمد بن المعطي السرغيني المراكشي (1296هـ)، ختم صحيح مسلم أواخر ذي الحجة عام تسعين ومائتين وألف بروضة مولانا علي الشريف دفين مراكش، وقال في ذلك قصيدة تضمنت مدح الكتاب وتصنيفه، وهي في سبعة وأربعين بيتا، وقد أوردها في فهرسته: حديقة الأزهار، في ذكر معتمدي من الأخيار، ونقلها العلامة السيد التهامي كنون في ختمة صحيح مسلم المطبوعة بفاس عام 1316، وحضر في ختم المترجم علماء مراكش والخليفة ووزراؤه، وكان ذلك اليوم مشهودا، وموسم من مواسم الخيرات معدودا[55].

20. وَشْي الدِّيباج على صحيح مسلم ابن الحجاج: لعلي بن سليمان الدمناتي البجمعوي (1306هـ). [56]

21. شرح آخر ترجمة من صحيح مسلم: لجعفر بن إدريس الكتاني، أبو المواهب (1323هـ).[57]  

22. ختم صحيح مسلم: لجعفر بن إدريس الكتاني، أبو المواهب (1323هـ).[58] 

23. تعليق شريف ومختصر لطيف على صحيح مسلم، ويسمى أيضا: الملم بشرح ألفاظ صحيح مسلم: لأبي عبد الله محمد التهامي بن المدني كنون (1333هـ)، وهو مطبوع على الحجر بفاس في ستة عشرة صفحة.[59] 

24. تقييد ختم صحيح مسلم: لمحمد الفاطمي الشرادي (1344هـ).[60]

25.حاشية على صحيح مسلم: للعباس بن إبراهيم التعارجي السملالي المراكشي (1378هـ).[61]  

26. شرح أربعين حديثا من صحيحي البخاري ومسلم: لعبد السلام بن عبد الله الفزكاري[62]

27. حاشية على صحيح مسلم:  للشيخ الحافظ أبي العباس أحمد بن يوسف ابن أبي المحاسن الفاسي المتوفى سنة (1021هـ) كتب منها جزءاً لم يكمل.[63] قال القادري في نشر المثاني: “كان يحفظ أحاديث الصحيحين، مستحضرا لما اتفقا عليه، وما انفرد به احدهما، ومستحضرا للاختلاف في متن أو سند، تصحح نسخ البخاري ومسلم من حفظه”.[64]

28. بغية كل مسلم من صحيح مسلم لمحمد بن عبد الله المعروف بابن المؤقت المراكشي (1369هـ) مطبوع متداول صغير الحجم جمع فيه مؤلفه بعض الأحاديث المختارة من صحيح مسلم.

وفي ختام هذا المقال أحمد الله تعالى أن وفقني للحديث عن صحيح مسلم ابن الحجاج، وعناية أهل المغرب به من خلال ما وضعوه عليه من شروح ومؤلفات، حيث لم أَرُم استقصاء كل المؤلفات المغربية عليه، إذ الأمر يحتاج إلى استقصاء وتتبع لفهارس المكتبات وخزائن المخطوطات المغربية، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، فأسأل الله عز وجل أن يجزل المثوبة للإمام العلم مسلم بن الحجاج النيسابوري، وينور مضجعه.

كما أسأله الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي، وأن ينفع به كاتبه وقارئه، والحمد لله رب العالمين.

******************

جريدة المصادر والمراجع:

***********************

1.الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، للعباس بن إبراهيم، المطبعة الملكية، الرباط 1974م. 

2. الأعلام ، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، ط15، 2002م.

3. الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، للعباس بن إبراهيم السملالي، مراجعة: عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية، الرباط، ط2، 1397هـ/1977م. 

4. البرنامج، للقاسم بن يوسف التجيبي السبتي، ت: عبد الحفيظ منصور، الدار العربية للكتاب. 

