مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

أبو علي الحسن بن رحال المعداني (ت1140هـ):

إعداد: د. عبد الرحيم السوني

باحث بمركز دراس بن إسماعيل

هو الفقيه الكبير، حافظ زمانه، المطالع، أبو علي الحسن بن رحال بن أحمد بن علي المعداني التدلاوي، كانت بداية طلبه للعلم بالزاوية الدلائية، ثم رحل بعد ذلك إلى فاس ومكناسة، طمعا في زيادة الطلب والتحصيل، والأخذ عن كبار علماء المغرب في عصره، أمثال: عبد القادر بن علي بن الشيخ أبي المحاسن الفاسي (ت1091هـ)، ومحمد بن عبد الخالق بن عبد القادر بن محمد الشرقي الملقب بالمعطى (ت1092هـ)، وعلي بن مسعود اليوسي (ت1102هـ)، ومحمد بن أحمد بن المسناوي (ت1130هـ)، وسعيد بن أبي القاسم العَميري (ت1131هـ)، وغيرهم.

وبعدما تَمَّ له التحصيل انبرى للتدريس بالمدرسة المتوكلية، فكان يدرس علم الحديث، والتفسير، والفقه، واللغة، فأبان في ذلك عن عارضة قوية في الحفظ، وملكة عجيبة في الفتوى، مع ما تحلى به من الصبر والتواضع والإنصاف، وبذلك شاع صيته، فقصده الطلبة من كل حدب وصوب فأخذوا عنه ونهلوا من علومه، ولمع منهم جماعة يأتي في طليعتهم: أبو الحجاج يوسف المجيلدي (ت1148هـ)، وعلي بن سعيد العَميري (ت1150هـ)، وأبو البقاء محمد يعيش ابن الرغَّاوي (ت1151هـ)، وأبو العباس أحمد بن مبارك اللمطي السجلماسي (ت1156هـ)، ومحمد المدعو الكبير بن محمد السرغيني (ت1164هـ)، وأبو عبد الله محمد البكري بن محمد الشاذلي الدلائي (ت1164هـ)، وأبو عبد الله محمد بن عبد الصادق الفرجي الدكالي (ت1175هـ). ولم يقتصر فضيلته على التدريس بل زاول معها أيضا مهمة القضاء بفاس، ثم عُزل عنه، ثم أُعيد إليه في آخر عمره بمدينة مكناسة، ومكث قاضيا إلى أن توفي رحمه الله.

ونظرا لمكانته فقد حلاه علماء عصره بكثير من التحليات، من ذلك قول تلميذه أبي القاسم العميري: «العلامة المشارك النظار»، وقول محمد بن الطيب القادري: «الفقيه الكبير، العالم العلامة الحافظ الشهير، صاعقة الفقه المالكي في وقته، وصاحب التدريس بمكناسة الزيتون، ونادرة الزمان في كشف الأوهام والتلبيس»، وقول محمد بن جعفر الكتاني: «مالك زمانه»، وقول محمد بن محمد مخلوف: “الإمام العلامة المفضال، الفقيه النظار، خاتمة العلماء المحققين الأخيار، من أهل الفضل وقضاة العدل”.

وقد خلّف ابن رحال مجموعة حسنة من التآليف، منها: شرح مختصر خليل الموسوم بفتح الفتاح يقع في خمسة عشر جزءا، ومن مؤلفاته المطبوعة: الارتفاق في مسائل الاستحقاق، وكشف القناع عن تضمين الصناع.

توفي ابن رحّال رحمه الله في ثالث رجب سنة أربعين ومائة وألف، ودفن بضريح أبي عثمان سعيد المشترائي خارج باب وجه العروس بمكناس.

تنظر ترجمته في:

ـ نشر المثاني (3/293-294).

ـ التقاط الدرر(1/388-389).

ـ طبقات  الحضيكي (1/212).

ـ إتحاف أعلام الناس (3/7-9).

ـ شجرة النور الزكية (334).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق