تتميز طائفة من رسائل الإمام المحقق أبي زيد بن القاضي ـ رحمه الله ـ بتصويبها سهام النظر الصائب، والبحث الدقيق، إلى مسائل رسمية وضبطية وأدائية جزئية، يتناولها قلم الشيخ بالتدقيق والتحرير والتحقيق، ويعرض فيها أقوال الأئمة معززة بالنقول عنهم، باسطة علل مذاهبهم، متوجا بحوثه ببيان ما جرى به العمل من تلك الاختيارات والمذاهب عند مشيخة القرآن وأئمة الإقراء، خاصة في فاس وبلاد المغرب.

ومن هذا الطراز رسالته التي بين أيدينا المسماة بـ”تحقيق المقال في حكم الوقف على {أفطال}”، التي تحظى اليوم لأول مرة بالتحقيق والنشر.

وهي رسالة تتناول واحدة من قضايا الأداء المتعلقة برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق، وهي قضية الوقف على كلمة {طال}، هل يوقف عليها لمن وصل بالتفخيم، بترقيق اللام اعتدادا بسكونها في الوقف، أم بتفخيمها لعدم الاعتداد به؟ وما حكمها عند من وصلها بالترقيق؟ مع بيان مقدار مد الألف في الوقف على كل مذهب، وهي مباحث فصل المؤلف فيها القول مدعوما بعلله، ناسبا كل مذهب لقائله، مع تنظيره هذه المسألة بمسألة أدائية أخرى شبيهة لها وهي مسألة الوقف على الراء الممال في نحو{الدار} و{الابرار}، معززا في كل ذلك كلامه بالنقول عن الأئمة نظما ونثرا، منبها على ما جرى به العمل عند أئمة الأداء المعتبرين.

للمزيد المرجو الضغط هنا