5. تاريخ مدينة السلام وأخبار محدثيها وذكر قطانها العلماء من غير أهلها ووارديها، لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي ت: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1، 1422هـ / 2002 م.  

6. تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها، وتسمية من حلها من الأماثل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها، وأهلها، لأبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر، ت: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، دار الفكر، ط1، 1418هـ/1997م. 

7. تحقيق اسمي الصحيحين واسم جامع الترمذي، لعبد الفتاح أبو غدة، دار القلم، بيروت، ط1، 1414هـ/1993م. 

8. تدريب الراوي في شرح تقريب النووي، لأبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي، ت: أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد، دار العاصمة، الرياض، ط1، 1424هـ/2003م. 

9. تذكرة الحفاظ، لأبي عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان ابن قيماز الذهبي، دار الكتب العلمية، بيروت. 

10. تراث المغاربة في الحديث النبوي وعلومه، لمحمد بن عبد الله التليدي، دار البشائر الإسلامية، ط1، بيروت، لبنان، 1416هـ /1995م. 

11. تهذيب التهذيب، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر شهاب الدين العسقلاني الشافعي، ت: إبراهيم الزيبق، وعادل مرشد، مؤسسة الرسالة. 

12. تهذيب الكمال، لأبي الحجاج يوسف بن الزكي عبدالرحمن المزي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ت: د. بشار عواد معروف ط1 ، 1400هـ/ 1980م. 

13. الحطة في ذكر الصحاح الستة، لأبي الطيب السيد صديق حسن القنوجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1905هـ/1985م. 

14. الحياة الأدبية بالمغرب على عهد الدولة العلوية، محمد الأخضر. دار الرشاد الحديثة الدارالبيضاء، ط1، 1977م. 

15. ديوان ابن نباتة المصري، للشيخ جمال الدين ابن نباتة المصري الفاروقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان. 

16. سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، لأبي عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، ت: عبد الله الكامل الكتاني، وحمزة بن محمد الطيب الكتاني، ومحمد حمزة بن علي الكتاني، دار الثقافة، الدار البيضاء. 

17. سوس العالمة، لمحمد المختار السوسي، مطبعة فضالة، المحمدية، 1380- 1960. 

18. سير أعلام النبلاء، لأبي عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان ابن قيماز الذهبي، ت: شعيب الأرنؤوط، وصالح السمر، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1403 هـ/1983م.

19. شرح ألفية العراقي في علوم الحديث، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، ت: لأبي حفص شادي بن محمد سالم النعمان، دار ابن حزم، بيروت، ط1، 1429هـ/2008م.

20. الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الزرعي المعروف ابن القيم الجوزية، ت: د. علي بن محمد الدخيل، دار العاصمة، الرياض ط3 ، 1418هـ/ 1998م.

21. صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط، لأبي عمرو عثمان بن الصلاح عبد الرحمن بن عثمان الشهرزوري الشافعي المعروف بابن الصلاح، ت: د. أحمد حاج محمد عثمان، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1428هـ/2007م.

22. طبقات علماء الحديث، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي، ت: أكرم البوشي، وإبراهيم الزيبق، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2، 1417هـ/1996م

23. فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، لمحمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني (ت1382هـ)، اعتناء: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط2، 1402هـ.

24. الفهرس الوصفي لمخطوطات خزانة المسجد الأعظم بوزان، إنجاز: بدر العمراني، ومحمد سعيد الغازي، إشراف: عبد اللطيف الجيلاني، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، ط1، 1429هـ.

25. فهرس مخطوطات خزانة تطوان، قسم مصطلح الحديث والسيرة النبوية، إعداد: المهدي الدليرو، ومحمد بوخبزة، منشورات وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية، تطوان، ط1، 1404هـ.

26. فهرس مخطوطات مكتبة عبد الله كنون، إعداد: عبد الصمد العشاب، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، ط1، 1417هـ.

27. مجموع الفتاوى، لتقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني، ت: أنور الباز،  وعامر الجزار، دار الوفاء، ط3، 1426 هـ / 2005م.

28. مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن، لأبي حامد محمد العربي بن يوسف الفاسي الفهري، ت: الشريف محمد حمزة بن علي الكتاني، منشورات رابطة أبي المحاسن ابن الجد.

29. معجم الشيوخ لعبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن عبد الكبير الفاسي ت: عبد المجيد خيالي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1424هـ/2003م. 

30. معجم طبقات المؤلفين على عهد دولة العلويين، لعبد الرحمن ابن زيدان، ت: د.حسن الوزاني، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المغرب، ط1 ، 1430هـ/2009م.

31. مقدمة ابن خلدون، ت: درويش الجويدي، صيدا، المكتبة العصرية، ط2،1997م.

32. من أعلام الفتوى بمراكش عبر العصور أحمد متفكر (مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، مراكش، ط1، 2013م.

33. المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط2 ، 1392هـ.

34. منهجية فقه الحديث عند القاضي عياض، للحسين شواط، دار ابن عفان، السعودية، ط1، 1993م.

35. نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، لأبي عبد الله محمد بن الطيب بن عبد السلام القادري، طبعة حجرية، فاس، 1310هـ.

36. هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، لإسماعيل باشا البغدادي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.

*********************

 

هوامش المقال:

************

[1] ـ ديوان ابن نباتة المصري ص: 78.

[2] ـ وهو الإسم الذي أطلقه عليه ابن خير  في فهرسته ص: 98،  وابن عطية في فهرسته ص:67.

[3] ـ تاريخ بغداد 15 /122، وتاريخ دمشق 58 /85، وتهذيب الكمال 27 /499، وسير أعلام النبلاء 12 /557، وتهذيب التهذيب 4 /67.

[4] ـ تاريخ بغداد 15 /122، وتاريخ دمشق 58 /85، وتهذيب الكمال 27 /499، وسير أعلام النبلاء 12 /557، تهذيب التهذيب 4 /67.

[5] ـ تاريخ دمشق 58 /85، وتهذيب الكمال 27 /504، وسير أعلام النبلاء 12 /562، وغيرها.

[6] ـ صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط ص: 3، وسير أعلام النبلاء 12 /579، وطبقات علماء الحديث 2 /288، وتهذيب التهذيب 4 /67، وتدريب الراوي 2 /487.

[7] ـ تاريخ دمشق 58 /89، وتذكرة الحفاظ 2 /588.

[8] ـ تاريخ بغداد 15 /121 .

[9] ـ تاريخ دمشق 58 /89

[10] ـ سير أعلام النبلاء 12 /565 .

[11] ـ تذكرة الحفاظ 2 /588

[12] ـ تاريخ دمشق 58 /94، وصيانة مسلم ص:4.

[13] ـ صيانة مسلم ص5، وتاريخ بغداد 13 /103، وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق 58 /94.

[14] ـ قال: “صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة” تاريخ بغداد 13 /101، وشرح النووي على مسلم 1 /15.

[15] ـ تهذيب التهذيب 7 /133، كشف الظنون 1 /555.

[16] ـ فهرسة ابن خير ص: 98، فهرسة ابن عطية ص:67.

[17] ـ صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط ص: 6

[18] ـ شرح النووي على مسلم 1 /11.

[19] ـ شرح النووي على مسلم 1 /15.

[20] ـ تهذيب التهذيب 4 /67.

[21] ـ تاريخ دمشق 58 /92.

[22] ـ صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط ص: 7.

[23] ـ صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط ص: 7.

[24] ـ صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط ص: 23.

[25] ـ مجموع الفتاوي20 /321.

[26] ـ مجموع الفتاوي 18 /74.

[27] ـ سير أعلام النبلاء 12 /569.

[28] ـ الصواعق المرسلة 2 /655.

[29] ـ مقدمة ابن خلدون ص: 414.

[30] ـ ألفية العراقي بشرح السيوطي ص: 101.

[31] ـ صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط ص: 9.

[32] ـ برنامج التجيبي ص: 93.

[33] ـ كان عالما فاضلا مشاركا في فنون من العربية والآداب متضلعا من الحديث كان يحفظ صحيح البخاري ومسلم بأسانيدهما انظر: الإعلام بمن حل مراكش من الأعلام 2 /430، الترجمة: 305).

[34] ـ الحطة في ذكر الصحاح الستة ص169.

[35] ـ فهرس الفهارس 1 /385.

[36] ـ تحقيق اسمي الصحيحين ص44 – 45.

[37] ـ تراث المغاربة في الحديث النبوي ص:248

[38] ـ مطبوع.

[39] ـ وقد طبع الكتاب بفاس عام 1328 هـ .

[40] ـ تاريخ تطوان 1 /74، تراث المغاربة في الحديث النبوي ص: 248.

[41] ـ النبوغ المغربي في الأدب العربي 1 /159، وتراث المغاربة في الحديث النبوي ص: 53.

[42] ـ النبوغ المغربي 1 /159، تراث المغاربة في الحديث النبوي ص: 189.

[43] ـ طبع بتونس 1977م، تراث المغاربة في الحديث النبوي ص:167.

[44] ـ طبع بتونس 1977م، تراث المغاربة في الحديث النبوي ص:167.

[45] ـ النبوغ المغربي 1 /226، تراث المغاربة في الحديث النبوي ص:131.

[46] ـ النبوغ المغربي 1 /226، تراث المغاربة في الحديث النبوي ص: 189.

[47] ـ مرآة المحاسن ص: 214، وتراث المغاربة في الحديث النبوي ص: 132. كانت نسخ الصحيحين تصحح من حفظه كما في صفوة من انتشر ص: 105.

[48] ـ الحياة الأدبية بالمغرب على عهد الدولة العلوية محمد الأخضر، ص: 110.

[49] ـ الفهرس الوصفي لمخطوطات خزانة المسجد الأعظم بوزان 1 /224.

[50] ـ معجم طبقات المؤلفين على عهد دولة العلويين لابن زيدان 2 /246، هدية العارفين 2 /328، تراث المغاربة في الحديث النبوي ص: 248.

[51] ـ سلوة الأنفاس 3 /284، و تراث المغاربة في الحديث النبوي ص: 118.

[52] ـ الزركلي 6 /171، تراث المغاربة في الحديث النبوي ص: 107

[53] ـ تراث المغاربة في الحديث النبوي ص:248، سوس العالمة: 200.

[54] ـ فهرس الفهارس 2 /742، وتراث المغاربة في الحديث وعلومه ص: 174،

[55] ـ الأعلام بمن حل مراكش من الأعلام 7 /29.

[56] ـ اختصر فيه حاشية السيوطي على الصحيح، طبع في مصر عام 1299هـ، تاريخ التراث 1 /270، وتراث المغاربة في الحديث النبوي ص: 299.

[57] ـ معجم الشيوخ لعبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن عبد الكبير الفاسي 1/ 65، معجم طبقات المؤلفين على عهد دولة العلويين  2 /118، وفهرس مخطوطات مكتبة عبد الله كنون 2 /57.

[58] ـ معجم طبقات المؤلفين على عهد دولة العلويين  2 /118.

[59] ـ معجم الشيوخ  لعبد الحفيظ الفاسي 1/ 128، وتراث المغاربة في الحديث النبوي ص:276.

[60] ـ  منه نسخة بمكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية، السعودية، الرياض، رقم الحفظ: 2864-4-ف.

[61] ـ تراث المغاربة في الحديث النبوي ص: 132، ومن أعلام الفتوى بمراكش عبر العصور أحمد متفكر ص: 46.

[62] ـ فهرس مخطوطات خزانة تطوان 1 /390.

[63] ـ فهرس الفهارس 2 /604. 

[64] ـ نشر المثاني 1 /111.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق